الحرب على هند صبري

هند صبري ستبقى تونسية مصرية عربية في أفق إنساني واسع برغم كيد الكائدين وحملات المتآمرين.
الأحد 2025/06/22
لا أحد يستطيع التشكيك في مواقف هند صبري

الخبر: هو فصل هند صبري من نقابة المهن التمثيلية وسحب الجنسية المصرية منها وتسفيرها إلى بلدها تونس. نوع الخبر: تضليل إعلامي. تقييمه الأخلاقي: جريمة مكتملة الأركان هدفها بث الفتنة والإساءة لجمهورية مصر العربية، وإظهارها في صورة دولة تضيق بأبنائها وأحبائها والتي كانت على مدى تاريخها قبلة الموهوبين وحاضنة العشاق ومجيرة المظلومين واللاجئين.

أصل الحكاية حملة منظمة ضد الفنانة الكبيرة تم التخطيط لها في الغرف المظلمة بدفع ممّن أعمت الغيرة والحسد قلوبهم، وممّن اعتادوا ركوب صهوة التحريض والتجييش والتخوين بزعم نصرة الوطن وحماية النظام وإحباط المؤامرات. وانضمت إلى الجوقة جحافل من احتياطي الكراهية الذي بات منتشرا في دولنا العربية بشكل مرعب، والذي يتحرك من وراء شاشة الكمبيوتر أو الهاتف ليتخلص من شحنة الكبت والغضب واليأس والفشل والخيبة والعجز في داخله نافثا إياها سمّا في وجوه الآخرين.

اعتمد مهاجمو هند صبري على دعمها "قافلة الصمود" التي كانت انطلقت من تونس في اتجاه قطاع غزة. موقفها كان مبدئيا صرحت بها على صفحة إنستغرام قبل أن تصل القافلة إلى ليبيا وتثير من حولها السجال الذي أطاح بالكثير من السرديات حول أهدافها لاسيما بعد أن سعت تيارات الإسلام السياسي المختلفة للاستفادة منها في إحراج القاهرة ومحاولة خلق بؤرة للأزمة في رفح المصرية.

لا أحد يستطيع التشكيك في مواقف هند صبري الوطنية والقومية سواء بالنسبة إلى تونس أو مصر أو الوطن العربي، ولا في إيمانها بالحرية ودفاعها عن الشعب الفلسطيني المضطهد والمظلوم، ولا في وقوفها إلى جانب الدولة الوطنية في التصدي للإرهاب والتطرف، ومن يعود إلى أعمالها السينمائية في تونس أو مصر يدرك أنها فنانة مخلصة لعملها وذات آفاق إنسانية رحبة، وأن تأثيرها الإيجابي في المجتمع العربي عموما لم يأت من فراغ وإنما من التزامها بهويتها الثقافية والمعرفية وبالقيم والثوابت التي تربت عليها وتدافع عنها بقوة.

ثم إن هند صبري، وإن كانت تونسية الأصل والمولد والتعليم والانطلاقة الفنية، فإنها مصرية كذلك، وهي متزوجة من مصري وبنتاها مصريتان ومقيمة في مصر ونجوميتها العربية والعالمية بدأت من أم الدنيا، ولا يمكن التشكيك في انتمائها لنخبة المجتمع وطليعة المثقفين وفي أنها جمعت بين هويتين عربيتين طالما امتزجتا قلبا وقالبا منذ أن بنى التونسيون القاهرة وشادوا جامعها الأزهر، ولا تزالان إلى اليوم تمثلان أعلى درجات الانصهار الثقافي والحضاري والاجتماعي أخذا وعطاء وتأثرا وتأثيرا.

وفوق كل هذا، فإن مصر العظيمة لا تضيق برأي ولا بموقف طالما أنها على ثقة من صدق ونزاهة صاحبه، ولا يسيء إليها إلا من يحاولون إرباك المجتمع بالعمل على إلصاق صفة الوطنية العامة على أجنداتهم الشخصية أو الفئوية الخاصة. ولذلك فإن هند صبري آمنة مطمئنة في امتدادات انتمائها من تونس إلى مصر وإلى كل بلد عربي شقيق، ولا يضيرها ما قيل فيها وما نسب إليها، وما راج عنها، وإنما يضير الواقفين وراءه من حزب أعداء النجاح.

ستبقى هند صبري تونسية مصرية عربية في أفق إنساني واسع برغم كيد الكائدين وحملات المتآمرين.

18