إيفان شبيغل مبتكر "سناب شات" الشبح الصغير حاصد المليارات

الأحد 2016/05/15
أصغر أثرياء العالم وتطبيقه الذي سيعقد مؤتمره في دبي

عمّان - أعلن الشيخ ماجد الصباح، الرئيس التنفيذي لشركة «360» ومؤسسة شركة «تي اف كي»، عن إطلاق المؤتمر الأول للمؤثرين ورواد برنامج التواصل الاجتماعي «سناب شات»، الذي سيعقد في دبي بتاريخ 27 من الشهر الجاري، وذلك خلال جلسة «ملهمون لخدمة الإنسانية.. كيف نقيس السعادة» في منتدى الإعلام العربي.

سناب شات ولد على يدي شاب استطاع الوصول إلى قائمة أثرى أثرياء العالم، فهو الذي قدم برنامجا لفت أنظار الشباب واختطف عقولهم، لمواكبته نشاطاتهم اليومية. فقد تمكن بشعاره الأصفر ذاك أن يضع بصمة قوية في عالم التواصل الاجتماعي، إنه الشاب الأميركي إيفان شبيغل الرئيس التنفيذي والمؤسس لتطبيق سناب شات، التطبيق الذي جاء بفكرة غير مألوفة ليحصل بالمقابل على شعبية غير مألوفة أيضا.

من يصدّق أن استياء صديق شبيغل ريجي براون قاده إلى عالم المليارديرات، ليصبح بعدها أصغر ملياردير في العالم قبل بلوغه الـ25 من عمره، بثروة تقدر بـ2.1 مليار دولار.

انطلاق “سناب شات” جاء إثر جملة قالها ريجي أحد مؤسسي التطبيق “تمنيت أن تختفي الصور المضحكة التي أرسلها لأصدقائي بعد فترة، حتى لا تصبح مصدر استهزاء مني”، ولم تمر هذه الكلمات مرور الكرام، إذ تخلى شبيغل عن مقعده في جامعة ستانفورد الأميركية، وتفرغ تماما لترجمة هذه الفكرة على أرض الواقع.

عائلة قانونية ثرية

ولد شبيغل في الرابع من شهر يونيو لعام 1990، في ولاية كاليفورنيا الأميركية، لعائلة يعمل الأب والأم فيها في مجال المحاماة. فعاش حياة الرفاهية، ونشأ في منزل أشبه بمنازل الأمراء و الملوك، وحصل على سيارة من أفخم الموديلات حتى وهو في السادسة عشرة من عمره.

درس شبيغل في مدرسة كروسرود المختصة بالفنون والعلوم. وأثناء دراسته تلقى دروسا في التصميم في كلية أوتيس، ثم التحق بجامعة ستانفورد، وعمل لدى شركة ريد بول بدون أجر، ثم عمل كمتدرب في شركة طبية.

درس تصميم المنتجات في جامعة ستانفورد. واقترح أن يكون برنامج سناب شات هو مشروع التخرج الذي سيقدمه، إلا أنه غادر جامعته في عام 2012 وكان ذلك قبل فترة وجيزة من إنهائه دراسته فيها. ذكر شبيغل أن السبب وراء ذلك هو أنه كان يريد التركيز في تصميم برنامج سناب تشات، ليبتكر كل ما فيه بدقة متناهية، حيث جعل جلّ اهتمامه هو تصميم البرنامج وبرمجة أجزائه. فقد عرف عنه منذ المدرسة الثانوية وخلال دراسته في جامعة ستانفورد أنه كان الشاب الذي يتوجه إليه زملاؤه من أجل تنظيم الحفلات واللقاءات.

أهم ما يميز سناب شات عن غيره، أن الصور والفيديوهات وأيّ شيء يتم إرساله إلى المستقبل يُمحى بعد عشر ثوان من قائمة الأخير، إضافة إلى ذلك تمحى في الوقت نفسه تلك البيانات من السجل المعلوماتي للشركة نفسها بحسب ما تؤكده سناب شات

حصل شبيغل المغرم بعالم التكنولوجيا على فرص متكررة قابل خلالها المؤسسين لمواقع شهيرة مثل غوغل ويوتيوب. عمل وزميلين له على البرنامج الشهير سناب شات، واتخذوا من منزل شبيغل الراقي مقرا لهم. وفي أواخر العام 2011 أطلق شبيغل وزميلاه التطبيق الذي اشتهر بدوره في جميع أنحاء العالم، ليكون لحظة حاسمة في حياته.

