الحب والحرب والبحث عن الذات شاغل المؤلفين الهولنديين

أمستردام - منذ أشهر قليلة ظهر مقال لناقد هولندي معروف يدعى بيتر دريهمانس في واحدة من أشهر الصحف الهولندية، مطلقا النار على الأدب الهولندي ما بعد السبعينات واصفا إياه بـ"السطحي"، و"عديم الخطورة"، ناعتا فترة الستينات بـ"الفترة الذهبية لما قبل تاريخ الأدب الهولندي الحديث".
كالعادة، وكما هو شأن المجتمعات التي تضع الكتاب في أولويات مقتنياتها، تميز العام 2014 بالعديد من الإصدارات الأدبية المهمة في هولندا، وقد حظيت الرواية بنصيب الأسد منها. وتنافس المؤلفون على لائحة طويلة من الجوائز الأدبية، أهمها جائزة ليبريس للأدب، التي ذهبت هذا العام إلى الكاتب الهولندي ألجا ليونارد بفايفر، عن رواية La Superba، وفيما يلي قائمة بأهم 10 كتب صدرت باللغة الهولندية في العام 2014.
أوراق الحرب
رواية “حرب وتربنتين”، لستيفن هارتمنس، مواليد 31 مارس 1951، من أشهر الكتاب الهولنديين، له مؤلفات في الشعر، والرواية والمسرح، مدرّس بالأكاديمية الملكية للفنون، مدرّس ومحاضر في الأدب بجامعات فيينا، وبرلين والمكسيك، وواشنطن ولندن.
|
باعت الرواية أكثر من 200 ألف نسخة في ظرف أشهر، وطبعت 18 مرة، وفازت بجائزة آكو للأدب الهولندي (تأسست الجائزة عام 1987، وقيمتها 50 ألف يورو)، الرواية من الحجم المتوسط (304 ص)، وتدور حول شاب يحصل من جده على أوراق قبل مماته بقليل، مع إيماءة خفيفة بأن ما يمنحه إياه ليس شيئا بسيطا. يترك الشاب الأوراق في مكانها أعواما طويلة، غير قادر على الاقتراب منها. في يوم يقرر الاطلاع عليها ليكتشف سرا معقدا، وحياة مليئة بالمغامرات لجندي في الصفوف الأمامية خبر الحرب العالمية الثانية، والجوع، والحب المستحيل. قيل عن الرواية إنها أشهر ما كتب عن الحرب العالمية الثانية.
النظرة الأخيرة
“سأعود”، لأدريان فن ديس، الذي رشّح أكثر من مرة لجائزة نوبل للآداب. كاتب وصحفي ومقدم برامج تلفزيونية، مواليد 16 ديسمبر 1946، له مؤلفات عديدة في الرواية، وصدرت أولى رواياته في عام 1983.
بعد حياة طويلة من الصمت والعزلة، تقرر أمّ أن تحكي لابنها عن حياتها: حبّ عابر للحدود، وتجربة ثلاث حروب، وخيانات كثيرة. تشترط عليه، هو مؤلف الكتب، أن تسمح له بنشر سيرتها الذاتية في كتاب، مقابل أن يساعدها على إنهاء حياتها بشكل هادئ. الرواية من النوع الهزلي التراجيدي، لامرأة تلقي نظرة أخيرة على حياتها.
الموت والحياة
“خطأ في نجومنا”، لجون غرين، مواليد 1977، درس الأدب الإنكليزي وكان يرغب أن يلتحق بالكنيسة الكاثوليكية كقديس.
تتحدث الرواية عن فتاة تدعى هازل، يئس الأطباء من شفائها، لكن ظهور دواء جديد أعاد لها الأمل في حياة لم تكن تعرف كم ستستمر، رغم ذلك قررت الالتحاق بالدراسة ومزاولة تعليمها، حيث تلتقي خوس، الذي شفي من السرطان، بعد أن فقد إحدى قدميه، يحبان بعضهما، لكنها لا ترغب أن تكون قنبلة موقوتة في حياة من تحب. يقرآن معا كتابا لأحد المؤلفين المشهورين المقيمين بأمستردام، ويقرران البحث عن الكاتب ليسألانه عن مصير شخصوه بعد أن تنتهي رواياته. رواية مليئة بالمواقف القوية والمشاعر المتناقضة. تقتل وتحيي في الآن نفسه.
حب استثنائي
“مهووس بك”، سيلفيا داي، واحدة من أشهر كتاب الرواية، لها أكثر من 20 مؤلفا، وترجمت رواياتها إلى أكثر من 38 لغة. تدور الرواية حول حكاية عشق غير عادية، عن شخص يرى أن حبيبته معجزة حقيقية في حياته، لكن الحب العظيم يفتح أبواب الجحيم بينهما، ويجعلهما يعيشان في رعب حقيقي، مثقلين بالجراح، والخيبـــات والآلام.
|
يتعرض الحب إلى امتحان عسير، ويشعر كل منهما أن الآخر ينسحب منه كما تنسحب الروح من أطراف الأصابع. لم يكن حبا عاديا.
