ضربة ثالثة موجعة.. اللعنة الأسبانية تطارد غوارديولا
تلقى المدرب بيب غوارديولا ضربة ثالثة موجعة، وهو في طريقه نحو تحقيق حلم الثلاثية الذي ظل يطارده منذ عهده مع العملاق الأسباني برشلونة. وذلك بسقوطه مرة جديدة أمام فريق أسباني آخر وهو أتلتيكو مدريد الذي وقف حائلا دون وصول غوارديولا إلى هدفه الذي جاء من أجله. فالمدرب الأسباني الشاب وافق على تدريب المارد الألماني بايرن ميونيخ قصد توسيع رقعة هيمنة البافاري على الساحة الأوروبية، لكن مع الأسف طموح هذا المدرب توقف في حدود المربع الذهبي، وبات مجبورا على ترك بارين في نهاية الموسم بعد الهزيمة الثالثة على التوالي في قبل نهائي دوري الأبطال.
وغادر العملاق الألماني سباق بطولة هذا العام أمام أتلتيكو مدريد الذي يعد مفاجأة الدوري الأسباني والمنافسة القارية خلال السنوت الأخيرة، وبالتالي تبددت آمال غوارديولا في مغادرة النادي البافاري بإنجاز أوروبي تاريخي.
ومسك المدرب الأسباني بزمام القيادة الفنية لبايرن بعد تتويج بطل ألمانيا بثلاثة ألقاب في سنة 2013، لكن بدلا من تشديد قبضته على البطولة القارية سقط دائما في دور الأربعة ومن سوء حظه أنه ينحني في كل مرة أمام فريق أسباني مختلف. لكن من المؤكد أن غوارديولا الذي سينتقل إلى مانشستر سيتي الموسم المقبل كان مقتنعا بأن هذا واقع كرة القدم.
من الممكن أن تلعب أفضل وتنسحب، وهذا ما لاحظه عشاق كرة القدم من خلال اللقاء ضد أتلتيكو مدريد، حيث قدم زملاء مولر مباراة عالمية فعلوا فيها كل شيء، وانتصروا لكن قاعدة الهدف خارج القواعد حالت دون اقتطاع ورقة العبور إلى النهائي الحلم وهذا ما جلعهم يشعرون بالأسف لأنهم استحقوا الأفضل.
سيكون ختام رحلة غوارديولا التي امتدت لثلاثة أعوام مع بايرن في 21 مايو إثر نهائي كأس ألمانيا أمام بوروسيا دورتموند، ثم سينتقل إلى تجربة جديدة تقوده هذه المرة إلى الدوري الإنكليزي.
انتهت التجربة الأوروبية للمدرب الأسباني مع النادي البافاري بالخروج ثلاث مرات من المربع الذهبي وبالتالي فشل في تكرار الإنجاز الذي حققه سلفه يوب هاينكس عندما توج بثلاثية الدوري والكأس ودوري أبطال أوروبا مع بايرن في 2013.
في النهاية يجب على غوارديولا أن يكون فخورا بتجربته الرائعة مع عملاق ألماني دائما ما كان وسيظل رائدا من رواد كرة القدم العالمية. فعلاقة ابن أسبانيا مع بايرن كانت استثنائية وتجربته سيحفظها التاريخ. لقد كافح المدرب الأسباني وبذل قصارى جهده من أجل إسعاد إدارة وجماهير الفريق، ولكن في النهاية تبقى الأرقام هي الأرقام، ورجال غوارديولا لم يدركوا نهائي الأبطال، من الصعب للغاية بلوغ النهائي، عليهم أن يتقبلوا ذلك، إنها كرة القدم، لقد قدموا بطولة قارية ناجحة على جميع المستويات.
خروج غوارديولا من قبل نهائي أبطال أوروبا لم يكن من الباب الضيق، حيث أنه كان أمام عملاق يعمل في صمت، فالمدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني هو الآخر بات علامة مضيئة في عالم التدريب لا سميا بعد إقصائه اثنين من أفضل ثلاثة فرق في العالم، أحدهما بايرن ميونيخ الألماني.
أحلام غوارديولا بإنجاز أوروبي مع بارين ميونيخ تبددت، لكن طموح المدرب الأسباني لن يتوقف، فاختياره لقيادة مانشستر سيتي الإنكليزي في الموسم القادم لم يأت من عدم، وفيه الكثير من الحكمة والرصانة، باعتباره اختيارا مبنيا على حب التنوع والانفتاح على دوريات وعقليات مختلفة.
هذا المدرب الشاب لا يخاف المجازفة ويحبذ ركوب المخاطر، وما يؤكد ذلك أن انطلاقته الحقيقية مع التدريب كانت مع برشلونة الأسباني وحقق نجاحات تاريخية، ثم حط الرحال في رحاب مارد أوروبي آخر وهو بايرن وكان له ما أراد من التتويجات باستثناء الخيبة الأوروبية. وهو ما سيسعى إلى تحقيقه مع تجربة إنكليزية جديدة مع فريق هو الآخر في طريقه إلى تدوين اسمه ضمن لائحة عمالقة القارة. فهل سيكون سيتي هو القاطرة التي ستقود غوارديولا إلى المجد الأوروبي؟
صحافي تونسي