الاختيار الصحيح أساس نجاح الحياة الزوجية

القاهرة- بحث الفتاة المستمر عن فارس الأحلام الذي يناسب شخصيتها وخياراتها يعد من المراحل الدقيقة والهامة في تحديد مستقبلها، وبعيدا عن العالم الوردي والأحلام والمثل العليا تجد الفتيات العربيات اليوم صعوبة في إيجاد الزوج المناسب والذي يضمن لهن الحد الأدنى من سقف أحلامهن سواء في مستوى المظهر أو الثراء أو المكانة الاجتماعية أو الأخلاق والتفهم لطبائعهن.
وينتهي الزواج أحيانا بالطلاق حين تدرك الفتاة أن صفات زوجها لا تتطابق وما رسمته في مخيلتها، لذلك ينصح خبراء علم النفس المرأة بعدم الارتباط بالرجال الذين يمتلكون سمات قد تؤدي مستقبلا إلى توتر علاقتها بشريك حياتها.
وأكدوا بداية على تجنب الارتباط بالرجل الذي يعتمد على والدته، حيث يعدّ ذلك مؤشرا لافتقاده الثقة بالنفس، وعدم قدرته على تحمل نتائج القرارات المصيرية بمفرده.
وشدد الخبراء على أن أسوأ أنواع الرجال من يقدسون المال والمادة، لأنهم يرون أن كل شيء قابل للبيع والشراء حتى المشاعر الإنسانية، لذلك فإنهم يتعاملون مع الزواج باعتباره صفقة يمكن استغلالها لكسب المال. أو ضمان حد أدنى من رفاهية العيش.
ويقول د. عبدالعال الشرنوبي، استشاري الطب النفسي إنه رغم حرص المرأة على اختيار الرجل الذي يشبع احتياجاتها النفسية، إلا أنها أحيانا تتأثر ببعض المظاهر الخادعة عند أحدهم والتي يخفي خلفها صفاته الحقيقية التي يرجح أن شريكته لا تفضلها، أبرزها انعدام الشعور بالأمان عند الرجل في حال أدرك أن المرأة هي من قام بالاختيار وليس هو، وهو شعور يؤثر عليه تدريجيا في مستقبل العلاقة ويعيق سير الحياة الزوجية بصورة طبيعية، ويجبر المرأة على أن تبرهن طيلة الوقت لزوجها أنها اختارته رغبة منها في الحياة معه، وحبا فيه وفي شخصه، وهذا طبعا قد يرضي غروره.
رغم حرص المرأة على اختيار الرجل الذي يشبع احتياجاتها النفسية، إلا أنها أحيانا تتأثر ببعض المظاهر الخادعة عند أحدهم
ويوضح الشرنوبي أن المرأة عادة لا تفضل الارتباط بالرجل الذي يتسم بخضوعه المستمر لرغبات والدته ويراجع قرارات حياته معها، مما يدل على فقدانه للثقة بالنفس، الأمر الذي يصعب معه استقرار الحياة بينه وبين زوجته التي ترغب في الشعور بالخصوصية والاستقلالية معها بعيدا عن إملاءات الحماة، لا سيما وأن هذه النوعية من الرجال تكون غير قادرة على إشباع الشعور بالاطمئنان لدى الزوجة.
وأشار الدكتور إلى أن الرجال الذين يداومون على السهر ويمتلكون شبكة موسعة من العلاقات الاجتماعية، يجدون أنفسهم ملتزمين بقضاء أوقات طويلة مع الأصدقاء دون مراعاة حق الزوجة في تخصيص وقت كاف للجلوس والتحدث معها.
في المقابل، يؤكد د. أحمد عبدالرازق، استشاري الطب النفسي، على أن شخصيات الرجال تتسم بالاختلاف والتباين، فهناك من الرجال من يفتقر إلى التعبير عن مشاعره بشكل واضح، لذلك يفضل عدم ارتباط المرأة به، لأنه قد يلجأ إلى وسائل عنف لإيصال مشاعر الخوف أو الحب كأن يعترض على خروج زوجته من المنزل بمفردها بصورة حادة أو عصبية، أو يمنعها من ممارسة عملها بالقوة بدعوى الخوف أو عدم الرغبة في ابتعادها عنه.
