"حينما يجفُّ الحبر".. كتاب تقرأه على امتداد عام كامل

كتاب عماني يخدم التنمية ويصقل الركائز الأساسية للبلاد ضمن رؤية عُمان 2040.
الاثنين 2025/06/23
القراءة فعل مستمر (عمل للفنان علي رضا درويش)

عمَّان - تحث الكاتبة العمانية سناء بنت عبدالرحمن بن علي البلوشية في كتابها “حينما يجف الحبر” القارئ على إعادة تنظيم حياته، وتصحيح نواياه في كل عمل ينويه، مؤكدة أنه ذلك المسار الذي سيأخذك إلى حيث وجهتك لتحقيق التميز والتوازن في مختلف جوانب حياتك.

وتؤمن بأن هذا الإصدار جزء لا يتجزأ من “رؤية عُمان 2040″، إذ يسهم بشكل فعّال في تعزيز وتطوير ما يخدم تنمية وصقل الركائز الأساسية للرؤية، مثل الحوكمة والأداء المؤسسي، والإنسان والمجتمع، والبيئة والتنمية المستدامة، والقيادة. إذ لا يقتصر الإصدار على الرؤية فحسب بل يخدم كل إنسان على هذه الأرض.

يشجع الكتاب، الذي صدر مؤخرًا في جزأين، على أن يعيد المرء النظر إلى كل أحداث حياته وتعاملاته مع نفسه ومع من حوله على الصعيد الشخصي والمهني.

الكتاب يشجع على أن يعيد المرء النظر إلى  كل أحداث حياته وتعاملاته مع نفسه ومع من حوله
الكتاب يشجع على أن يعيد المرء النظر إلى  كل أحداث حياته وتعاملاته مع نفسه ومع من حوله

ويضم الكتاب نصوصًا تتوزع على 366 يومًا، وتدعو الكاتبة قراءها ألا يقرأوا الكتاب دفعة واحدة، بل تطلب منهم أن تكون القراءة يومية كوِرْدٍ يتلقَّاه القارئ كل صباح، أو كشعلة من الأمل تفتح له بابًا جديدًا ليرى الحياة من منظور مختلف.

تقول الكاتبة سناء البلوشية في مقدمة كتابها “في هذا الكتاب، أهديك قارئي العزيز حروفي التي طال انتظارها كثيرًا حتى يجفَّ حبرها وأترك بعدها أثرًا طيبًا.”

وأوضحت أن اختيارها للعنوان انطلق من إيمانها بأن الحبر عندما يجفُّ على الورق “سيعطي رونقًا وجمالًا،” مخاطبة القارئ “لا تخَف أن يضرك، بل سيترك أثرًا جميلًا ولن يمحى ويزول، حتى وإن بدأت صفحات الكتاب بالتحلُّل شيئًا فشيئًا، ولكن يبقى أثر هذا الحبر، ولربما تاركًا رائحته في كثير من الأحيان، فيأخذك حنين إلى ذلك الزمان الذي طالما تمنَّيت الرجوع إليه.”

وتتابع المؤلفة “أهديك قارئي العزيز مزيجًا وسلسلة من مواقف وتجارب علمية وعملية، ودروس حياتية شخصية مختلفة تعينك كشخص، أو في مواقف الحياة المختلفة، لذا سطرتها لك حروفي من خلال المواقف التي مررت بها ولأكثر من 17 سنة، ومن مدارس الحياة المختلفة، لخَّصتها لأجلك وعلى شكل يوميات تعينك بإذن الله في محطات حياتك المختلفة.”

وتختتم البلوشية مقدمتها بفقرة تبعث فيها روح التفاؤل والحماس في نفوس القراء، تقول “لا أطيل الكلام، ولكن أقول دائمًا: ما أجمل النهايات عندما تسبقها روعة البدايات، وما أجمل البداية عندما تأتي في الوقت المناسب والصحيح. وهذه أجمل بداية قارئي العزيز، وفي هذه اللحظة وأنت تتخطَّى سطور هذه المقدمة بكل حب وامتنان، فهنيئًا لك أيضًا.”