بعد ستة أشهر وتحديدا في ربيع العام 2012 نجح التطبيق في الوصول إلى 100 ألف مستخدم، فاعتبره إيفان حينها رقما ممتازا. غير أن الظروف العامة عاكسته، إذ ظهرت تحديات جديدة تمثلت في ارتفاع تكلفة الخوادم الشهرية إلى حد يفوق ميزانية فريق العمل.

اعتبر شبيغل 2013 عام السعد له، إذ بلغ عدد المشاركات اليومية أكثر من 60 مليون مشاركة. وبالتالي ارتفعت قيمة التطبيق إلى 13 مليون دولار، إلا أنه لم يكتف بذلك، وتابع مسيرة النجاح، ليصل إلى 150 مليون مشاركة يوميا في صيف العام نفسه.

لكن لم يكن العام 2014 كسابقه، إذ عانى التطبيق من مشاكل تتعلق بالخصوصية والأمان، فضلا عن دعاوى قضائية اتّهمته بانتهاك اتفاقية الاستخدام. غير أن فريق التطوير تابع مهامه بجدية، وبنهاية العام نجح في الحصول على تمويل جديد، رفع من قيمة التطبيق إلى 19 مليار دولار، وهو نفس الرقم الذي دفعه فيسبوك للاستحواذ على تطبيق واتس أب.

مليار دولار في أربع سنوات

الحصول على المليار دولار الأول أمر بالغ الصعوبة بالنسبة إلى رجال الأعمال قبل عشرين سنة مضت، إلا أنه مع ثورة الإنترنت وما نتج عنها من تجارة إلكترونية وظهور مواقع التواصل الاجتماعي، أصبح تحقيق ثروة طائلة أمراً في متناول البعض من المبتكرين. ما جعل 31 من 1645 عضوا في لائحة مليارديرات مجلة فوربس الأميركية تقل أعمارهم عن أربعين سنة. خرج منهم أخيراً في العام 2014 كل من الأميركيين سيرجي برين ولاري بيج، وهما من المؤسسين في شركة غوغل الشهيرة.

وكان أشهر ملياردير صغير لفترة من الزمن هو الرجل الثاني في شركة فيسبوك، الأميركي دست موسكوفيتز، إلا أن واحداً من المليارديرات الشباب أزاحه عن عرشه في العام 2014، إنه أشهرهم على الإطلاق؛ الأميركي إيفان شبيغل ذو الـ26 ربيعا صاحب الـ2.1 مليار دولار.

قفز اسم إيفان شبيغل إلى الواجهة حين كشفت وسائل الإعلام الأميركية عن رفضه دعوة مؤسس فيسبوك مارك زوكيربرغ بتفويت شركته سناب شات لصالح فيسبوك مقابل 3 مليارات دولار. كما رفض عرض محرك البحث غوغل، الذي قدّم 4 مليارات لشراء التطبيق، إيمانا منه بأن قيمة التطبيق سترتفع في المستقبل القريب وقد صدقت تنبؤاته، فالتطبيق يملك حاليا أكثر من 100 مليون مستخدم.

ما يتم إرساله إلى المستقبل يُمحى بعد عشر ثوان من قائمته

رجل سناب شات كان يعلم القيمة الحقيقية والمستقبلية لشركته، خاصة وأنها تحقق نسب نمو متسارعة وبأرقام مذهلة، ما جعلها مطمعا لشركات عالمية كبرى على غرار ياهو وشركات أخرى.

سناب شات هو تطبيق متوفر على متجر آبل وأندرويد وباقي متاجر الهواتف الذكية الأخرى، تحول بسرعة قياسية إلى أحد أهم تطبيقات التواصل الاجتماعي بالصور على شاكلة أنستغرام.

ويتلخص عمله في كونه يسهّل على المستخدمين تبادل الصور والكتابة والأشرطة المصوّرة والرسومات وغير ذلك بسرعة كبيرة ومرونة وأداء أفضل بكثير من تطبيقات أخرى مماثلة. ويطلق على هذه الصور والفيديوهات “سنابس” وهي تلخص المعنى العام لاسم التطبيق والغرض منه.

الذي يميز سناب شات عن غيره، أن الصور والفيديوهات وأيّ شيء يتم إرساله إلى المستقبل يُمحى بعد عشر ثوان من قائمة الأخير. ما يجعله أحد أكثر التطبيقات المحافظة على الخصوصية، وإضافة إلى ذلك تمحى في الوقت نفسه تلك الصور والفيديوهات من السجل المعلوماتي للشركة نفسها بحسب ما تؤكده سناب شات.

