تزايد الوسطاء ودعوات وقف إطلاق النار: مخاوف من خطط عكسية

طهران- ارتفع منسوب الكلام عن ضرورة إنهاء الحرب واللجوء إلى التفاوض السياسي بين إيران والولايات المتحدة لحل عناصر الخلاف.
لكن تزامن الدعوات إلى الحوار مع نقل الولايات المتحدة قاذفة القنابل بي – 52 مع عمليات نقل سابقة لطائرات أميركية مقاتلة يثير التساؤل عن جدوى الحديث عن السلام وهل يمكن أن يكون طريقة للتمويه عمّا قد يجري في قادم الأيام من تصعيد.
ويرى مراقبون أن الولايات المتحدة تحث حلفاء لها في الإقليم على جس نبض إيران بشأن رغبتها في العودة إلى المفاوضات، وفي نفس الوقت ترسل طهران رسائل عن رغبتها في الحوار، لكن المسار التفاوضي في الوقت الحالي لا يعدو أن يكون خيارا محدودا وهامشيا ما لم يحقق أحد الطرفين اختراقا كبيرا يجعل الطرف الآخر يجنح للسلام.
ومن الواضح أن الولايات المتحدة تفتح طريق التفاوض ليتحرك فيه حلفاؤها، لكنها تسير في الاتجاه الآخر، اتجاه الضغط العسكري من أجل جر طهران إلى التفاوض ودفعها إلى قبول مناقشة جدية لبرنامجها النووي.

فيصل بن فرحان: المملكة تدعو إلى الوقف الفوري للعمليات العسكرية وتجنب التصعيد، والعودة إلى المسار التفاوضي
وحث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي التقى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي السبت على هامش اجتماع منظمة التعاون الإسلامي، إلى إجراء “محادثات رفيعة المستوى” بين طهران وواشنطن، مؤكدا أن تركيا مستعدة لأداء دور “الميسّر” للمساعدة في إنهاء النزاع، بحسب بيان من الرئاسة التركية.
واتهم أردوغان في كلمة ألقاها في وقت سابق الدول الغربية بتقديم “دعم غير مشروط” لإسرائيل، مؤكدا أن أنقرة لن تسمح بإعادة رسم الحدود الإقليمية “بالدم”.
كما التقى عراقجي في إسطنبول نظيره القطري الذي أكد له أنه يعمل على إعادة الأطراف المختلفة “إلى مسار الحوار”، بحسب وزارة الخارجية القطرية.
لكن طهران رفضت حتى الآن استئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة حول برنامجها النووي قبل أن توقف إسرائيل هجماتها.
ودعا وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، السبت، للعودة إلى المسار التفاوضي بين إيران والمجتمع الدولي.
وقال في اجتماع إسطنبول إن المملكة “تدين الاعتداءات الإسرائيلية السافرة تجاه الجمهورية الإسلامية الإيرانية الشقيقة والتي تمس سيادتها وأمنها (…) وتدعو إلى الوقف الفوري للعمليات العسكرية وتجنب التصعيد، والعودة إلى المسار التفاوضي”.
لكن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أكد السبت أنّ بلاده لن توقف أنشطتها النووية “تحت أيّ ظرف،” في ظل الحرب المستمرة بين إيران وإسرائيل.
ونقلت وكالة إرنا الرسمية عن بزشكيان قوله في محادثة هاتفية مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون “نحن مستعدون للمناقشة والتعاون لبناء الثقة في مجال الأنشطة النووية السلمية، ومع ذلك، لا نقبل بخفض الأنشطة النووية إلى الصفر تحت أيّ ظرف”.
وفي مسار معارض تماما للمسعى التفاوضي، قال مسؤولان أميركيان السبت إن الولايات المتحدة تنقل قاذفات قنابل من طراز بي – 2 إلى جزيرة جوام في المحيط الهادي، في وقت يدرس فيه الرئيس دونالد ترامب ما إذا كان ينبغي للولايات المتحدة المشاركة في الهجمات الإسرائيلية على إيران.
◄ واشنطن تفتح طريق التفاوض ليتحرك فيه حلفاؤها، لكنها تسير في الاتجاه الآخر، اتجاه الضغط العسكري لجر طهران إلى التفاوض
ويمكن تجهيز القاذفة بي – 2 لحمل القنابل الأميركية (جي.بي.يو – 57) زنة 30 ألف رطل المصممة لتدمير أهداف في أعماق الأرض، وهو سلاح يقول الخبراء إنه يمكن استخدامه لاستهداف البرنامج النووي الإيراني، بما في ذلك موقع فوردو.
ورفض المسؤولان، اللذان تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتهما، ذكر المزيد من التفاصيل. وقال أحدهما إنه لم يتم إعطاء أيّ أوامر مسبقة بتحريك القاذفات إلى ما هو أبعد من جوام. ولم يذكر المسؤولان عدد قاذفات بي – 2 الجاري نقلها.
لكن صحيفة “هآرتس” العبرية كشفت السبت عن تقديرات إسرائيلية بأن تلك القاذفات قادرة على تدمير منشأة “فوردو” النووية جنوبي العاصمة الإيرانية طهران.
ويراقب الخبراء والمسؤولون عن كثب لمعرفة ما إذا كانت قاذفات بي – 2 ستُنقل إلى قاعدة عسكرية أميركية – بريطانية في جزيرة دييغو غارسيا بالمحيط الهندي. ويقول خبراء إن دييغو غارسيا موقع مثالي لتنفيذ عمليات في الشرق الأوسط.
وقال ترامب إنه سيأخذ ما يصل إلى أسبوعين ليقرر ما إذا كان ينبغي على الولايات المتحدة التدخل في الصراع في صف إسرائيل، وهو وقت كاف “لنرى ما إذا كانوا سيعودون إلى رشدهم أم لا”.
وكانت رويترز أول من أفاد قبل أيام بنقل عدد كبير من طائرات التزويد بالوقود خلال الطيران إلى أوروبا وغيرها من الأصول العسكرية إلى الشرق الأوسط، بما في ذلك نشر المزيد من الطائرات المقاتلة.
وتتجه أيضا حاملة طائرات في منطقة المحيطين الهندي والهادي إلى الشرق الأوسط.
اقرأ أيضا:
- انحياز شيخ الأزهر إلى إيران ضد إسرائيل: إحراج للسيسي أم رسالة لترامب ونتنياهو
- سيل من المعلومات المضللة يغطي على الوقائع الحقيقية للحرب
- "الأسد الصاعد" تعيد رسم خارطة الشرق الأوسط
- واشنطن تتهيأ للحرب: إجلاء المئات من الأميركيين من إيران وإسرائيل
- مصر مع تطبيق القانون وليست مع إيران
- العالم من غير نظام المرشد الإيراني
- هل دخل الصراع بين إسرائيل وإيران مرحلة تفكيك الردع؟
- جماعة الإخوان في صفّ إيران ولكن…