مهرجان الإذاعة والتلفزيون في تونس.. الجميع فائز

رغم الأجواء الاحتفالية التي ميزت مهرجان الإذاعة والتلفزيون في تونس خرجت انتقادات إعلامية تنتقد غياب المنافسة بين الأعمال الدرامية ومنْح جميع الإذاعات والقنوات المشاركة جوائز.
تونس - اختتم المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون فعاليات الدورة الخامسة والعشرين في العاصمة التونسية بمشاركة ممثلين عن وسائل إعلام وفنانين وخبراء وفاعلين في المجال الإعلامي من مختلف الدول العربية، فيما أثار توزيع الجوائز جدلا لدى الكثيرين الذين اعتبروا أنها جاءت أشبه بجوائز ترضية للجميع دون منافسة حقيقية.
وانتهت التظاهرة الثقافية والفنية بعرض موسيقي ضخم على مسرح الأوبرا في مدينة الثقافة تحت عنوان “الخيل والليل”، أحيته الأوركسترا السيمفونية التونسية بقيادة راسم دمق، وبمشاركة الموسيقي التونسي كريم الثليبي ونخبة من الفنانين العرب.
وخلال حفل الختام أعلنت نتائج مسابقات الدورة، حيث حصدت تونس أربع جوائز من بينها جائزتان لمؤسسة التلفزة التونسية الأولى في فئة البرامج الحوارية عن برنامج “إرادة الحياة”، والثانية في مسابقة الإعلام الجديد بعمل “تونس ومالطا ذاكرة المتوسط”.
وتوجت مؤسسة الإذاعة التونسية بالجائزة الأولى في المسابقة الإذاعية الرئيسية عن فئة مسابقات الدراما (من الأدب العالمي) وذلك من خلال العمل “قواعد العشق… رحلة البحث عن الذات”. وحصلت إذاعة ديوان أف أم الخاصة على الجائزة الأولى في فئة البرامج الرياضية (الرياضة النسائية) من خلال برنامج “بطلات من ذهب”.
ونال المشاركون في المهرجان من الوفود العربية جوائز عن أعمال إذاعية وتلفزيونية متنوعة، غير أن بعض الإعلاميين المتابعين لتنظيم المهرجان اعتبروا أنه لم تكن هناك منافسة فعلية بين الأعمال المشركة، بل إن المسألة تتعلق بجعل الجميع راضيا وكأن المهرجان حفلة احتفاء بالجميع، ما أخرجه من الغاية التي وجد من أجلها.
وقال الخبير الإعلامي صلاح الدين الدريدي في تدوينة على حسابه في فيسبوك:
Salaheddine Dridi
في إكراهات الجغرافيا والانتماء.
سلة من الجوائز التونسية في مهرجان الإذاعة والتلفزيون. الجوائز صالحة في المطلق أن تسند كذلك زمن إعلام الاستبداد كما يقولون. تميزت تونس -نسبيا- بمناخ حرياتها الإعلامية. لكن اتحاد إذاعات الدول العربية لم يضف صنفا جديدا إلى أصناف جوائزه التقليدية: برامج الرأي والرأي الآخر. وهو عاجز عن ذلك. لعنة الجغرافيا. لعنة الانتماء.
اتحاد الإذاعات الأوروبية (EBU) عندما يعقد مؤتمراته السنوية يخصصها لتقديم التراندات الجديدة في الإنتاج ولعرض الممارسات المهنية المبتكرة في سياق الإعلام الديمقراطي التعددي. ماذا سنجني من اتحاد إذاعات الدول العربية ونحن نتحفز لبناء مجتمع تعددي يقطع مع الأحادية الفكرية لمئات القرون الماضية.
بدوره انتقد الإعلامي علاء الشابي المهرجان وتحدى القائمين على المهرجان على مدار 20 سنة أن يأتوا بدولة عربية إذاعتها، أو تلفزتها، لم تتوج بجائزة، وقال في حسابه على فيسبوك:
Alaa Chebbi
مهرجان الإذاعة والتلفزيون… كوميديا الإذاعة والتلفزيون.
عندما كان الأستاذ عبدالحفيظ الهرقام مديرا عاما لاتحاد إذاعات الدول العربية كان لمهرجان الإذاعة والتلفزيون إشعاع وصيت لا مثيل له، المهرجان مسرحية كوميدية أبطالها إذاعات وتلفزات حكومية عربية بدائية… كل المشاركين يتوجون بجوائز، لا أحد خاسر كلهم رابحون، لا وجود لمنافسة حقيقية مع احترامي للجنة التحكيم.
أتحدى القائمين على المهرجان على مدار 20 سنة أن يأتوا لنا بدولة عربية إذاعتها، أو تلفزتها، لم تتوج بجائزة!
كل هيئات الإذاعة والتلفزات العربية تدفع أموالا طائلة لاتحاد الإذاعات وكلهم يتحصلون على جوائز.
مهرجان الإذاعة والتلفزيون كالقمة العربية التي تنعقد ولا تخرج بقرارات، على أن مهرجان الإذاعة والتلفزيون يقدم جوائز على الأقل لكل المشاركين.
مهرجان الإذاعة والتلفزيون… كوميديا عربية سخيفة.
