تفجير مار إلياس يعيد مخيم الهول إلى الواجهة

دمشق – عاد مخيم الهول الذي يضم نازحين وعائلات لعناصر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) إلى واجهة الأحداث في سوريا بعد إعلان دمشق أن الانتحاري الذي نفذ هجوم مار إلياس خرج من المخيم.
وتعرضت كنيسة مار إلياس في جنوب شرق دمشق لتفجير انتحاري الأحد، أسفر عن مقتل 25 شخصا وإصابة 63 آخرين.
وبعد مرور أقل من ساعة على وقوع الحادث الدموي سارعت السلطات السورية إلى اتهام تنظيم الدولية الإسلامية بالوقوف خلفه. وشنت السلطات عقب ذلك حملة أمنية، اعتقلت خلالها عددا من عناصر داعش في العاصمة السورية.
وبحسب وزارة الداخلية فإن التحقيقات مع تلك العناصر أسفرت عن جملة من المعطيات من بينها أن الانتحاري الأول الذي نفذ تفجير الكنيسة، والثاني الذي ألقي القبض عليه وهو في طريقه إلى تنفيذ تفجير انتحاري في مقام السيدة زينب في ريف دمشق، قدما إلى دمشق من مخيم الهول عبر البادية السورية، وتسللا بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، بمساعدة زعيم الخلية، مستغلين حالة الفراغ الأمني، وهما من جنسية غير سورية.
رواية وزارة الداخلية لقيت اعتراضا شديدا من قوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي تتولى حراسة مخيم الهول.
وقالت قسد في بيان الأربعاء إن “ادعاءات” الداخلية السورية بأن الانتحاريين اللذين هاجما كنيسة مار إلياس في حي الدويلعة بدمشق، قدما من مخيم الهول وهما غير سوريين، معلومات “غير صحيحة ولا تستند إلى حقائق أو مجريات حقيقية.” وأضافت قسد، وهي الذراع العسكرية للإدارة الذاتية الكردية، أن الأجهزة المختصة لديها دققت وتحققت من سجلات القاطنين في مخيم الهول والمغادرين له خلال الفترة الماضية.
وأكدت أنه لم يغادر المخيم سوى الأشخاص الذين غادروا إلى الداخل السوري بناء على طلب الحكومة خلال الفترة الماضية وجميعهم من السوريين.
وأشارت إلى أن العراقيين الذين تم ترحيلهم إلى الأراضي العراقية وفق سجلات تقدم بها الجانب العراقي وأن الأخير تكفّل بإيصالهم إلى مخيم الجدعة.
وذكرت أن مخيم الهول يؤوي عائلات تنظيم الدولة الإسلامية من السوريين والأجانب ومعظمهم من النساء والأطفال، ولا يؤوي ما وصفته بـ”الإرهابيين الأجانب”.
واعتبرت أن هذا ينفي الفرضية التي تقدم بها المتحدث باسم وزارة الداخلية، نورالدين البابا، حول انتقال الانتحاريين الاثنين “من جنسية غير سورية” من مخيم الهول.
ودعت قوات سوريا الديمقراطية حكومة دمشق إلى إجراء تحقيقات “شفافة ودقيقة” وإعلانها للرأي العام مع الأدلة، معتبرة أنها السبيل الوحيد لمنع تكرار “الهجمات الإرهابية”.
ويرى مراقبون أن مسارعة قسد إلى دحض رواية دمشق لا تخلو من أبعاد سياسية في علاقة بالتجاذب القائم بين الطرفين حول إدارة مخيم الهول الذي يصنف على أنه أخطر مخيم في العالم.
ويشير المراقبون إلى أن السلطة الانتقالية السورية تريد نقل إدارة المخيم إليها، لسحب ملف داعش من الأكراد، وبالتالي تخفيف الرهان الدولي على هذا المكون في مواجهة التنظيم.
ويقع مخيم الهول شرقي مدينة الحسكة، غير بعيد عن الحدود العراقية. ووفق إحصاءات صدرت في فبراير الماضي، يضم المخيم نحو 37 ألف شخص، غالبيتهم من النساء والأطفال، من بينهم نحو 16 ألف سوري و15 ألف عراقي، ونحو 6 آلاف من جنسيات أجنبية مختلفة. ولطالما شكل المخيم تحديا أمنيا كبيرا لسوريا والمنطقة.