إغلاق مضيق هرمز ورقة إيران الأخيرة للرد على الضربات الأميركية

البرلمان الإيراني يوافق على إغلاق الشريان الحيوي، بانتظار قرار أعلى هيئة أمنية، بينما تكشف واشنطن استخدام 125 طائرة وسبع قاذفات بي-2 في قصف المنشآت.
الأحد 2025/06/22
خيارات طهران للرد

طهران - ذكرت قناة (برس تي.في) الإيرانية اليوم الأحد أن قرار إغلاق مضيق هرمز مرهون بموافقة المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران، وذلك بعد أن أفادت تقارير بموافقة البرلمان على الإجراء.

ويأتي هذا التهديد الاستراتيجي بالتزامن مع إعلان مصادر إيرانية أن البرلمان سيدرس انسحاب البلاد من معاهدة حظر الانتشار النووي، في أعقاب الضربات الأميركية التي استهدفت ثلاث منشآت نووية رئيسية في إيران.

تلك الضربات، التي أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنها "دمرت بشكل تام وكامل" مواقع فوردو، نطنز، وأصفهان، تمثل تصعيدا غير مسبوق في المواجهة المتفاقمة بين الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة، وإيران من جهة أخرى، وتدفع المنطقة نحو حافة حرب شاملة.

وعلى الرغم من عدم حسم قرار إغلاق مضيق هرمز، الذي يمر عبره نحو 20 بالمئة من تدفقات النفط والغاز العالمية، إلا أن التصريحات الإيرانية تشير إلى جدية التهديد.

وقال النائب والقائد في الحرس الثوري الإيراني، إسماعيل كوثري، لنادي الصحافيين الشباب الأحد، إن إغلاق المضيق "مطروح وسيتخذ القرار إذا اقتضى الأمر".

وأكدت سارة فلاحي، عضو اللجنة الأمنية بالبرلمان، أن الإغلاق المحتمل للمضيق سيكون أيضا على جدول الأعمال في جلسة خاصة للجنة البرلمانية، رغم عدم تحديد موعد محدد للإغلاق.

ويشكل هذا المضيق الضيق الذي لا يتجاوز عرضه 33 كيلومترًا عند أضيق نقاطه، ويمتد بين إيران وسلطنة عُمان، بوابة الخليج إلى بحر العرب والمحيط الهندي، ويُعد بمثابة الشريان الذي يعبر منه نحو خُمس استهلاك العالم من النفط يوميًا.

وبحسب بيانات فإن ما بين 17.8 و20.8 مليون برميل من النفط الخام والوقود والمكثفات تمر عبره يوميًا منذ مطلع 2022 وحتى منتصف 2025، مما يجعله مركزًا إستراتيجيًا في ميزان الطاقة العالمي.

وبالتوازي مع هذا التهديد الاقتصادي، ذكرت تقارير أن البرلمان الإيراني سيدرس انسحاب البلاد من معاهدة حظر الانتشار النووي، في رد فعل محتمل على الضربات التي استهدفت قلب برنامجها النووي.

وفي الأثناء، سُمع دوي انفجار "ضخم" الأحد في محافظة بوشهر بجنوب غرب إيران حيث تقع محطة لإنتاج الطاقة النووية، بحسب صحيفة "شرق" التي أفادت بأن موقعين حول مدينة بوشهر "تعرضا لهجوم من النظام الصهيوني".

كما أفادت بوقوع انفجار آخر في محافظة يزد وسط إيران، حيث ذكرت وكالة تسنيم أن طائرات إسرائيلية "قصفت منشأتين لتخزين النفايات في منطقة يزد العسكرية، لكن القصف لم يتسبب بأضرار جسيمة".

ونقلت وكالة مهر للأنباء عن الحرس الثوري قوله في بيان "عقب عدوان النظام الصهيوني الهمجي ومرتزقته، شُنّت هجمات بعد ظهر اليوم على منطقتين عسكريتين في مدينة يزد".

ضربات قضت على طموحات إيران النووية
ضربات قضت على طموحات إيران النووية

وكشف مسؤولون دفاعيون أميركيون تفاصيل غير مسبوقة عن العملية العسكرية التي نفذتها الولايات المتحدة.

وشملت الضربات الأميركية أكثر من 125 طائرة وصواريخ أطلقت من غواصة، وسرب وهمي من قاذفات الشبح من طراز بي-2 التي حلقت فوق المحيط الهادئ لصرف الانتباه عن المهمة، في عملية وصفها الجنرال دان كين رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية بأنها "عملية منتصف الليل". وفق صحيفة واشنطن بوست.

وشارك في العملية، سبع قاذفات من طراز بي-2 سبيريت، أسقطت كل منها قنبلتين من نوع (مخترقة الذخائر الضخمة) وزن الواحدة 30 ألف رطل على إيران حوالي الساعة الثانية صباحا بالتوقيت المحلي، بعد رحلة جوية استغرقت 18 ساعة من قاعدتها في وايتمان بولاية ميزوري.

وقد حاصرت الطائرات المقاتلة هذه القاذفات، واعتمدت على التزود بالوقود جوا من طائرات صهريجية عديدة على جانبي المحيط الأطلسي.

وأفاد كين بأنه قبل بدء القصف، ضربت غواصات مواقع عديدة في إيران، وأن المسؤولين لا علم لهم بإطلاق أي طلقات نارية على طائرات أميركية.

وقال وزير الدفاع بيت هيغسيث إن قرار نقل عدد من قاذفات بي2- من قاعدتها في ميسوري في وقت سابق السبت كان بمثابة عملية خداع لتضليل الإيرانيين.

وأضاف أن الولايات المتحدة استخدمت أيضا وسائل خداع أخرى، حيث نشرت مقاتلات لحماية قاذفات بي2- التي أسقطت 14 قنبلة خارقة للتحصينات على أقوى موقع نووي إيراني.

وأكد هيغسيث أن كل هذه الأساليب ساعدت الولايات المتحدة على إسقاط القنابل دون أن تنذر المقاتلات الإيرانية أو أنظمة الدفاع الجوي لديها.

واعتبر أن "الضربات العسكرية الأميركية على المنشآت النووية الإيرانية حققت نجاحاً مذهلا وساحقا، إذ قضت على طموحات إيران النووية".

وأضاف "العملية التي خطط لها الرئيس ترامب جريئة ورائعة، إذ أظهرت للعالم أن الردع الأميركي قد عاد. عندما يتحدث هذا الرئيس، يجب على العالم أن ينصت".

وتدفع هذه العملية الشرق الأوسط إلى شفا حرب جديدة في منطقة مشتعلة بالفعل منذ أكثر من 20 شهرا، مع حروب في غزة ولبنان والإطاحة بحكم بشار الأسد في سوريا.

وأدان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الأحد، الضربات الأميركية ضد المنشآت النووية الإيرانية "بأشد العبارات"، متهما واشنطن بخيانة الجهود الدبلوماسية، ومؤكدا أن إيران تحتفظ "بكل الخيارات" للتحرك دفاعا عن النفس.

تبادلت إسرائيل وإيران إطلاق النار لليوم العاشر على التوالي يوم الأحد. وأعلن الجيش الإسرائيلي أن صواريخ إيرانية اخترقت الدفاعات الجوية الإسرائيلية وأصابت مبانٍ في وسط إسرائيل خلال وابلين من الهجمات.

وأفادت وسائل إعلام رسمية إيرانية بسقوط قتلى وجرحى جراء الغارات الجوية الإسرائيلية على إيران اليوم الأحد، بينما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قصف أهدافًا عسكرية في غرب إيران.