المسؤولية والذنب
“عد لأقبلك”، غريت أوب دو بايك، وهو مواليد 22 أغسطس 1973 ممثلة مسرح وصحفية وكاتبة أصدرت أول رواية لها في 2013، ولاقت استحسانا كبيرا، وفازت الرواية بجائزة البومة البرنزية.
تتحدث رواية “عد لأقبلك” عن منى، فتاة في الرابعة من عمرها، ثم في الرابعة والعشرين، ثم في الرابعة والأربعين، محور الرواية هو: لماذا نصبح ما نحن عليه؟ تتميز الرواية بالكثير من الجرأة في طرح العلاقات بين الآباء والأبناء، بين الأشخاص المعطوبين وعلاقتهم بغيرهم، وكيف يحطم المحطمون غيرهم، وتطرح سؤال: متى تنتهي المسؤولية ومتى يبدأ الذنب؟
قصائد للجميع
“تلك التي كانت لك”، لآني شخميدت، وهي واحدة من أشهر كتّاب الأطفال في هولندا، مواليد 1911، حصلت على جل الجوائز الأدبية التي تمنحها مملكة هولندا لكتابها، بما في ذلك جائزة هانس كريستيان العالمية، في كل مدينة هولندية توجد مدرسة سميت على اسمها، كتبها تحولت إلى أفـــلام ومسلسلات وتدرس في المدارس.
“تلك التي كانت لك”، مزيج من قصائدها للكبار والصغار، قام ناشرها بتجميعها ونشرها، وكانت المفاجأة أن المجموعة نالت إعجاب الجميع وتميزت بطابع فريد. شخميدت علقت على المجموعة قائلة: “أشعر أنني عاهرة قديمة جاءت فجأة لتزور عائلة كالفينية طيبة”.
وراء الحبيبة
“مشروع روزي”، غرامه سيمسيون، فازت الرواية بجائزة فيكتوريا، وبيعت حقوق الطبع الخاصة بها دوليا بقيمة 1.8 مليون دولار. وبيع منها إلى الآن أكثر من مليون نسخة. وبيعت حقوق الملكية لشركة سوني لإنتاج الأفلام.تتحدث الرواية عن أستاذ جينات بالجامعة، ذكي جدا ويحب الطهي، يبحث عن شريكة حياته، لكن سلوكه الاجتماعي المحتشم يحول دونه والحصول على أي علاقة جادة، وغالبا لا تتعدى محاولاته اللقاء الأول. يضع لنفسه قائمة من 16 نقطة يحاول بمساعدتها العثور على المرأة المناسبة. يلتقي روزي، التي لا تتوافق كليا مع قائمته، لكنها تخوض رحلة يساعدها فيها الأستاذ بسبب اختصاصه، فقد كانت تبحث عن والدها البيولوجي.
|
مقالات لاذعة
“آسف”، ليوب فن هات هاك، مواليد 1954 يكتب عمودا أسبوعيا في واحدة من أشهر الصحف الهولندية، جمعت مقالاته في كتب وصل عددها إلى أكثر من 20 كتابا، كما أصدر عددا من المسرحيات. “آسف”، هو مجوعة مقالات أسبوعية للكاتب، صدرت على مدى عام 2014 في صحيفة “أن أر سي” الهولندية، المقالات تميزت بالكثير من روح السخرية والتهكم، والنقد اللاذع لكل ما يستجد على الساحة السياسية والثقافية الهولندية. تميزت مقالات الرأي بالكثير من الجرأة وصلت إلى حد الإيذاء أحيانا، لذلك صدرت تحت عنوان “آسف”.
ماهو الحب
“ربة، بطلة”، غوستاف بيك، من مواليد 1975، رئيس تحرير مجلة شهرية، بدأ بالشعر، وصدرت أول رواية له في عام 2006 تحت عنوان أرمن. له أربع روايات. حصلت إحداها على جائزة الأدب الجديد.
تطرح روايته الأخيرة سؤال: ما هو الحب؟ هل هو حلم أم وهم وخديعة نمارسها ضد أنفسنا؟ تتناول علاقة شخصين، يلتقيان أحيانا و يغيبان أحيانا، يعيشان علاقة تمتد لعشرات السنين، معظمها في غرف الفنادق، علاقة سرية، لا يرغبان في تحويلها عن مجراها، أو الذهاب بها أبعد أو أقرب. علاقة حب خيالي جدا، وإنساني للغاية.
البحث عن الذات
“ومن الجبال يأتي الصدى”، لخالد الحسيني، وهو كاتب هولندي من أصل أفغاني، مواليد 1965، واحد من أشهر الكتاب الهولنديين، روايته الأولى “عداء الطائرة الورقية” باعت 1.5 مليون نسخة، وحوّلت إلى فيلم.
تدور أحداث الرواية حول فتاة صغيرة تعتبر شقيقها الأكبر عبدالله ( 10 سنوات)، بمثابة الأب ويعتبرها هو كل حياته، تباع الفتاة لعائلة غنية لا تنجب أطفالا في كابول، وتتنقل أحداث الرواية بين كابول وباريس وسان فرانسيسكو واليونان، في رحلة يبدأها الأخ للبحث عن نفسه، من خلال مراقبة سلوك الناس وعلاقتهم ببعضهم، وكيف يحبون ويغدرون ويضحون ببعضهم البعض.