فرص الدفاع والصحة والشحن تجعل التاكسي الطائر حقيقة واقعة

باريس - أكد مسؤولون تنفيذيون في قطاع الطيران أن الفرص المتاحة في مجالات الدفاع والرعاية الصحية الطارئة والشحن قد تُسهم في جعل التاكسي الطائر حقيقة واقعة خلال السنوات القليلة المقبلة، بعد أن حظي القطاع مؤخرًا بدعم من الولايات المتحدة.
وفي ظل التقدم السريع في تكنولوجيا النقل والمواصلات، يبرز التاكسي الطائر كواحد من أبرز الحلول المستقبلية لمشاكل الازدحام المروري والنقل الحضري المستدام.
وكان الرئيس دونالد ترامب قد طلب هذا الشهر من الجهات التنظيمية تسريع إصدار الشهادات لتسريع تطوير الطائرات الكهربائية ذات الإقلاع والهبوط العمودي (إي – فيتولس)، بهدف ضمان تفوق الولايات المتحدة على آسيا في هذه التكنولوجيا.
وأعطى الأمر التنفيذي للرئيس الأميركي زخمًا جديدًا لقطاعٍ عانى لسنوات من أجل كسب تأييد النقاد والجهات التنظيمية.
وقال كايل كلارك، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة بيتا تكنولوجيز، لرويترز خلال معرض باريس للطيران، “نواجه الكثير من التحديات، ويقول الناس البطاريات ثقيلة جدًا لكن الحقيقة هي أنه إذا وُضعت الطائرات في الأماكن الصحيحة، فستكون الفوائد حقيقية.”
وسيارات الأجرة الطائرة، التي لطالما رُصدت في تنبؤات المستقبل لعقود، في حاجة إلى التخلص من فكرة أنها مخصصة للأثرياء فقط لكي تصبح قابلة للتطبيق على نطاق واسع.
ويقول مصنعوها إن خدمات الطوارئ الطبية، ونقل البضائع، والدفاع يمكن أن تُسهم في تحقيق ذلك، حيث تُقدم بديلاً أرخص وأكثر هدوءًا للطائرات المروحية في مجالات تتراوح من نقل الركاب والبضائع إلى مهام الإنقاذ.
وتشارك كل من شركات بيتا وجوبي للطيران وآرشر للطيران في برنامج أجيليتي برايم التابع للقوات الجوية الأميركية، والذي يهدف إلى تطوير تقنيات لطائرات الشحن ذاتية القيادة والطائرات الكهربائية الهجينة.
ووقّعت جوبي وآرشر سابقًا عقودًا عسكرية بقيمة 131 مليون دولار وتصل إلى 142 مليون دولار على التوالي.
وقال جو بن بيفيرت المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة جوبي “لدينا طائرتان في قاعدة إدواردز الجوية، ونحن ممتنون للغاية لكل الدعم وكل ما تعلمناه من ذلك.” وأضاف “نعتقد أن هناك فرصًا رائعة في مجال الدفاع.”
من المتوقع أن تشهد السنوات من 2025 إلى 2035 تسارعًا في اعتماد التاكسي الطائر، مع تركيز أولي على نقل الشخصيات المهمة والمسارات السياحية، ثم التوسع تدريجيًا إلى الاستخدام العام.
وبحلول عام 2040، قد تصبح هذه الوسيلة جزءًا من منظومة النقل الشاملة في المدن الذكية، مع انخفاض التكاليف وتحسن البنية التحتية، خاصة في الدول التي تستثمر مبكرًا في هذا المجال مثل الإمارات وسنغافورة وألمانيا.
ووفقًا لتقارير من شركات استشارية مثل مورغان ستانلي، فإن السوق العالمي للتنقل الجوي الحضري قد تصل قيمته إلى1.5 تريليون دولار بحلول نهاية العقد المقبل، ما يعكس الإمكانات الاقتصادية الكبيرة لهذا القطاع.
وتم تطوير التاكسي الطائر نتيجة لتكامل عدة تقنيات: البطاريات الكهربائية عالية الكفاءة، الذكاء الاصطناعي، أنظمة الملاحة المتقدمة، والطيران الآلي.
ويتوقع خبراء صناعة الطائرات أن تسهم هذه المركبات في تقليل أوقات التنقل بنسبة قد تصل إلى 60 في المئة في البعض من المدن الكبرى.
سيارات الأجرة الطائرة في حاجة إلى التخلص من فكرة أنها مخصصة للأثرياء فقط لكي تصبح قابلة للتطبيق على نطاق واسع
وقال كلارك، والذي حلق بطائراتها التقليدية للإقلاع والهبوط في باريس، إن “بيتا لديها موقف واضح في مجال الدفاع.. طائرات موثوقة تُلبي جميع المهام.”
وأضاف “لقد ذهبنا إلى ما يقرب من عشر قواعد. أنجزنا آلاف عمليات الإقلاع والهبوط مع الجيش، وحققنا معدل إرسال استثنائيًا.”
وتابع “لم نكن نتدخل في هذا المجال فحسب، بل لدينا عقود. أعتقد أن مئات الملايين من الدولارات الفعلية والملموسة تتدفق علينا من قطاع الدفاع.”
وأكدت الشركات الثلاث، إلى جانب شركة ويسك أيرو، أن أمر ترامب كان له دور كبير في تعزيز آفاق القطاع.
وأعلن وزير النقل الأميركي شون ب. دافي، والقائم بأعمال مدير إدارة الطيران الفيدرالية كريس روشيلو، عن تحالف بقيادة الولايات المتحدة مع بريطانيا وكندا وأستراليا ونيوزيلندا لتبسيط اعتماد الطائرات العمودية الكهربائية عالميًا في معرض باريس الثلاثاء.
وتختلف شركة ويسك لأيرو، المملوكة لعملاق تصنيع الطائرات التجارية بوينغ، عن منافسيها في تركيزها على إطلاق خدمات مؤتمتة بالكامل.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة سيباستيان فيجنيرون “لدينا الدعم السياسي، ودعم الصناعة، ثم لدينا المال اللازم لتحقيق ذلك.”
ويشير القلق العام بشأن أنظمة القيادة الآلية في السيارات إلى أن الطيران المؤتمت بالكامل قد يحتاج إلى بعض الإقناع ليحظى بقبول أوسع.
ويعتقد كلارك أنه بمجرد وصول الطائرة إلى أيدي المتعاملين والزبائن “ستكون الجدوى التجارية واضحة.” وأكد أنه نقل ركابًا من هامبتونز إلى مطار جون كينيدي في نيويورك باستخدام 7 دولارات فقط من الكهرباء.
وقال “ببساطة، تُقلب النفقات التشغيلية والرأسمالية رأسًا على عقب في ما يتعلق بالتكاليف المتكررة، وهذا يُحدد لك نوع الزبائن والتطبيقات التي تريدها لهذه الطائرات.”
وأضاف “إنها ليست رحلة أسبوعية، بل ثلاث، أربع، أو عشر رحلات يوميًا، حيث تُستغل مزايا الدفع الكهربائي.”