مودريتش يقدم أوراق اعتماد كرواتيا بنجاح في فرنسا

الثلاثاء 2016/06/14

قدم النجم الكرواتي لوكا مودريتش أرواق اعتماد منتخب بلاده بقوة في منافسات كأس الأمم الأوروبية 2016 بفرنسا، وذلك من خلال المردود الرائع الذي ظهر به نجم ريال مدريد الأسباني في اللقاء الافتتاحي لكرواتيا ضد تركيا. إذ سجل مودريتش هدفا غاليا سيكون وزنه من ذهب في بقية السباق القاري. ويعد هذا الهدف هو الحادي عشر لمودريتش مع كرواتيا ويأتي في وقت يقدم فيه أفضل مستوياته مع كرواتيا على عكس مونديال البرازيل 2014 حينما كان يعاني من ظروف بدنية ونفسية سيئة.

ولم يقتصر دور مودريتش في اللقاء على الهدف الذي سجله وإنما قدم اللاعب الموهوب أداء راقيا على مدار ردهات المباراة دفاعا وهجوما.

وتواجد مودريتش (30 عاما) في كامل أرجاء الملعب وملأ المستطيل الأخضر بالنشاط والحيوية وقاد فريقه من وسط الملعب بشكل مبهر، ليؤكد أن المنتخب الكرواتي يمكنه أن يصبح منافسا على اللقب القاري.

وبعد زهاء أسبوعين على فوزه مع النادي الملكي بدوري أبطال أوروبا، أكد القائد الكرواتي أنه يستطيع إضافة تتويج قاري على مستوى المنتخبات إلى رصيده من خلال قيادة المنتخب الكرواتي للفوز بيورو 2016.

وبالنظر إلى إحصائيات مودريتش في المباراة، فإنه كان أكثر اللاعبين لمسا للكرة بـ76 مرة، هذا بخلاف أن دقة تمريراته بلغت 88.1 بالمئة، يضاف إلى ذلك صناعته لتمريرتين حاسمتين وقطعه الكرة أربع مرات وتشتيتها ثلاث مرات. وتزخر تشكيلة كرواتيا بعدد من اللاعبين من ذوي المهارات والمواهب الرائعة مثل مودريتش وإيفان راكيتيتش نجم برشلونة الأسباني وماريو ماندزوكيتش مهاجم يوفنتوس الإيطالي. وكان الدفاع بقيادة دوماغي فيدا وفيدران كورلوكا بمثابة الجدار الذي يصعب تخطيه.

ونال مودريتش إشادة بالغة كما فاز بجائزة رجل المباراة. وقال آنتي كاسيتش، المدير الفني للمنتخب الكرواتي، عن أداء مودريتش “كان بالفعل قائدا للفريق وسجل هدفا ساحرا. هذا المستوى من مودريتش يجعل الفريق يبدو بشكل أفضل وبأداء أقوى.. إنها واحدة من أفضل المباريات في تاريخ المنتخب الكرواتي”.

وقال راكيتيتش “الهدف كان رائعا. نحتاج لهذا الأداء الراقي من لوكا. إنه يتمتع بمستوى رائع”. وعلق مودريتش قائلا “ركلت الكرة بشكل جيد. أشعر بالسعادة فعلا لهذا الهدف ولكنني أشعر بالسعادة أكثر للمستوى الذي قدمه الفريق والفوز وحصد النقاط الثلاث”.

وتشبه ثقة المنتخب الكرواتي في النجم الواعد نظيرتها في فريق ريال مدريد الأسباني وهو النادي الذي لعب له مودريتش منذ 2012 ونضج فيه كلاعب مؤثر وفعال في مسيرة الفريق، حيث لعب دورا بارزا في الفوز بلقب دوري الأبطال في 2014 و2016.

ويدرك الجميع أن الفوز على المنتخب التركي ليس إلا الخطوة الأولى للفريق من أجل بلوغ الأدوار الفاصلة. ورغم هذا، ستساهم النقاط الثلاث لهذه المباراة في تنمية الشعور بقدرة الفريق على إنجاز شيء في يورو 2016 بعد 18 عاما من تحقيق الفريق لأفضل إنجازاته وهو الفوز بالمركز الثالث في كأس العالم 1998 بفرنسا. وأكد مودريتش “نشعر بالثقة جميعا في الفريق وأظهرنا هذا على الملعب. لعبنا كفريق كبير وأعتقد أننا فريق كبير بالفعل”.

ويمكن القول إن سقف طموحات المنتخب الكرواتي خلال البطولة بات عاليا خاصة بعد البداية الموفقة، حيث بات واضحا أن هدفه الأول هو التأهل إلى الدور الثاني. وهذا أقل ما ينبغي القيام به في انتظار ما سيحدث. لقد أثبت لوكا وكامل منتخب كرواتيا أن اللعب الجماعي أهم ميزة يتميزون بها، حيث تملك كرواتيا لاعبين جيدين وهي دائما ما تؤكد حضورها بامتياز في كل حدث رياضي كبير وخاصة منذ سنة 1996 أول يورو لها، وصولا إلى 1998 عندما أحرزت المركز الثالث في كأس العالم. فالعملاق الكرواتي لديه مجموعة قوية يمكن أن تثبت وجودها ضمن كبار القارة ولكنه دائما ما يفتقر إلى عامل الحظ.

صحافي تونسي

23