سلطنة عمان تستعين باليابان لبناء منشأة لإنتاج الميثان المستدام

مسقط – اكتسبت إستراتيجية سلطنة عمان المتعلقة بمسح البصمة الكربونية زخما جديدا مع تتالي الشراكات في هذا المسار، والتي تعد محفزا تنافسيا بينما تشهد دول منطقة الشرق الأوسط تحولا كبيرا نحو المشاريع المستدامة والنظيفة.
ووقّعت الشركة العُمانية للغاز الطبيعي المسال على اتفاقية مع شركة كاناديفيا اليابانية، لإجراء دراسة أولية تفصيلية لمصنع تجريبي لإنتاج الميثان المستدام، وإعداد دراسة شاملة لبناء مصنع تجاري مستقبلي، ضمن التزام الشركة بتبنّي حلول الطاقة النظيفة والمبتكرة.
وتأتي الخطوة لتؤكد على تطلع الشركة الحكومية إلى إيجاد أفضل الآليات والسبل لتقنين الانبعاثات الضارة عبر تطوير الشراكات المجتمعية بالابتكار والاستدامة، والبحث عن مصادر بديلة للطاقة وتقليل بصمتها الكربونية.
ويلعب إنتاج الميثان المستدام دورًا محوريًا في تعزيز الطاقة النظيفة ودعم الأهداف البيئية وفقًا لرؤية سلطنة عمان 2040.
864
ألف متر مكعب من الميثان النظيف شهريا قدرة إنتاج المصنع الذي ستشيده كاناديفيا اليابانية
ويعتمد هذا الإنتاج على استخدام النفايات العضوية وابتكارات التقاط الكربون، ما يجعل منه حلًا مزدوجًا لمشكلتين هما تقليل الانبعاثات واستخدام الموارد الحيوية.
وأوضح حمد بن محمد النعماني، الرئيس التنفيذي للشركة العُمانية للغاز، أن هذا المشروع يهدف إلى تحويل التحديات إلى فرص مثمرة من خلال الاستفادة من غاز ثاني أكسيد الكربون المهدَّر وتحويله إلى ميثان صناعي.
ونسبت وكالة الأنباء العمانية الرسمية إلى النعماني قوله إن “هذه التقنية المتقدمة تعتمد على التقاط الكربون وإعادة استخدامه، مع الاستفادة من أحدث مواد التحفيز ودمجها في عمليات الغاز الطبيعي المسال.”
وتأتي الاتفاقية استكمالًا لمذكرة التفاهم الموقعة في مارس 2024، ضمن تعاون أوسع بين حكومتي البلدين في مجالات الهيدروجين والأمونيا الوقودية وتدوير الكربون. ويُجسّد المشروع التزام البلدين المشترك بخفض الانبعاثات الكربونية وبناء مستقبل طاقة نظيف.
وتشكل الاستدامة ركيزة أساسية ضمن إستراتيجية الشركة طويلة المدى الهادفة إلى خفض الانبعاثات من عملياتها، وكذلك الاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة والوقود منخفض الكربون.
ويُخطّط المصنع التجاري المستقبلي لإنتاج الميثان المستدام بكميات كبيرة تصل إلى 18 ألف متر مكعب عادي في الساعة، وستُركّز الدراسة على التقييمات الفنية والتجارية للمشروع.
وتركز الدراسة الأولية التفصيلية للمصنع التجريبي على إنتاج نحو 1200 متر مكعب عادي من الميثان المستدام في الساعة، أي ما يعادل 864 ألف متر مكعب شهريا، كخطوة أولى نحو التوسّع الكامل.
ويتضمن المصنع ثلاثة مكوّنات رئيسية، وهي وحدة لتحلية مياه البحر، ومعدات لإنتاج الهيدروجين عبر تحليل الماء بالكهرباء، ونظام الميثنة الذي يدمج الهيدروجين مع ثاني أكسيد الكربون لإنتاج الميثان المستدام.
20
مليون متر مربع من غاز البيوغاز يتوقع استخراجها سنويًّا، ويحتوي تقريبا على 40 في المئة من الميثان الحيوي القابل للاستخدام
وستقوم الشركتان خلال المرحلة الأولية بإجراء دراسات تصميم تفصيلية وتقديرات للتكاليف المتعلقة بأعمال الهندسة والتوريد والبناء.
وتكثّف الشركة العُمانية للغاز الطبيعي المسال جهودها لتطوير مجال احتجاز الكربون، في تأكيد على التزام البلد الخليجي بتسريع خططه الرامية إلى تقليص الانبعاثات الضارة بالمناخ.
ويستخدم المشروع تقنيات مثل التقاط الكربون وإعادة استخدامه وعملية الميثنة التي تدمج ثاني أكسيد الكربون الملتقط مع الهيدروجين الأخضر لإنتاج وقود الميثان المستدام.
وستقوم الشركة العمانية مع شركائها بالاستجابة لكافة تفاصيل الاتفاق وتحديد مجالات البحث المشترك وتطوير وتنفيذ التقنيات تماشيا مع إستراتيجيتها نحو الحياد الصفري والجهود الوطنية لسلطنة عمان لتحقيق الحياد الصفري بحلول عام 2050.
وكانت الشركة العمانية للخدمات البيئية وشركة أوكيو للتجارة قد وقعتا في مطلع الشهر الجاري مذكرة تفاهم لتطوير مشروع وطني لإنتاج البيوأمونيا (بيوميثان) وثاني أكسيد الكربون الحيوي من النفايات العضوية المدفونة في مكبّات النفايات.
ووفق الشراكة يُتوقع استخراج نحو 20 مليون متر مربع من غاز البيوغاز سنويًّا، ويحتوي تقريبا على 40 في المئة من الميثان الحيوي القابل للفرز والاستخدام.
ويشمل الاتفاق دراسات فنية واقتصادية وبنية تحتية، بهدف تحويل النفايات إلى طاقة متجددة وفرص استثمارية محلية تُسهم في تحقيق أهداف رؤية 2040.
وانضمت سلطنة عمان إلى المبادرة العالمية للميثان في يونيو 2022، مع التزام بخفض انبعاثات الميثان بنسبة لا تقل عن 30 في المئة بحلول عام 2030 مقارنةً بمستويات 2020.