مطالبات في العراق بمواصلة الالتزام بالنأي بالنفس

سياسيون عراقيون يحذرون من مشاركة الفصائل المسلحة في الحرب الدائرة بين إيران وإسرائيل ويؤكدون أن العراق سيدفع ثمنا باهظا من أمنه واستقراره.
الاثنين 2025/06/23
الساحة العراقية تقف على مفترق طرق خطير

بغداد- تعمّ الأوساط السياسية وقادة الرأي في العراق حالة من القلق من أن ينتهي التصعيد في إيران المجاورة ببغداد إلى الخروج عن سياسة النأي بالنفس التي تحاول حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني تطبيقها في التعاطي مع الحرب الدائرة بين الجمهورية الإسلامية والدولة العبرية، والتي انخرطت فيها واشنطن أخيرا بشكل مستفزّ لحلفاء إيران المحليين الذين قد يوجهون غضبهم واستهدافهم صوب مصالح الولايات المتحدة وقواتها في العراق بما يحول الأخير إلى ساحة لتصفية حسابات ليس له فيها أي مصلحة.

وحذر السياسي العراقي عائد الهلالي من تحول العراق إلى ساحة اشتباك إقليمي مباشر بعد التصعيد الأخير المتمثل بالتدخل الأميركي في الحرب ما بين إيران وإسرائيل، واصفا التدخل في حال حدوثه بـ”السيناريو الكارثي”.

ونقلت وكالة شفق نيوز الإخبارية عن الهلالي قوله إن “مع تدخل الولايات المتحدة في الحرب تقف الساحة العراقية على مفترق طرق خطير، وتحديدا أمام الوعيد الذي أطلقته الفصائل المسلحة العراقية بالانخراط في المواجهة، فالتصريحات التي صدرت من قادة تلك الفصائل لم تكن مجرد تهديدات إعلامية، بل تحمل في طياتها نذر تحوّل العراق إلى ساحة اشتباك إقليمي مباشر.”

عائد الهلالي: السيناريو الكارثي سيزيد من عزلة العراق الدولية

وكان تحالف الفتح الممثل السياسي لميليشيات الحشد الشعبي الحليفة لإيران قد توعد على لسان عضوه علي حسين بأن “فصائل المقاومة الإسلامية لن تبقى صامتة إزاء ما يجري من تصعيد من قبل إسرائيل وأميركا تجاه إيران.”

كما هددت كتائب حزب الله من جهتها باستهداف القواعد الأميركية في المنطقة إذا تدخلت الولايات المتحدة في الحرب بين إيران وإسرائيل. وقد تدخلت واشنطن بالفعل ما يعني انتظار تنفيذ ذلك الوعيد.

وأضاف الهلالي قوله “إذا دخلت الفصائل العراقية ساحة المعركة كما وعدت، فإن العراق سيدفع ثمنا باهظا من أمنه واستقراره واقتصاده، بل وربما من وحدته الوطنية.”

وتابع “هذا الدخول سيعني بالضرورة تعرض القواعد الأميركية المنتشرة داخل العراق لهجمات، مما سيؤدي إلى ردة فعل عسكرية أميركية حتمية، تضع بغداد بين نيران حليفيها المتصارعين، وهذا السيناريو الكارثي سيزيد من عزلة العراق الدولية، ويضرب محاولات التهدئة والدبلوماسية التي تسعى لها الحكومة.”

وفي سياق التحذيرات نفسها قال السياسي العراقي أثير الشرع إنّ “الحكومة العراقية أخذت دور التهدئة لإبعاد شبح الحرب عن العراق وثمة تفاهمات واضحة مع الأطراف المعنية بعدم التدخل وتجنب الوقوع في فخ الصراع الإقليمي.” وأضاف متحدّثا لوسائل إعلام محلية أنّ “في حال تدخلت بعض الفصائل على خط المواجهة فسنشهد بالتأكيد ضربات أميركية على مواقع عسكرية عراقية ما تترتب عليه عواقب وخيمة على البلاد.”

3