راقص التانغو في مرمى نيران عشاق نابولي

الخميس 2016/07/28

حط غونزالو هيغواين، مهاجم يوفنتوس الجديد والرحالة، بمقر البيانكونيري، وسط استقبال حافل من جماهير السيدة العجوز. وأشعل مهاجم نابولي السابق الأجواء في إيطاليا، بعدما قرر فسخ عقده مع فريق الجنوب الإيطالي، والانتقال إلى البطل. وفجر رحيل راقص التانغو إلى بيت السيدة العجوز غضبا شديدا، وأثار مشاعر جماهير نابولي، مما جعلها تقدم على حرق قمصان الفريق وتمزيق اللافتات وتظهر سخطا كبيرا.

وبالتالي أصبح هيغواين في مرمى نيران جماهير نابولي الغاضبة. ويفسر هذا الغضب برحيل هداف لا يرحم قاد نابولي إلى المركز الثاني في الدوري، وخصوصا أنه سيحمل ألوان البطل، وهذا في حدّ ذاته يعدّ أبرز العقبات أمام إحراز نابولي للقبه الأول منذ فترة بعيدة.

وقع هيغواين عقدا لمدة خمس سنوات مع حامل لقب الدوري الإيطالي لينهي بذلك ثلاثة مواسم ناجحة قضاها على ملعب سان باولو. وهذا ما دفع أوريليو دي لورينتس، رئيس نادي نابولي، إلى شن هجوم حاد على نجم الفريق السابق. وقال دي لورينتس، في تصريحات صحافية “عارضنا بيع هيغواين، ولكن بعدما عرض يوفنتوس دفع الشرط الجزائي كل شيء انهار”.

وأوضح رئيس نابولي “لقد أبلغنا مسؤولو يوفنتوس بنيتهم في دفع الشرط الجزائي بعد نصف ساعة من رفضنا التفاوض حول هيغواين”. وتابع دي لورينتس “لم نكن نتوقع رحيله أبدا، لقد كان عنيدا بمحو السنوات الـ3 التي قضاها في نابولي بهذه الطريقة. يعتقد البعض أن وصفه بالخيانة مبالغ فيه، لكني لا أرى ذلك”. وواصل رئيس نابولي قائلا “الطريقة التي رحل بها تتضمن المعنى الكامل للخيانة والجحود أيضا. أودّ أن أغلق هذا الموضوع دون إضاعة الوقت في المزيد من المهاترات”.

وتطرق دي لورينتس للحديث عن يوفنتوس، قائلا “كنت أتوقع سلوكا مختلفا منهم. على العموم كرة القدم لعبة قاسية وقد لا يوجد الاحترام في الكثير من الحالات”. رحيل الأرجنتيني كان بمثابة الصدمة لعشاق نابولي الذين لم يستسيغوا خاصة الطريقة التي ترك بها الفريق، وهو يعتبر معبودهم الأزلي. وهو رحيل أثبت من جديد أن كرة القدم لعبة لا تقبل المجاملات ولا تخضع لقيم معينة، في ظل هيمنة المال والجاه. فنكران الجميل بات من أبرز صفات نجوم اليوم. وما فعله الهداف الأرجنتيني دليل قاطع على ذلك، خاصة بعد المبلغ الخيالي الذي دفعه يوفنتوس للظفر بخدماته. وبهذا المبلغ بعث نادي السيدة العجوز برسالة قوية إلى منافسيه وإلى كبار القارة العجوز يفيد من خلالها بأنه قادر على مجاراة جنون السوق، وضم أي لاعب مهما كان اسمه.

بالنظر إلى يوفنتوس وانتداباته فالفريق بالفعل بات يمتلك مجموعة قوية من النجوم، وبات يتباهى بامتلاكه أفضل خط دفاع في العالم، الثلاثي الذي أبهر الجميع في يورو 2016؛ بونوتشي وكيليني وبارزالي، ومن خلفهم الحارس الأسطوري بوفون، ثم أضاف المزيد من الصلابة بقدوم المهدي بن عطية من بايرن، صاحب السمعة الطيبة في إيطاليا منذ أن كان مع روما، وظهير برشلونة اللامع داني ألفيس. ويبسط فريق السيدة العجوز هيمنته على الدوري الإيطالي منذ خمس سنوات. انتقال جديد يؤكد نجاح مالك النادي في استثمار اللاعبين وبيعهم بأسعار قياسية، فهيغواين جاء من العملاق الأسباني ريال مدريد عام 2013 مقابل نحو 40 مليون يورو قبل أن يتخلى عنه بمبلغ تردد أنه ناهز 94.7 مليون يورو.

في المقابل يمكن لجمهور نابولي أن يفرح فقط لانتعاش الخزينة بمبلغ قياسي قد يساعده على تعزيز صفوفه بأكثر من لاعب الموسم المقبل.

وتعتزم إدارة الفريق الأزرق تعويض رحيل الأرجنتيني بجلب مهاجم جديد في أسرع وقت ممكن. وكان نابولي مرتبطا في السابق بمهاجم الإنتر ماورو إيكاردي بالإضافة إلى مهاجم ميلان كارلوس باكا، لكن يبدو أن اللاعب الدولي البولندي ميليك الذي تألق بشدة في يورو 2016 هو المرشح الأوفر حظا لخلافة هيغواين بعد التجاوب الملحوظ من جانب إدارة العملاق الهولندي في مفاوضات نابولي.

صحافي من تونس

23