فورد فييستا قد تعود بقوة كسيارة كهربائية

ميتشغان (الولايات المتحدة) - عندما خرجت آخر سيارة فورد فييستا من خط الإنتاج في كولونيا بألمانيا في يوليو 2023، أحدثت تغييرًا جذريًا في صناعة السيارات. والآن، بعد أقل من عامين، يُشاع أن هذا الطراز يعود بقوة مع تغيير رئيسي واحد.
وبدلًا من العودة إلى محركات الاحتراق الداخلي التقليدية، قد يُطلق الطراز الجديد كسيارة كهربائية. ويعود ذلك إلى شراكة فورد المتوسعة مع فولكسفاغن، التي طورت بالفعل طرازات مثل إكسبلورر إي.في وكابري استنادًا إلى طرازي الشركة الألمانية آي.دي 4 وآي.دي 5.
وبدأت الشائعات حول هذا الموضوع بعد أن ناقش مارتن ساندرز، رئيس المبيعات والتسويق في فولكسفاغن، شراكة الشركة الألمانية مع فورد خلال تصريحاته هذا العام مع مجلة أوتو إكسبريس.
وزعم أن شراكة الشركة الألمانية العملاقة مع فورد في مجال السيارات الكهربائية وخاصة على منصة أم.إي.بي “ناجحة جدًا جدًا” بالفعل، وأن الشركة منفتحة على مشاركة تقنيات مماثلة في المستقبل.
وأكد ساندرز في تصريحاته أنه لا يستبعد العودة لمشاركة التكنولوجيا في سيارات أصغر مثل طراز فييستا الذي حظي بشعبية جارفة في فترة من الفترات.
وهذه الكلمات فتحت الباب أمام احتمالية ظهور طراز كهربائي جديد من فييستا يعتمد على نفس بنية آي.دي 1 وآي.دي 2 لفولكسفاغن، مع مدى يعتقد أنه قد يصل إلى حوالي 450 كيلومترا وواجهات شحن سريع تصل إلى 125 كيلوواط.
ظهور طراز كهربائي من فييستا يعتمد على نفس بنية آي.دي 1 وآي.دي 2 لفولكسفاغن، مع مدى قد يصل إلى 450 كيلومترا
وهذا يعني أنها ستكون قادرة على منافسة سيارات مثل أوبل كورسا إي، وبيجو إي 208، ورينو 5. لكن الخطوة لن تقتصر على التشارك التكنولوجي فقط. ففورد تضع هدفًا حاضرًا لتقديم سيارات كهربائية ميسورة الكلفة في الأسواق.
واعتمدت في هذا المشروع على فريق سكَنك ووركس التابع لفورد ومقره كاليفورنيا بقيادة مهندس سابق من تسلا، لتطوير منصة جديدة تتناسب مع سيارة بحجم الفيستا، مرتكزة على كفاءة الإنتاج والربحية.
ومن المتوقع أن ينطلق أول طراز من المنصة الجديدة بين أواخر 2026 وبداية 2027، وقد يكون هو خليفة فييستا الموعود.
ومع ذلك، تواجه الفكرة تحديات جوهرية. فقد أوضح خبراء ومراقبون أن السيارات الصغيرة الكهربائية حاليًا تظل باهظة الثمن مقارنة بنظيراتها التقليدية، وذلك بسبب تكلفة البطاريات العالية.
كما أن فورد كغيرها تسعى للحفاظ على هامش الربح، ما يطرح تساؤلات حول قدرة السيارة الجديدة على تحقيق سعر منافس دون التأثير في هوامش الشركة المالية.
وبالنظر إلى الشكل المتوقع لسيارة فييستا الكهربائية المُشاعة، قد تُمثل سيارة فولكسفاغن الهاتشباك الكهربائية الصغيرة القادمة، آي.دي 2، نموذجًا مثاليًا تقريبًا، نظرًا إلى تشابهها الكبير من حيث الحجم والوظيفة.
من المتوقع أن تتضح تشكيلة سيارات فورد للركاب وإستراتيجية السيارات الكهربائية المستقبلية خلال الأشهر المقبلة
وتتميز سيارة آي.دي 2 أوول كونسبت بنفس تصميم فييستا السابقة بخمسة أبواب، لكنها أطول بمقدار 0.7 بوصة (18 مليمترا) فقط.
ومع ذلك، ستواجه فورد بعض العقبات. وتُقر شركة صناعة السيارات الأميركية بصعوبة تحقيق الربح في الفئتين الأولى والثانية، لكن وفورات الحجم قد تجعل عودة فييستا أمرًا مُحتملًا.
ولطالما اهتمت شركة فورد الأميركية بدخول سوق السيارات الكهربائية الصغيرة الهاتشباك، وهو قطاع يشهد ازدحامًا متزايدًا بعروض عدد من شركات صناعة السيارات.
وفي غضون ذلك، لم تقف فورد مكتوفة الأيدي. فوفقًا للتقارير، يعمل فريق سكَنك ووركس، على تطوير سيارة كهربائية جديدة بأسعار معقولة تستهدف مباشرة المنافسين الصاعدين مثل بي.واي.دي.
وقد يبلغ سعر فييستا الكهربائية حوالي 25 ألف دولار أميركي، وقد تتضمن حزمة بطاريات ليثيوم – حديد – فوسفات (أل.أف.بي)، وهي أرخص وأكثر متانة من بطاريات ليثيوم-أيون التقليدية.
وحققت سيارة فييستا نجاحًا عالميًا. وصحيح أنها لم تكن خالية من العيوب، لكنها كانت واحدة من أبرز السيارات التي تحمل العلامة التجارية، حيث تم إنتاج أكثر من 22 مليون وحدة بين عامي 1976 و2023.
وعلى الرغم من عدم وجود أي تأكيد رسمي حتى الآن، أعربت فورد وفولكسفاغن عن اهتمامهما بتعزيز علاقتهما لتوفير التكاليف وتعزيز نطاق التصنيع، لاسيما في السوق الأوروبية التي تشهد صعوبات.
وصرحت فورد في أغسطس من العام الماضي بأنها ستقدم تحديثًا بشأن التحول الكهربائي، والتكنولوجيا، والربحية، ومتطلبات رأس المال في النصف الأول من عام 2025.
ومن المتوقع أن تتضح تشكيلة سيارات فورد للركاب وإستراتيجية السيارات الكهربائية المستقبلية خلال الأشهر المقبلة. إذا ثبتت صحة الشائعات، فقد تصل سيارة فييستا الكهربائية الجديدة إلى صالات العرض خلال عامين أو ثلاثة أعوام.