أدخلت الشركة في العام 2013 خاصية جديدة تسمح للمستقبل بتخزين ما يستقبله لكن ضمن فترة سريعة جداً قبل الحذف، وحتى أكتوبر من 2014 كان مستخدمو سناب شات يتبادلون ما يقرب من 800 مليون من الصور وأشرطة الفيديو يوميا، كما أن عدد المشاهدات لليوم الواحد يصل إلى أكثر من 600 مليون.

يتركز أكثر من 80 بالمئة من مستخدمي التطبيق في الولايات المتحدة، وهم في المرحلة العمرية بين 13 و25 سنة، ما أسال لعاب شركات عالمية من أجل الاستحواذ على التطبيق، خاصة وأن الأمر يتعلق بأعلى وأكثر الأشخاص قدرة استهلاكية على مستوى العالم، وهم المراهقون الأميركيون.

وفي دراسة إحصائية أعلنت شركة الأبحاث البريطانية غلوبال ويب أنديكس، أن السعوديين هم الأكثر استخداماً لتطبيق سناب شات بين شعوب الدول العربية وفي المرتبة الثانية عالمياً. يذكر أن السعودية كانت قد سجلت عام 2013 الصدارة العالمية باستخدام موقع التواصل الاجتماعي تويتر.

ويذكر بيزنس أينسايدر الموقع الإعلامي المتخصص في التكنولوجيا أن شبيغل في لقاء صحافي معه نفى الأرقام المتداولة حول ثروته الشخصية، إلا أنه لم يستطع نفي الملايين التي حصل عليها في آخر أجر له، حين اقتطع من مبلغ تمويل جديد للشركة مبلغ 190 مليون دولار، إضافة إلى آخر 70 مليون دولار حصل عليها، حيث وصل أجره السنوي إلى 10 ملايين دولار عن عمله في الشركة التي يعد رئيسها التنفيذي أيضا.

كما أنه لم يعد قادرا على نفي آثار الثروة البادية على الحياة التي أصبح يعيشها في آخر سنتين، بعد أن كان في وقت إطلاق التطبيق يعيش في بيت عائلته. ومن المتوقع أن يرتفع أجر شبيغل أكثر في الفترة المقبلة مع بدء تطبيق خاصية الإعلانات في التطبيق للمرة الأولى.
تطبيق سناب شات تورط مؤخراً بأشهر فضيحة تسريب لصور خاصة لمجموعة كبيرة من المشاهير، بينهم فنانات في هوليوود مثل جينيفر لاورنس وكيت ابتون

سناب شات وفضيحة الصور المسربة

ارتبط سناب شات خلال الأشهر الماضية بأشهر فضيحة تسريب لصور فاضحة لمجموعة كبيرة من المشاهير، بينهم فنانات في هوليوود. وظهر أن جزءا كبيرا من الصور التي تعرضت للقرصنة كان أصحابها يتبادلونها من خلال تطبيق سناب شات، وتبين أيضاً أن العملية تمّت من خلال تطبيق آخر يدعى سناب سايفد، بحسب آخر التحليلات التي نشرت في وسائل الإعلام الأميركية، حيث يقوم المستخدمون لسناب شات بحفظ الصور التي يتلقونها عليه، قبل أن يتم حذفها بواسطة سناب شات الأصلي.

ورغم أن إدارة التطبيق نفت أن يكون السيرفر الأصلي الخاص بها قد تعرض للاختراق، مؤكدة أيضاً بأنها في الأساس لا تحتفظ بتلك الصور، بل يتم حذفها تلقائياً حتى من سيرفر الشركة، إلا أن المسؤولية طالتها أيضاً بسبب الغموض الحاصل في المسألة والتي كبرت مع ظهور تلك الصور الفاضحة، والتي كان من المفترض أنها خاصة فقط بأصحابها.

قيل في البداية إن الأمر كان يتعلق بخلل في نظام تطبيق إي كلاود الخاص بشركة أبل، إلا أن الأخيرة نفت تماما هذه الاتهامات مؤكدة أن الأمر مرتبط بجهات أخرى لا علاقة لها بأبل. ومن المشاهير الذين ارتبطت أسماؤهم بهذه الصور الفاضحة الممثلة جينيفر لاورنس والممثلة والعارضة كيت أبتون.

أخيراً يبدو الغريب في شخصية إيفان ارتباطه الشديد بوالديه، حيث ما زال يعيش بمنزل العائلة الفاخر في لوس أنجلوس، رغم شرائه منزلا على الطراز الأسباني قدرت قيمته بثلاثة ملايين دولار، حيث اختار أن يكون قريبا من والديه، فلا يبعد بيته الجديد سوى أربعة أميال عن منزل والديه، وهذا ما دفعه للتعليق على الأمر قائلا “لن أغادر منزل أهلي حتى يطردني أبي منه”.

10