العنف ضد الأطفال يبلغ مستويات غير مسبوقة

خبراء يدقون ناقوس الخطر بخصوص تزايد العنف المسلط على الأطفال.
السبت 2025/06/21
آثار كارثية على حياة الأطفال

جنيف - يدق الخبراء ناقوس الخطر بخصوص تزايد العنف المسلط على الأطفال في مناطق النزاعات، والذي بلغ مستويات غير مسبوقة.

وقالت فرجينيا غامبا، الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة المعنية بالأطفال والنزاعات المسلحة، “إن صرخات 22495 طفلا بريئا -كان من المفترض أن يتعلموا القراءة أو لعب الكرة، ولكنهم بدلا من ذلك أجبروا على تعلم كيفية البقاء على قيد الحياة في ظل إطلاق النار والتفجيرات (…)- يجب أن تصيبنا جميعا بالأرق.”

وأضافت “يجب أن يكون هذا بمثابة جرس إنذار. لقد وصلنا إلى نقطة اللاعودة.”

وجاء في تقرير للأمم المتحدة أن معدل العنف ضد الأطفال في مناطق النزاعات بلغ “مستويات غير مسبوقة” عام 2024، مسجلا رقما قياسيا غير معهود منذ بدء رصد هذه الانتهاكات قبل نحو 30 عاما.

ووفقا للتقرير السنوي الصادر عن الأمين العام للأمم المتحدة، “في عام 2024، بلغ العنف ضد الأطفال في مناطق النزاعات المسلحة مستويات غير مسبوقة، مع زيادة مذهلة في عدد الانتهاكات الجسيمة بنسبة 25 في المئة مقارنة بعام 2023.”

العنف ضد الأطفال في مناطق النزاعات بلغ مستويات غير مسبوقة، مع زيادة مذهلة في عدد الانتهاكات الجسيمة

وتحقق التقرير من ارتكاب 41370 انتهاكا خطيرا ضد الأطفال في عام 2024، بما في ذلك 36221 انتهاكا في عام 2024 و5149 انتهاكا ارتكب سابقا ولكن تم تأكيده في عام 2024، وهو أعلى رقم منذ بدء الرصد قبل نحو 30 عاما.

ويتجاوز هذا الرقم القياسي الجديد الرقم القياسي لعام 2023 الذي سجل زيادة بنسبة 21 في المئة في الانتهاكات ضد الأطفال عن العام الذي سبقه.

وأضاف التقرير أنه مع مقتل أكثر من 4500 طفل وإصابة 7 آلاف آخرين، لا يزال الأطفال يتحملون “الوطأة الناجمة عن الأعمال العدائية المتواصلة والهجمات العشوائية.”

وكان هناك أيضا ارتفاع ملحوظ في عدد الأطفال ضحايا الانتهاكات المتعددة، ليصل إلى 22495 طفلا.

وفي تقريرها السنوي تقوم الأمم المتحدة بتجميع انتهاكات حقوق الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 عاما في نحو 20 منطقة نزاع حول العالم.

وتتضمن “قائمة العار” الملحقة بالتقرير أسماء المسؤولين عن هذه الانتهاكات. وتحتل الأراضي الفلسطينية المركز الأول في الإحصاءات القاتمة، حيث سجلت أكثر من 8500 انتهاك لأطفال نسبت غالبيتها إلى القوات الإسرائيلية، بما في ذلك أكثر من 4800 انتهاك في قطاع غزة.

ويتضمن هذا الرقم تأكيد مقتل 1259 طفلا فلسطينيا في غزة، حيث تقول الأمم المتحدة إنها تتحقق حاليا من مقتل 4470 طفلا إضافيا عام 2024 في القطاع.

واندلعت الحرب في غزة في أعقاب الهجوم غير المسبوق الذي شنته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023.

وينتقد التقرير أيضا العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان، حيث سُجل مقتل أو جرح أكثر من 500 طفل العام الماضي.

وبعد الأراضي الفلسطينية سجلت الأمم المتحدة أكبر عدد لحالات العنف ضد الأطفال عام 2024 في جمهورية الكونغو الديمقراطية (أكثر من 4 آلاف) والصومال (أكثر من 2500)  ونيجيريا (نحو 2500) وهايتي (أكثر من 2200).

وأدرج في “قائمة العار” تحالف العصابات الهايتية “فيف أنسانم” الذي يتحمل وحده مسؤولية زيادة الانتهاكات بنسبة 490 في المئة بسبب انتهاكاته التي تشمل تجنيد الأطفال واغتصابهم وتشويههم وقتلهم.

وفي القائمة أيضا عصابة المخدرات الكولومبية “كلان ديل غولفو” المتهمة بتجنيد الأطفال.

وسجلت كولومبيا زيادة كبيرة في حالات التجنيد القسري، ليبلغ عدد الأطفال المجندين 450 طفلا عام 2024 مقارنة بـ262 طفلا في العام السابق.

وبقي في القائمة الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، الطرفان اللذان يقاتلان في السودان منذ أكثر من عامين.

في عام 2024 بلغ العنف ضد الأطفال في مناطق النزاعات المسلحة مستويات غير مسبوقة، مع زيادة مذهلة في عدد الانتهاكات الجسيمة بنسبة 25 في المئة

كما تم إدراج الجيش الروسي مرة أخرى بسبب الحرب في أوكرانيا، حيث سجل التقرير زيادة بنسبة 105 في المئة في انتهاكاته الخطيرة بحق الأطفال بين عامي 2023 و2024.

وفي عام 2023 تحققت الأمم المتحدة من وقوع 315 ألف انتهاك جسيم ضد الأطفال أثناء النزاعات بين عامي 2005 و2022، وهو عدد مخيف ودليل صارخ على الأثر المدمر للحروب والنزاعات على الأطفال.

وأكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) أنه منذ بدء عمليات الرصد في عام 2005، تحققت الأمم المتحدة من وقوع 315 ألف انتهاك جسيم من قبل أطراف مختلفة في أكثر من 30 نزاعا في أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط وأميركا اللاتينية.

وتشمل هذه الانتهاكات مقتل أو تشوه أكثر من 120 ألف طفل، وتجنيد أو استخدام أكثر من 105 آلاف طفل على يد القوات المسلحة أو الجماعات المسلحة، واختطاف أكثر من 32500 طفل، وتعرض أكثر من 16 ألف طفل للعنف الجنسي.

كما تحققت الأمم المتحدة من وقوع أكثر من 16 ألف هجوم على المدارس والمستشفيات، وأكثر من 22 ألف حالة منع وصول المساعدات الإنسانية إلى الأطفال، إضافة إلى نزوح الأطفال من منازلهم ومجتمعاتهم، أو فقدهم لأصدقائهم أو أسرهم أو انفصالهم عن والديهم أو القائمين على رعايتهم.

وقالت كاثرين راسل، المديرة التنفيذية ليونيسيف، “أي حرب هي في المحصلة حرب على الأطفال. فالعيش في ظروف النزاعات له آثار كارثية على حياتهم. ومع أننا نعلم ما ينبغي فعله لحماية الأطفال من الحروب، فإن العالم لا يتخذ خطوات كافية. وعاما بعد عام، توثق الأمم المتحدة الطرق المقلقة والمأساوية والمتوقعة تماما التي تمزق حياة الأطفال. يتعين علينا جميعا ضمان ألا يدفع الأطفال ثمن حروب الكبار، وأن نتخذ خطوات جريئة وملموسة وضرورية لتحسين حماية بعض أكثر الأطفال ضعفا وهشاشة في العالم.”

15