لستُ أنا ولكنّها الرّيح

نشيد أوّل
لستُ الذي رتقَ الأشياءَ
مِنَ الجهةِ الخطأِ،
ولكنّهُ الذي قرفصَ
كالجنينِ
في أحشائي.
" لستُ أنا،
ولكنّها الرّيحُ
التي تعصفُ فِيَّ".
لستُ أنا،
ولكنّهُ الهباءُ
الذي
يلفظُ
اسمي ...
تطريز بين السماء والأرض
وتعرفينَ كيفَ ترسمينَ بالحنّاءِ أشجارًا، وكيفَ تجعلينها عامرةً بالفصول. وتعرفينَ أيضًا: رقصةَ الأرنبِ البريِّ، ودورانَ المهرّجِ على نفسهِ. أوجاعَ المياهِ الفوّارةِ، والشّفةَ المرشوفةَ حُبًّا.
ورفعتُ السّرجَ
مسحولًا مِن ذهبِ الليلِ
ومَلتوتًا
بالحيِّ المَيْتِ
وملتوتًا
بالميّتِ الحَيّْ.
لم أرتقْ ثوبَكِ الخلّاقَ
ولكنَّ يديّْ
كمنظرِ نارٍ
نازلةٍ في الريحِ
تعدُّ الأضلاعَ
وتضربُ بالأبواقِ عَليّْ . . .
الذينَ رحلوا صوبَ التّلالِ
يعرفونَ جيدًا
أنّ الموتَ في انتظارهم.
وضعوا أطفالهم
في العرباتِ
ثمّ نحروا ثيرانهم.
|
السلمون الأحمر
يطيرُ السّلمونُ الأحمرُ.
يطيرُ،
ثمّ يزحفُ
على رغوةِ الماء.
عائدًا
إلى حضنِ أُمّهِ.
ويطيرُ،
رغمَ أنفِ الجاذبيّةِ،
والدبِّ الذي يتربّصُ.
في الشّمال،
يرقص الحوتُ الأحدبُ.
لا شيءَ على الماءِ
غيرُ ذيلهِ السّندانِ.
يرقصُ، ثمّ يلتّفُ
على نفسهِ،
وحيداً،
في الفقاعة الكبيرةِ،
بين أسماكِ الرّنجةِ
التي تتهاوى
في جوفهِ العظيم.
السّمكة السيف
السمكةُ السّيفُ.
على المنضدة.
وحدهُ، البحرُ،
يهدرُ في خياشمِ
صيّادها السكّير.
|
القاطور الصغير
يُخفي في الماءِ المُوحلِ
خَطْمَهُ.
عميقًا تخوّضُ
قدمُ الصيّادِ
في الطّحالبِ
التي تصعدُ
حتّى الرّكبتين.
ذو القلنسوة البيضاء
الكاسرُ
ذو القلنسوةِ البيضاء،
يجثمُ على شجرةٍ ميّتة.
ذو القدمينِ المُرقّطتين،
نسرُ مدينةِ هوميروس،
يعرفُ جيّدًا
أنَّ الموتَ في انتظارهِ
عندَ مقالعِ الرُّماة.
لوحة في الجدار
يصيخُ السَّمْعَ
إلى أساورَ
تتجندلُ في العتمة.
الرّيحُ في الزجاجةِ
والثّعلبُ في القفص.
السلمندر
السّلمندرُ
موشومٌ
تحتَ السرّةِ.
يا لذيلهِ
معقوفًا
صوبَ المنحدَر.
|
ستائر
في الرّذاذِ
الذي يشقُّ الممرَّ
تنامُ يداكِ على بعضهما.
آنَ مرّتْ عيني عليكِ
أَسدلتِ الستائرُ
نفسَها.
آثار أقدام
آثارُ أقدامٍ
موشومةٍ بالحنّاءِ
مِن أسفلِ الظَّهرِ
حتّى معارجِ الكتفينْ.
ما زالَ محجوبًا
في الغلالةِ
ذيلُ القطِ
الذي يحجبُ النّهدينْ.
شاعر من الأردن