ورغم الانتقادات اتسمت الأجواء العامة المصاحبة للمهرجان بالإيجابية بعيدا عن جماهيرية البرنامج والأعمال الفائزة. واحتفى إعلاميون بالمهرجان والجوائز. وقالت إعلامية سعودية:
@MonaAl3ed
انطلقت في تونس فعاليات المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون في دورته الـ25 بمشاركة مميزة من المملكة العربية السعودية بصفتها رئيسة اتحاد إذاعات الدول العربية، شهد الافتتاح حضورا رسميا وفنيا لافتا وتخللته عروض فنية وندوات متخصصة وسط مشاركة واسعة من مؤسسات إعلامية عربية، المملكة تسجّل حضورها كقائدة وداعمة لمسيرة الإعلام العربي نحو التحديث والإبداع #المهرجان_العربي
وأعرب وزير الإعلام والثقافة وزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري عن الفخر والاعتزاز بتحقيق تلفزيون الكويت أربع جوائز إعلامية خلال مشاركته في الدورة الخامسة والعشرين من المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون والذي أقيم بالعاصمة التونسية. وهنأ الوزير المطيري في تصريح لـ”كونا” كافة فرق العمل التي أنجزت هذه البرامج من معدين ومقدمين وفنيين وإداريين، مثمنا جهودهم المتواصلة وإبداعهم النوعي في إنتاج محتوى يليق باسم الكويت ويعكس هويتها الثقافية والإعلامية في ظل الدعم المستمر من القيادة السياسية.
وقد أقيم حفل توزيع جوائز المسابقة العربية للموسيقى والغناء وجوائز التبادلات الإذاعية والتلفزيونية ضمن فعاليات الدورة الـ25 من مهرجان اتحاد إذاعات الدول العربية بالمدينة المتوسطية ياسمين الحمامات ووُزّعت الجوائز في المسابقة البرامجية ومسابقة التبادلات والإنتاج المشترك في الإذاعة والتلفزيون لسنة 2025، منها بالخصوص صنف “بعيون عربية” التي تمحورت حول موضوع المتاحف في الوطن العربي حيث أسندت الجائزة الأولى إلى برنامج “أيقونة المتوسط متحف باردو” من إنتاج الإذاعة التونسية، والجائزة الثانية إلى برنامج “المتحف المصري الكبير حكاية وطن” من إنتاج الإذاعة المصرية.
وبالنسبة إلى صنف إعلام العرب حول موضوع إعلام العمل الخيري في الوطن العربي، أسندت الجائزة الأولى مناصفة إلى برنامج “ظلال الرحمة” من إنتاج إذاعة سلطنة عمان وبرنامج “إعلام العرب خير العطاء” من إنتاج الإذاعة اللبنانية في حين آلت الجائزة الثانية إلى برنامج “أيقونة الإنسانية” من إنتاج الإذاعة القطرية.
وبخصوص مسابقات البرامج التلفزيونية صنف “في ربوع الوطن العربي حرف ومهن”، آلت الجائزة الأولى إلى برنامج “شجعان منقب آثار” من إنتاج هيئة الإذاعة والتلفزيون السعودية والجائزة الثانية إلى برنامج “الحائك القيرواني” من إنتاج التلفزة التونسية.
وفي البرنامج الوثائقي “رواد الفن والثقافة في الوطن العربي” تم إسناد الجائزة الأولى إلى التلفزيون العراقي لبرنامج “رحال الشاعر كريم العراقي”، وأسندت الجائزة الثانية مناصفة إلى برنامج “حدث الشابي قال” من إنتاج التلفزة التونسية وبرنامج “مهرجان كتارا الرابع لآلة العود” من إنتاج المؤسسة القطرية للإعلام – تلفزيون قطر.
انتقادات لمسألة توزيع الجوائز وكأن المهرجان حفلة احتفاء بالجميع دون منافسة حقيقية بين الأعمال المشاركة
أما بالنسبة إلى مسابقات التبادل الإذاعي لسنة 2024 فقد كانت الجائزة الأولى للتبادلات البرامجية الإذاعية من نصيب الإذاعة التونسية بينما منحت الجائزة الثانية للإذاعة العراقية وفازت إذاعة صوت فلسطين بالجائزة الأولى للتبادلات الإخبارية الإذاعية في حين فازت بالجائزة الثانية الإذاعة العراقية.
وآلت الجائزة الأولى للمسابقة الخاصة بالتبادلات البرامجية التلفزيونية إلى التلفزيون العراقي بينما فاز تلفزيون الكويت بالجائزة الثانية.
وخلال هذا الحفل تم كذلك توزيع الجوائز الخاصة بالمسابقة العربية للموسيقى والغناء التي أقيمت من 27 إلى 29 مايو 2025 بمشاركة 11 أغنية وطنية وقد فازت بالجائزة الأولى أغنية “كأن الدار ترثيني نوافذها” من إنتاج الإذاعة الأردنية في حين آلت الجائزة الثانية إلى إذاعة سلطنة عمان بأغنية “موطن الجلال”. أما المقطوعات الموسيقية فقد كان الفوز من نصيب الإذاعة المصرية بعنوان “موسيقى النضال” في حين أسندت الجائزة الثانية إلى مقطوعة موسيقية من إنتاج الإذاعة الأردنية بعنوان “ذكريات على الطريق…”.
وكانت القضية الفلسطينية حاضرة بقوة في هذه الدورة، حيث تصدرت موضوعاتها النقاشات والندوات المصاحبة، في وقت شهدت فيه الفعاليات عرض نحو 100 عمل سمعي بصري صيني ضمن برنامج “المدينة الإعلامية”.
وشهد المهرجان إقامة معرض تكنولوجي وسوق برامج في مدينة الحمامات، بمشاركة نحو 80 مؤسسة متخصصة في الإنتاج والبث الإعلامي، كما نُظمت سلسلة ندوات تناولت مستقبل الدراما العربية، ودور الذكاء الاصطناعي في الإعلام، والإعلام الموجّه للأطفال.
وعلى صعيد آخر تعددت اللقاءات والندوات خلال أيام المهرجان، من ذلك منتدى التعاون الصيني – العربي من أجل شراكة صينية – عربية في المجال السمعي البصري والتكنولوجي، حيث تمت مناقشة العديد من المواضيع.