تصاعد النزاع بين ايران وإسرائيل يدفع دولا غربية لسحب دبلوماسييهما من طهران

جنيف - أعلنت سويسرا الجمعة إغلاق سفارتها في طهران مؤقتا، موضحة أنها ستواصل القيام بدورها في تمثيل المصالح الأميركية في إيران، في اجراء اتخذته بريطانيا أيضا التي قالت إنها ستسحب موظفيها من سفارتها في العاصمة الايرانية مؤقتا نظرا للوضع الأمني الراهن هناك.
وأعلن كذلك سايمون هاريس وزير الخارجية الأيرلندي الجمعة أن بلاده ستنقل موظفي سفارتها مؤقتا من طهران. وقال في بيان "في ضوء تدهور الوضع وبعد التشاور مع مسؤولي الوزارة وبالتشاور والتنسيق الوثيق مع شركائنا في الاتحاد الأوروبي، قررت نقل موظفينا مؤقتا من طهران"، مضيفا أنه تم اتخاذ الترتيبات اللازمة لمواصلة السفارة عملياتها من دبلن.
ومثل هذا الأمر ليس مجرد إجراء روتيني، بل هو خطوة ذات دلالات عميقة تعكس قلقا دوليا متزايدا بشأن مسار النزاع الإيراني الإسرائيلي، ويؤكد على تفضيل هذه الدول لسلامة مواطنيها ودبلوماسييها، مع إرسال رسالة سياسية واضحة إلى الأطراف المعنية بضرورة خفض التصعيد.
وقالت الخارجية السويسرية في بيان "نظرا لكثافة العمليات العسكرية في إيران والوضع غير المستقر للغاية على الأرض، قررت وزارة الخارجية الاتحادية إغلاق السفارة السويسرية في طهران مؤقتا".
وكان خمسة من الموظفين السويسريين والمرافقين لهم قد غادروا إيران إلى تركمانستان في 17 يونيو. كما غادر الموظفون السبعة المتبقون، بمن فيهم السفيرة نادين أوليفييري لوزانو، إيران برا ووصلوا إلى أذربيجان. وتظل الوزارة على "اتصال وثيق" مع الموظفين المحليين الذين ما عادوا يذهبون إلى مقر السفارة لأسباب أمنية.
وجاء في البيان "بالاتفاق مع الدول المعنية، تواصل سويسرا القيام بمهامها كقوة تحمي المصالح الأميركية في إيران في إطار مساعيها الحميدة". وبذلك تحافظ على دورها كوسيط لنقل الرسائل التي "ترى الأطراف أنها مفيدة".
وفي غياب علاقات دبلوماسية وقنصلية بين الولايات المتحدة وإيران، تمثل سويسرا عبر سفارتها في طهران المصالح الأميركية في إيران رسميا منذ عام 1980.
وقالت بريطانيا بدورها على صفحة نصائح السفر الخاصة بإيران على موقعها الإلكتروني "اتخذنا إجراء احترازيا بسحب الموظفين البريطانيين من إيران مؤقتا. سفارتنا تواصل العمل عن بُعد".
وحث وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي الطرفين على إيجاد حل دبلوماسي، وهو موجود في جنيف اليوم الجمعة لإجراء محادثات نووية مع إيران ونظراء أوروبيين.
والسبب الأكثر وضوحا لإغلاق السفارات هو تدهور الوضع الأمني بشكل كبير، مما يشكل خطرًا مباشرًا على حياة الدبلوماسيين وموظفي السفارات ورعايا تلك الدول المقيمين في إيران. وتزيد الضربات العسكرية المتبادلة من احتمالية حدوث هجمات غير متوقعة أو تداعيات غير مقصودة.
وتتوقع الدول الغربية تصعيدا أكبر في النزاع وقد يكون ذلك في شكل ضربات عسكرية أوسع أو حتى اضطرابات داخلية في إيران قد تستهدف المصالح الغربية لذلك، فإن إجلاء الموظفين وتقليص الوجود الدبلوماسي هو إجراء احترازي لضمان سلامتهم.
وبالتوازي مع إغلاق السفارات، تصدر هذه الدول تحذيرات لمواطنيها المتواجدين في إيران بمغادرة البلاد فورًا أو توخي أقصى درجات الحذر. وإغلاق السفارات هو رسالة سياسية قوية تعبر عن قلق هذه الدول من مسار التصعيد وتدهور الأوضاع في المنطقة وهو شكل من أشكال الاستنكار للتصرفات التي تؤدي إلى هذا التصعيد، سواء من جانب إيران أو إسرائيل.
وقد يكون الهدف من هذا الإجراء هو الضغط على الأطراف المتنازعة لخفض التصعيد والعودة إلى الدبلوماسية. ووجود بعثات دبلوماسية في منطقة ساخنة يعقد الجهود الدبلوماسية ويجعلها أكثر خطورة.
وتشير الإجراءات السويسرية والبريطانية التي قد تنسج على منوالها دول أخرى، إلى أن الدول الغربية ترى أن الصراع بين إيران وإسرائيل ليس مجرد مواجهة محدودة، بل يحمل في طياته خطر التوسع ليشمل المنطقة بأسرها. وهذا يثير مخاوف جدية بشأن الاستقرار الإقليمي والعالمي.
وتجعل حالة عدم اليقين والتنبؤ بمسار النزاع الحفاظ على البعثات الدبلوماسية أمرًا محفوفًا بالمخاطر وتفضل الدول تقليل تعرضها لأي تطورات مفاجئة.