ترامب يطرح خيار تغيير النظام في إيران بعد الضربات الأميركية

تصريحات ترامب تختلف عن إدارته حيث أكد نائبه عدم سعيهم الإطاحة بالنظام بل إنهاء برنامج إيران النووي ثم التفاوض بشأن تسوية طويلة الأمد.
الاثنين 2025/06/23
ترامب: الضرر الأكبر بمواقع إيران النووية كان تحت سطح الأرض بكثير

واشنطن – أثار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأحد، احتمال "تغيير النظام" في إيران، بعد أن هاجمت الولايات المتحدة المواقع النووية الإيرانية الرئيسية، لتنضم بذلك إلى إسرائيل في أكبر عمل عسكري غربي يستهدف إيران منذ الثورة الإسلامية عام 1979.

وقال ترامب في منشور على حسابه عبر منصة "تروث سوشيال"، إنه "ليس من الصواب سياسيًا استخدام مصطلح (تغيير النظام)، ولكن إذا كان النظام الإيراني الحالي عاجزا عن جعل بلاده عظيمة مجددًا، فلماذا لا يُغيّر النظام؟".

واستخدم الرئيس الأميركي صيغة معدلة من شعاره "لنجعل أميركا عظيمة مجددًا" للإشارة إلى إيران.

وهذه هي المرة الأولى التي يطرح فيها ترامب احتمال تغيير النظام في إيران منذ أن شنت إسرائيل حربها قبل عشرة أيام، وانضمت الولايات المتحدة إلى الضربات الجوية التي استهدفت المواقع النووية الإيرانية ليل السبت/الأحد.

وتأتي تصريحات ترامب لتُحدث تباينا ملحوظا مع الموقف الرسمي لإدارته، التي أكدت مرارا أن هدفها هو منع إيران من امتلاك سلاح نووي وليس السعي لتغيير نظامها.

ولطالما انتقد ترامب تيار المحافظين الجدد في الحزب الجمهوري لدعمه تغيير النظام في العراق وإيران وأماكن أخرى في العالم، ما يجعل تصريحاته الأخيرة محط اهتمام خاص.

ويبرز بيان الرئيس الأميركي عن بقية إدارته، حيث أكد نائب الرئيس جيمس ديفيد فانس الأحد في مقابلة على قناة "إن بي سي" أن موقف الإدارة "واضح تمامًا: لا نريد تغيير النظام".

وأضاف فانس "لا نريد إطالة أمد هذا الوضع أو مفاقمته. نريد إنهاء برنامجهم النووي ثم التحدث مع الإيرانيين بشأن تسوية طويلة الأمد".

وأصبح تغيير النظام في إيران هدفا غير معلن للحكومة الإسرائيلية منذ بداية الحرب في وقت سابق من هذا الشهر، حتى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال إن ذلك قد يكون أحد نتائج الحرب.

وعندما اعتقدت قوات الدفاع الإسرائيلية أنها حصلت على فرصة لاغتيال المرشد الأعلى علي خامنئي خلال نهاية الأسبوع الماضي، عارض ترامب ذلك.

إلا أن تقارير تحدثت عن ديناميكية "حشد حول العلم الإيراني" داخل إيران، حتى بين الإيرانيين المنتقدين للنظام، مشيرة إلى عدم حدوث أي انتفاضة كبيرة ضد النظام الإيراني منذ بداية الحرب.

وأكد ترامب أن الضربات الأميركية دمرت المواقع النووية الإيرانية المستهدفة، رغم تحذير مسؤولين من أن الحجم الحقيقي للأضرار لا يزال غير واضح.

وكتب ترامب على مواقع التواصل الاجتماعي "لحق ضرر هائل بجميع المواقع النووية في إيران، كما أظهرت صور الأقمار الصناعية. التدمير مصطلح دقيق"، دون أن يرفق منشوره بالصور التي أشار إليها. وأضاف ترامب "الضرر الأكبر وقع على عمق كبير تحت مستوى سطح الأرض. اصابة محققة لنقطة الهدف الرئيسية".

وفي المقابل، قال مسؤولون دفاعيون أميركيون إنهم يعملون على تحديد حجم الأضرار التي سببتها الضربات. ولم تذكر إيران كذلك حجم الأضرار التي لحقت بها في الهجوم، كما لم تكشف طهران عن أي تفاصيل حتى الآن عن الضربات التي تعرضت لها من قبل إسرائيل.

ويأتي ذلك فيما أفاد مراسل "أكسيوس" على منصة إكس أن ترامب سيجتمع مع فريقه للأمن القومي في الواحدة ظهرا اليوم الاثنين لمناقشة نتائج الهجوم على إيران.

وكان مسؤولون كبار في إدارة الرئيس ترامب قد أكدوا، الأحد، أن الغارات الجوية الأميركية على مواقع نووية إيرانية لم تكن تهدف لتغيير النظام، فيما حثت واشنطن طهران على الابتعاد عن الرد العسكري واللجوء إلى التفاوض.

كما لم تكن عملية "مطرقة منتصف الليل" معروفة إلا لعدد قليل من الأشخاص في واشنطن وفي مقر القيادة العسكرية الأميركية للشرق الأوسط في تامبا بولاية فلوريدا.

وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال دان كين للصحافيين، إن سبع قاذفات من طراز بي-2 حلقت لمدة 18 ساعة من الولايات المتحدة إلى إيران لإسقاط 14 قنبلة خارقة للتحصينات. وقال كين إن الولايات المتحدة أطلقت 75 قذيفة موجهة بدقة، بما في ذلك أكثر من 20 صاروخ توماهوك، إلى جانب مشاركة 125 طائرة عسكرية على الأقل في العملية التي استهدفت 3 مواقع نووية - فوردو وأصفهان ونطنز.

وحذر وزير الدفاع بيت هيغسيث إيران من تنفيذ تهديداتها السابقة بالرد على الولايات المتحدة، وقال إن القوات الأميركية مستعدة للدفاع عن نفسها.