موسم خرافي يضيء طريق النجومية أمام الساحر فاردي
قدم جيمي فاردي مهاجم ليستر سيتي متصدر الدوري الممتاز موسما استثنائيا بكل المقاييس وساعد فريق “الذئاب” على قهر كبار إنكلترا وتحقيق المفاجأة الكبرى. حقق إنجازا تاريخيا بتسجيله في 11 مباراة على التوالي، ليكون الجوهرة التي أضاءت سماء البريميرليغ واستأثرت باهتمام إعلامي كبير.
وتتويجه بجائزة أفضل لاعب للعام ليس مجرد انعكاس لموسمه الممتاز، لكنه يجسد اعترافا وتقديرا لرحلة انتقال خيالية من الدرجات الدنيا إلى العالمية. وتفوق الهداف البالغ من العمر (29 عاما) في السباق إلى هذه الجائزة على زميليه الجزائري رياض محرز الذي سبقه إلى التتويج بعدما نال قبل أيام معدودة جائزة أفضل لاعب في الدوري حسب استفتاء أقامته رابطة اللاعبين المحترفين، والفرنسي نغولو كانتي.
وباتت حكاية الفتى فاردي فريدة من نوعها، فقبل سنوات قليلة كان فاردي لاعبا هاويا يدافع عن ألوان ستوكسبريدج بارك ستيلز في الدرجة السادسة الإنكليزية (السابعة فعليا). ولم يكن أكثر المتفائلين بمستقبل هذا النجم الصاعد يحلم حتى بأن يصل به الأمر لأن يدافع عن ألوان منتخب الأسود الثلاثة، لكن الحلم تحقق هذا الموسم بعدما وضع فريقه ليستر (الحصان الأسود للدوري) على القمة. لقد بات فادري مثالا يحتذى به ودرسا يلقن لكل شاب طموح. وعرف ابن ليستر بطباعه الحادة خاصة في بداياته مع الساحرة المستديرة باعتباره كثيرا ما يحصل على العقوبات. وترك فاردي ستوكسبريدج وانضم إلى هاليفاكس تاون عام 2010 ومن الأخير إلى فليتوود تاون عام 2011 قبل أن يحط في ليستر عام 2012 مقابل مبلغ قياسي للاعب قادم من فريق هواة وقدره 1.4 مليون يورو.
وبدأت المسيرة التصاعدية لهذا اللاعب الذي سجل 16 هدفا في الموسم الذي عاد فيه ليستر إلى دوري الأضواء ثم أضاف 6 أهداف في موسمه الأول بين العمالقة، وتواصل تصاعده هذا الموسم (22 هدفا حتى الآن) ما فتح الباب أمامه للانضمام إلى المنتخب الإنكليزي. ويأمل الشاب فاردي في السير على خطى لاعبيْن آخرين من ليستر تألقا مع المنتخب وهما غاري لينيكر وإيميل هيسكي، وسيكون الهدف الأساسي له التواجد في تشكيلة المدرب روي هودجسون التي ستشارك في نهائيات كأس أوروبا بفرنسا. ولا شك أن ما يقدمه القناص فاردي سيبقى في ذاكرة كل عشاق الدوري الإنكليزي. ويعتبر فاردي الموهبة التي فجرها ليستر سيتي هذا الموسم، باعتباره اللاعب الذي تفوق على أقرانه وغرد مفردا في صدارة البريميرليغ. ويعيش الساحر الإنكليزي موسما أشبه بالحكايات الخيالية مع ذئاب ليستر، حيث استأثرت أهدافه بعقول الجماهير الإنكليزية.
والأكيد أن القصة الخيالية لمهاجم ليستر سوف لن تتكرر في مسابقة الدوري الإنكليزي الممتاز، وسيحفظها التاريخ، فليس من السهل أن ينتقل فتى مشردا غير مسؤول كادت تعصف به مشاكل كبيرة تعرض لها في بداية مشواره إلى ملهم عشاق أكبر دوري عالمي. سيناريو “قصة فاردي” كتب في الخفى وتطلب مجهودات خارقة لكي يرى النور وتضحيات جسام لكي يكسب رهان كل الجوائز ولكي تتحطم عنده كل أرقام ليستر هذا الموسم.
ويبدو أن فريق المدرب الإيطالي المخضرم كلاوديو راينيري مصمم على حصد كل شيء هذا الموسم، فبعد فوزه بحصة الأسد من جوائز رابطة اللاعبين المحترفين بينها أفضل لاعب للجزائري رياض محرز وأفضل ناد واقترابه من حلم خطف لقب الدوري الإنكليزي، يريد تحطيم المزيد من أرقام البريميرليغ. فالثنائي جيمي فاردي ومحرز كسرا رقم نجمي مانشستر يونايتد الإنكليزي في تسعينيات القرن الماضي أندي كول والترينيدادي دوايت يورك في مجموع الأهداف والتمريرات الثنائية بين اللاعبين. ويعود الفضل لهما بشكل كبير في حال تتويج الفريق الأزرق باللقب للمرة الأولى في تاريخه.
صحافي تونسي