"بي.بي.سي" تفرض على مستخدمي الولايات المتحدة نظام اشتراكات مدفوع

زوار موقع "بي.بي.سي" سيتعين عليهم دفع 49.99 دولار سنويا أو 8.99 دولار شهريا للاستمتاع بالبرامج الإخبارية.
الجمعة 2025/06/27
بحث عن الإيرادات

لندن - أعلنت هيئة الإذاعة البريطانية “بي.بي.سي” الخميس أنها ستطرح اشتراكات مدفوعة في الولايات المتحدة، وذلك في وقت تبحث فيه الهيئة الممولة من القطاع العام عن مصادر دخل جديدة وسط مفاوضات بشأن التمويل مع الحكومة البريطانية.

وشهدت "بي.بي.سي" في السنوات الأخيرة انخفاض عدد الأشخاص الذين يدفعون رسوم الترخيص البالغة 174.50 جنيه إسترليني (239.76 دولار) سنويا والمفروضة على جميع الأسر التي تشاهد البث المباشر للقناة، وذلك مع تحول المشاهدين إلى المزيد من المحتوى عبر الإنترنت.

وسيتعين على زوار موقع "بي.بي.سي" الإخباري من الولايات المتحدة دفع 49.99 دولار سنويا أو 8.99 دولار شهريا اعتبارا من الخميس للاستمتاع بوصول غير محدود إلى المقالات الإخبارية والقصص المميزة والبث المباشر على مدار 24 ساعة لبرامجها الإخبارية.

وفي حين أن خدماتها ستظل مجانية للمستخدمين البريطانيين كجزء من مسؤوليتها عن الخدمة العامة، فإن موقعها الإخباري يعمل بشكل تجاري ويصل إلى 139 مليون مستخدم في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك ما يقرب من 60 مليونا في الولايات المتحدة. وقالت الهيئة في بيان إن نموذج الدفع الجديد يعتمد على نظام قائم على المشاركة، ما يسمح للقراء العاديين بالوصول إلى محتوى مجاني.

وقالت ريبيكا جلاشو الرئيسة التنفيذية لهيئة الإذاعة البريطانية للإعلام العالمي وخدمات البث “خلال الأشهر القليلة المقبلة، وبينما نختبر ونتعرف على المزيد عن احتياجات الجمهور وعاداته، سيتم إضافة محتوى واقعي طويل الأمد إلى العرض للمستفيدين من الخدمة المدفوعة.”

وقالت الحكومة البريطانية في نوفمبر الماضي إنها ستراجع الميثاق الملكي للهيئة، وهو يحدد شروط البث ونموذج التمويل، بهدف ضمان نظام مستدام وعادل بعد عام 2027. ولتوفير اليقين المالي للهيئة حتى ذلك الحين، أكدت الحكومة أنها ملتزمة بالحفاظ على الترخيص في شكله الحالي وسوف ترفع الرسوم بما يتماشى مع التضخم.

"بي.بي.سي" شهدت في السنوات الأخيرة انخفاض عدد الأشخاص الذين يدفعون رسوم الترخيص المفروضة على جميع الأسر التي تشاهد البث المباشر للقناة

وعلى خط مواز هددت “بي.بي.سي” باتخاذ إجراء قانوني ضد محرك البحث المعتمد على الذكاء الاصطناعي “بيربلكسيتي”، في محاولتها الأولى لتضييق الخناق على شركات التكنولوجيا التي تجمع معلومات هائلة من أرشيف الهيئة لاستخدامها في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي.

وفي رسالة إلى رئيس “بيربلكسيتي” أرافيند سرينيفاس، قالت “بي.بي.سي” إنها تمتلك أدلة على أن “نموذج الذكاء الاصطناعي الافتراضي” للشركة الأميركية الناشئة قد “تم تدريبه باستخدام محتوى ‘بي.بي.سي‘.”

وتنص الرسالة على أن الهيئة قد تطلب أمرًا قضائيًا ما لم تتوقف الشركة عن استخراج جميع محتوى “بي.بي.سي”، وتحذف أيّ نسخ من موادها يتم الاحتفاظ بها لأغراض تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي الخاصة “بيربلكسيتي”، وتقدم “مقترحًا بتعويض مالي” عن الانتهاك المزعوم لحقوق الملكية الفكرية حتى الآن.

وتُعد هذه الخطوة هي المرة الأولى التي تسعى فيها “بي.بي.سي” إلى مواجهة شركات الذكاء الاصطناعي بشأن هذه المسألة، وتعكس المخاوف المتزايدة من أن محتواها الذي يتوفر الكثير منه مجانًا وبسهولة باعتبارها هيئة بث تابعة للقطاع العام، يتعرض للاستغلال على نطاق واسع.

لكن “بيربلكسيتي” قالت إن مزاعم “بي.بي.سي”، “تلاعبية وانتهازية،” وإن لديها “سوء فهم جوهري للتكنولوجيا والإنترنت وقانون الملكية الفكرية.” وأضافت الشركة “(هذه المزاعم) تُظهر أيضًا إلى أيّ مدى ‘بي.بي.سي‘ مستعدة للذهاب للحفاظ على احتكار غوغل غير القانوني لمصلحتها الخاصة.”

ولا تطور “بيربلكسيتي” أو تُدرّب نماذج أساسية، بل تُوفر واجهة تسمح للمستخدمين بالاختيار من بين نماذج أخرى من إنتاج شركات، بما في ذلك “أوبن.أي.أي” و”غوغل” و”أنثروبيك”.

وتُمول “بي بي سي” من القطاع العام في المملكة المتحدة، ما يعني أن إبرام صفقات ترخيص مُحتملة مع شركات الذكاء الاصطناعي يُمكن أن يكون مصدر دخل قيّم في وقت تتعرض فيه لضغوط لخفض التكاليف، بينما تتفاوض على تمويلها الإجمالي في عملية تجديد ميثاقها لمدة 10 سنوات.

وأجرت “بي.بي.سي” محادثات مع شركات التكنولوجيا الكبرى، بما في ذلك “أمازون”، بشأن السماح باستخدام محتواها لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي، وفقًا لأشخاص مطلعين على المحادثات.

5