هل تدعم واشنطن برنامجا نوويا مدنيا إيرانيا؟

واشنطن - أفادت قناة "سي إن إن" الأميركية، الخميس، أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تناقش خطة تمويل "برنامج نووي مدني" في إيران بنحو 30 مليار دولار، لإقناع طهران بالجلوس إلى طاولة المفاوضات فيما يتزامن ذلك مع جهود أميركية لبحث إمكانية عقد اتفاق سلام دائم بين طهران وتل أبيب بوساطة باكستانية.
ووفقا لـ"سي إن إن"، أفادت مصادر مطلعة بأن الولايات المتحدة واصلت محادثاتها مع طهران أثناء الهجوم الإسرائيلي الأميركي على المنشآت النووية في إيران، وبعد إعلان وقف إطلاق النار.
وأضافت المصادر أنه خلال المحادثات تم تقديم مقترحات مختلفة لإقناع إيران بالجلوس إلى طاولة المفاوضات.
وذكرت أن تفاصيل المقترحات نوقشت في اجتماع عُقد بين الممثل الخاص لترامب، ستيف ويتكوف، وحلفاء في الخليج، في البيت الأبيض قبل الهجوم الأمريكي على المنشآت النووية الإيرانية.
وزعمت أن أحد المقترحات التي نوقشت كان تقديم نحو 20 إلى 30 مليار دولار مساعدات لإيران لبرنامج نووي جديد لا يشمل أنشطة تخصيب يورانيوم، ويهدف حصرا إلى إنتاج الطاقة المدنية، ومن المقرر أن تأتي هذه الأموال من حلفاء عرب.
ولفتت القناة إلى أن العروض الأخرى المقدمة شملت رفع بعض العقوبات المفروضة على إيران، والسماح لطهران بالوصول إلى 6 مليارات دولار موجودة حاليا في حسابات مصرفية أجنبية.
وأشارت القناة إلى دراسة فكرة دفع أموال لإيران لاستبدال منشأة فوردو النووية ببرنامج لا يشمل أنشطة تخصيب اليورانيوم.
وفي 13 يونيو شنت إسرائيل بدعم أميركي عدوانا على إيران استمر 12 يوما، شمل مواقع عسكرية ونووية ومنشآت مدنية واغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين، وردت إيران باستهداف مقرات عسكرية واستخبارية إسرائيلية بصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة.
وفي 22 يونيو، هاجمت الولايات المتحدة منشآت نووية بإيران، لترد طهران بقصف قاعدة "العديد" الأمريكية بقطر، ثم أعلنت واشنطن في 24 من الشهر ذاته وقفا لإطلاق النار بين تل أبيب وطهران.
وثمة غموض وتضارب بشأن حجم وتداعيات الأضرار التي لحقت بمنشآت إيران النووية، إذ اكتفت طهران بالقول إنها "تضررت بشدة"، معتبرة أن العدوان الإسرائيلي الأمريكي لم يحقق أهدافه، فيما تدعي تل أبيب وواشنطن تدمير البرنامج النووي الإيراني وتأخيره لسنوات.
وبعد وقف الحرب بين طهران وتل أبيب تحدثت مصادر عن جهود أميركية لعقد اتفاق سلام دائم بين البلدين وذلك من خلال دعم وساطة باكستانية.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن وزير الخارجية ماركو روبيو ورئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف أجريا اتصالا هاتفيا أمس الخميس بحثا فيه سبل دعم "سلام دائم بين إسرائيل وإيران".
وأفادت الوزارة في بيان بأن "الزعيمين أقرا بأهمية العمل معا لدعم سلام دائم بين إسرائيل وإيران".
وأضافت أن "الوزير روبيو أكد على أنه لا يمكن لإيران أن تطور أو تمتلك سلاحا نوويا أبدا".
وأدانت باكستان القصف الإسرائيلي والأميركي على إيران على الرغم من أنها قالت في وقت سابق من هذا الشهر إنها سترشح الرئيس الأميركي دونالد ترامب لنيل جائزة نوبل للسلام لدوره في إنهاء صراع بينها وبين الهند استمر أربعة أيام الشهر الماضي.
ويتولى قسم من السفارة الباكستانية في واشنطن رعاية المصالح الايرانية في الولايات المتحدة، إذ لا ترتبط طهران بعلاقات دبلوماسية مع واشنطن.