تبدأ الكاتبة اليوم الأول مختارة أن يكون التاريخ الذي تدونه تاريخًا افتراضيًّا، تبدأ فيه السنةُ الهجرية مع نظيرتها الميلادية، وحين تكتمل السنة الهجرية تكتفي في باقي الأيام بأن تثبت التاريخ الميلادي منفردًا، وكذلك اختارت أن تجعلها سنة تامة (366 يومًا)، لغرضٍ ما في نفسها، ألا وهو أن تكون اليوميات 365، وفي اليوم الأخير تتمة وثمرة من المنتظر أن يجنيها القارئ حينما يجفّ حبر الكلمات.

تتطرَّق يوميات الكتاب إلى موضوعات ومجالات متنوعة، منها ما يخصُّ مستقبل الإنسان، ومنها ما يخص أسرته، فمثلًا في اليوم الخامس من صفر، الموافق للرابع من فبراير، تتحدث الكاتبة عن منطقة الراحة والروتين اليومي للإنسان وكيف تمثل تلك المنطقة فخًّا حقيقيًّا له.

تقول البلوشية “منطقة الراحة تعني حب العمل الاعتيادي اليومي (الروتين)، حيث العقل الباطن تبرمَج واعتاد على ممارسة أعمال وأنشطة لا تتطلَّب أي جهد عقلي أو بدني، ويبحث عن اللهو والمتعة المؤقتة، على سبيل المثال لا الحصر، كأن يقول لك: بدل قراءة كتاب، العب بلايستيشن، أو نَم وارتَح 5 دقائق، أو صلِّ صلاتك لاحقًا عندما تسمع الأذان، إلخ. فالعقل الواعي لا يحب التغيير أو أي عمل يتطلَّب الخروج عن شيء اعتدته، ولكن ماذا لو كان العكس؟ ماذا لو أدرك الشخص نفسه أن بقاءه في منطقة الراحة يعني خسارة عمره؟ ماذا لو طبَّق المثل: الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك؟ أو لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد؟ ماذا لو فزع إلى الصلاة من أول أذان؟ ماذا لو ابتسم للتغيير ونوى نية الخروج من منطقة الكسل والخمول؟ ماذا لو اعترف بخطئه ونوى التغيير والنمو؟”

يوميات الكتاب تتطرَّق إلى موضوعات ومجالات متنوعة، منها ما يخصُّ مستقبل الإنسان، ومنها ما يخص أسرته

وعن قيمة التعاون ومساعدة الآخرين تتحدث الكاتبة يوم السادس والعشرين من ديسمبر متسائلة “ولا أنسى سؤالك يا عزيزي القارئ: لماذا أساعد الآخرين في وقتٍ أكون أنا فيه بحاجة إلى من يخدمني؟ لأنني ربما أكون قد لاحظت أيضًا في بعض محطات حياتي بعض العقد والمطبات القاسية التي لا يمكن أن تكسر أو تفك إلا باختبار عظيم.”

وتضيف “جميعنا قد تواجهنا تلك الحالة كثيرًا، فهنا يكمن إيمانك ثم يقينك بالفرج من وراء هذا الاختبار، والذي يأتي على هيئة ظروف، أو على هيئة مساعدة الآخرين، وربما على هيئة ابتلاءات يقاس مدى قبولك بها وسعيك لها بكل جدية.”

يُذكر أن سناء البلوشية حاصلة على ماجستير مهني في الإرشاد الأسري والزواج معتمد من نيوكاسل بزنس سكول بالمملكة المتحدة، وبكالوريوس إدارة أعمال -تخصص موارد بشرية- سلطنة عمان، وهي مدربة في التنمية البشرية معتمدة من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار بسلطنة عمان، ومدربة مهارات حياتية وفي الإدارة والإرشاد الأسري معتمدة من اتحاد المدربين العرب التابع لجامعة الدول العربية بالمملكة الأردنية الهاشمية، وكوتش حياة واكتشاف ذات وتطويرها معتمد بمعايير الاتحاد العالمي للكوتشينج (ICF). ولديها خبرة لأكثر من خمسة عشر عامًا في مجال التدريب والكوتشينج والاستشارات، وخبرة لأكثر من 16 سنة في المجال المصرفي. ولها الكثير من المشاركات كأوراق عمل في المؤتمرات في الخليج والوطن العربي.

13