كما يشدد الدكتور عبدالرازق على أن الرجل المغرور من أخطر أنواع الرجال، لذلك يجب على المرأة ألا ترتبط به، لأنه يعاني من أزمة نفسية ناتجة عن شعور بالنقص يتملكه بسبب أحداث معينة جرت في حياته أسست لهذا الشعور، الأمر الذي يدفعه للقيام بممارسات من شأنها جذب انتباه المرأة والتحكم في مشاعرها لإرضاء غروره.
ويصف الرجل الذي يظهر قمة حبه للمرأة بالكاذب، الذي يكرس اهتمامه للشكل دون الالتفات إلى جوهر الشخصية، ويفضل الزواج من المرأة التي ينجذب إليها جميع الرجال، حتى يشعر بالتميز عنهم، لذلك يحذر من ارتباط المرأة بهذا النوع من الرجال.
وفي السياق ذاته، تشير د. إنجي رشوان، استشارية الأمراض النفسية، إلى أن المرأة بطبعها ترفض الارتباط بالرجل الذي يتسم بالأنانية، لأنه لا يفكر سوى بنفسه، ولا يحاول إرضاء أحد سوى ذاته ورغباته، دون الاكتراث بالآخرين واحتياجاتهم النفسية، ولذلك تقوده الرغبة إلى الارتباط بالمرأة المحبة للعطاء دائما، أو التي تقوم بالتضحية مقابل إسعاد زوجها، وإن كلفها ذلك حياتها.
الرجال الذين يداومون على السهر ويمتلكون شبكة موسعة من العلاقات الاجتماعية، يجدون أنفسهم ملتزمين بقضاء أوقات طويلة مع الأصدقاء دون مراعاة حق الزوجة
وعن الرجل الذي يرغب في الاستحواذ على إعجاب المحيطين به، تقول الدكتورة إنجي إن رغبته في جذب اهتمام الآخرين تدفعه إلى فعل الكثير من أجل نيل رضاهم، مما يوضح فقدانه لملامح معينة في شخصيته، بسبب تقمصه الدائم لشخصيات مختلفة ذات صفات متباعدة للحصول على مديح الآخرين وإعجابهم.
وتؤكد الدكتورة أن الرجال الذين لهم علاقات كثيرة من أكثر الرجال إزعاجا للمرأة، لأن مطالبهم في اختيار شريكة الحياة تبدو أقرب إلى المستحيل فهم يريدون أن تجتمع كل الصفات التي رصدوها في علاقاتهم المتعددة في شخصية واحدة، كما أن تشعب هذه العلاقات يضع الزوجة في مشاكل لا تنتهي ويتسبب في عدم استقرار العلاقة الزوجية. وتحذر د. صفية العادلي، استشارية الأمراض النفسية، المرأة من الارتباط بالرجل الذي يرفض تحمل المسؤولية، لأنه يرى الزواج تورطا في تحمل مسؤولية زوجة وأطفال، ومن ثمة يتخلف عن الارتباط بالوعود، ويقوم باختلاق الأعذار من أجل التهرب من الالتزام لتجنب المشاكل، وهذا النوع تكثر ضحاياه.
وتقول العادلي إنه يجب على المرأة البحث عمن يحترم رغباتها ويشبع احتياجاتها النفسية، وهذه الصفة تتوفر في الرجل هادئ الطباع، حيث يستطيع احتواءها، بعكس الرجل المتسلط الذي لا يرغب سوى في إشباع رغباته فقط، كما أنه يرفض نصائح زوجته، وإن كانت من أجل لفت انتباهه إلى الطريقة المثلى للتعامل معها.
وتشير إلى أن الرجل الذي يشعر دائما أنه المنقذ الوحيد للمرأة لا يجب الارتباط به، لأن هذا الشعور يقوده إلى التحكم بحياتها والتخطيط لها وفق أهوائه، ويشعرها بأن الخطر يحيط بها من كل جانب.