آمال تنتعش في أن ينسحب وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل على قطاع غزة

غزة - يأمل الفلسطينيون والمجتمع الدولي في أن ينسحب اتفاق وقف إطلاق بين إيران وإسرائيل على قطاع غزة، لكن مراقبين يشككون في الأمر في ظل إصرار اليمين المتطرف داخل الائتلاف الحكومي الإسرائيلي على المضي قدما في الحرب على القطاع.
ودخل وقف هشّ لإطلاق النار بين إيران وإسرائيل حيز التنفيذ الثلاثاء بعد 12 يوما من المواجهة بين البلدين تخللتها ضربات أميركية استهدفت منشآت نووية في الجمهورية الإسلامية، وردّا إيرانيا “محسوبا” على قاعدة أميركية في قطر.
وأحيى الاتفاق الذي أعلن عنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب آمال الكثيرين في إمكانية أن يقود أيضا لاتفاق في غزة التي تشهد حربا إسرائيلية منذ السابع من أكتوبر 2023، وسط دمار هائل وأزمة انسانية غير مسبوقة.
وشددت فرنسا وألمانيا الثلاثاء على ضرورة التوصل لوقف لإطلاق النار في القطاع الفلسطيني.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للصحافيين على هامش زيارة رسمية لأوسلو “بعيدا عما يحدث في إيران، أؤكد هنا على ضرورة وقف إطلاق النار في غزة واستئناف دخول المساعدات الإنسانية” إلى القطاع.
وشدد “إنها أولوية مطلقة” لعودة الاستقرار إلى المنطقة.
من جهته قال المستشار الألماني فريدريش ميرتس إن “الوقت حان” للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة بين إسرائيل وحماس.
وفي تصريحات أدلى بها أمام البرلمان، أضاف ميرتس إن “لدى إسرائيل الحق في الدفاع عن وجودها وسلامة مواطنيها.” لكنه أضاف أن ألمانيا تحتفظ بحق “طرح تساؤلات نقدية بشأن ما ترغب إسرائيل بتحقيقه في غزة.”
ويرى مراقبون أن الغالبية من الإسرائيليين يريدون بدورهم إنهاء الحرب في القطاع، وحل قضية الرهائن، لكن الإشكال في موقف اليمين المتطرف، لافتين إلى أن الولايات المتحدة هي الطرف الوحيد القادر على الضغط عليه.
ويشير المراقبون إلى أن ترامب أظهر من خلال إيقافه الحرب بين إيران وإسرائيل أنه من يملك اليد الطولى والكلمة الفصل، وفي حال أراد حصول اتفاق في غزة فسينجز.
ودعا وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، الثلاثاء، إلى التصعيد “بقوة” في القطاع بعد الحرب مع إيران، بينما حث وزير الاتصالات شلومو قرعي على تعزيز تهجير الفلسطينيين.
ترامب أظهر من خلال إيقافه الحرب بين إيران وإسرائيل أنه من يملك اليد الطولى والكلمة الفصل، وفي حال أراد حصول اتفاق في غزة فسينجز
في المقابل حث زعيم المعارضة في إسرائيل يائير لابيد على إنهاء الحرب. وقال لابيد الذي يتزعم حزب “يش عتيد” أو (يوجد مستقبل) الوسطي على منصة “إكس”، بعد إعلان إسرائيل موافقتها على وقف النار مع إيران، “والآن غزة. هذا هو الوقت المناسب لمعالجة الوضع هناك. إعادة الرهائن، وإنهاء الحرب.”
ودعا منتدى عائلات الرهائن المحتجزين في قطاع غزة منذ هجوم حماس المباغت على جنوب إسرائيل، رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى السعي لوقف لإطلاق النار في القطاع.
وقال المنتدى في بيان “ندعو الحكومة للانخراط في مفاوضات عاجلة تُعيد جميع الرهائن وتنهي الحرب. من استطاع التوصل إلى وقف إطلاق نار مع إيران، يمكنه أيضا إنهاء الحرب في غزة.”
ومن أصل 251 شخصا خطفوا خلال هجوم حماس، لا يزال 49 محتجزين في قطاع غزة، تقول السلطات الإسرائيلية إن 27 منهم على الأقل فارقوا الحياة.
وأعلنت قطر، الوسيط الرئيسي في محادثات الهدنة في غزة، الثلاثاء أنها تعمل على استئناف المفاوضات غير المباشرة بين حركة حماس وإسرائيل خلال الأيام المقبلة، داعية الدولة العبرية إلى عدم استغلال وقف إطلاق النار مع إيران لتصعيد عملياتها العسكرية في القطاع المحاصر.
وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني خلال مؤتمر صحفي مشترك في الدوحة مع نظيره اللبناني نواف سلام “نحاول البحث عن فرصة خلال اليومين القادمين لأن تكون هناك مفاوضات غير مباشرة بين الطرفين للوصول إلى اتفاق،” مضيفا “نتمنى ألا يستغل الجانب الإسرائيلي وقف اطلاق النار مع إيران لتفريغ ما يريد تفريغه في غزة ويستمر قصفه.”
ورأى الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ أن وقف إطلاق النار مع إيران يمثل “فرصة عظيمة” لتعزيز الوحدة الوطنية بعد الانقسام الحاد الذي خلفته الحرب على غزة.
وقال هرتسوغ لصحافيين خلال زيارته موقع سقوط أحد الصواريخ الإيرانية في جنوب إسرائيل، “أعتقد أن هذه قد تكون لحظة للنوايا الحسنة والتوافق الوطني حول العديد من القضايا المؤلمة.”