التونسية حبيبة الغريبي تكتب تاريخا عالميا وأولمبيا جديدا

السبت 2016/03/26
استغراب وفرحة

تونس - دخلت العداءة التونسية حبيبة الغريبي التاريخ من أوسع أبوابه، بعد مرور خمس سنوات، حين وشحت صدرها بالميدالية الذهبية لبطولة العالم لسنة 2011، ومعها ذهبية سباق 3000 متر حواجز في ألعاب لندن الأولمبية لسنة 2012، وذلك بعد قرار المحكمة الدولية للتحكيم الرياضي بلوزان السويسرية القاضي بتجريد العداءة الروسية زاربوبا من اللقبين بسبب ثبوت تعاطيها المنشطات في ألعاب لندن 2012 الأولمبية.

وأعلنت المحكمة الرياضية الدولية قرارها النهائي بخصوص الروسية يوليا زاريبوفا حيث أدانتها رسميا بتناول المنشطات وثبتت العقوبة التي سلطها عليها الاتحاد الدولي لألعاب القوى من 20 يوليو 2011 إلى 25 يوليو 2013، وبالتالي فإن مشاركتها في بطولة العالم 2011 وأولمبياد لندن 2012 غير قانونية.

ووفقا لهذا القرار تم تجريد الروسية زاريبوفا من اللقبين ومنحهما بصفة رسمية لوصيفتها في المسابقتين وهي العداءة التونسية حبيبة الغريبي. وبذلك يصبح في رصيدها لقب بطولة العالم وذهبية أولمبية. وتعتبر الغريبي أول عداءة تونسية تتوج بهذين اللقبين. ويذكر أنه في أولمبياد لندن 2012 كانت حبيبة الغريبي قد قطعت مسافة 3 آلاف متر موانع في 9 دقائق و8 ثوان و37 بالمئة فيما حققت الروسية يوليا زاريبوفا توقيتا بــ9 دقائق و6 ثوان و72 بالمئة.

وبينت البطلة التونسية في تصريحات إعلامية في العديد من وسائل الإعلام المحلية فور سماعها الخبر، أنها كانت تطمح إلى استرجاع لقب الألعاب الأولمبية فقط لسنة 2012، إلا أنها تفاجأت باسترجاع اللقبين وقالت إنها كانت تنتظر سماع هذا الخبر منذ سنة.

وقالت الغريبي حول استعداداتها للألعاب الأولمبية ريو 2016 إن تحضيراتها قد انطلقت منذ نهاية ألعاب لندن الأولمبية، مشيرة إلى أنها ابتعدت عن التمارين سنة 2013 إثر إجرائها لعملية جراحية أبعدتها عن الميدان، ومن ثمة عادت سنة 2014 إلى نشاطها وإلى ترتيبها العالمي.

وشددت الغريبي على أنها تواصل بنسق متسارع استعدادها للألعاب الأولمبية ريو 2016 مشيرة إلى أن حصولها بشكل رسمي على لقب ألعاب لندن سيحملها المزيد من المسؤولية في الدورة القادمة التي وصفتها بغير السهلة، إلا أنها أكدت أنها تحظى بثقة كبيرة في نفسها وقالت في هذا الصدد ”إن المستحيل ليس تونسيا”.

وخلال مسيرة حافلة حققت حبيبة البطلة الأولمبية التونسيّة إنجازا غير مسبوق في ألعاب القوى في أواخر عام 2015، وذلك بتحطيمها الرقم القياسي العالمي في سباق 3000 متر (حواجز) للسيدات خلال مشاركتها في الدوري الماسي بـ”موناكو” لألعاب القوى، إذ تمكنت من قطع السباق في 9 دقائق و11 ثانية و28 من جزء الثانية، ثم نجحت الغريبي بعد شهر من هذا الإنجاز في الفوز بالميدالية الفضية في مونديال “بيكين” لألعاب القوى.

وتنتمي حبيبة الغريبي (32عاما) حاليا إلى نادي فرانكفيل الفرنسي، وهي تقيم في فرنسا، وتخضع لنظام تدريبي يومي، وكل وقتها مخصص للتدريب، كما تخضع لنظام تغذية صارم، وتتمتع بمراقبة ومتابعة طبية منتظمة.

وتشارك البطلة الأولمبية باسم تونس في أكثر المسابقات الدولية، وتحقق النجاح بعد الآخر، وكانت قد تدربت على العدو وخاصة رياضة المشيء مبكرا، مثلما ذكرت ذلك في حديث سابق، إلى جانب موهبتها طبعا وتركيبتها البدنية، وقد تم التفطن إليها أثناء مشاركاتها في الألعاب المدرسية.

لقد نحتت حبيبة الغريبي مسيرتها الرياضية بالكثير من العناء والتعب والتضحيات، وإصرارها على التحدي وتخطي الكثير من الصعاب والعراقيل، وصبرت وصمدت، وتحدت الظروف الاجتماعية والمادية، وهي اليوم بطلة عالمية تطوف العالم، وتحصد الجوائز، وتنال التكريم.

وستبقى الغريبي نموذجا للرياضة التونسية والعربية ورمزا سيحفظه التاريخ.

22