"حلوا عنا".. انتقادات مجتزأة من برنامج على تلفزيون لبنان تثير عاصفة من الجدل

بيروت - أوقف وزير الإعلام اللبناني بول مرقص عرض حلقة الأربعاء من برنامج “مع وليد عبود” التي قدمها الإعلامي وليد عبود عبر شاشة "تلفزيون لبنان"، بعدما وجّه في مقدمة حلقته انتقادات لإيران وحزب الله وحلفاء واشنطن، تحت عنوان “حلّوا عنّا”، ما تسبب بموجة انتقادات حادّة على مواقع التواصل.
وأثار مقطع فيديو متداول من البرنامج هاجم خلاله عبود إيران وحزب الله وحلفاء واشنطن، ردود أفعال واسعة ففيما رحّب بعض الناشطين بكلام عبود، ندّد آخرون بما ورد في الفيديو مقتطعين الجزء الأول حيث كان عبود يخاطب كل طرف بلسان الآخر مستعرضا وجهات النظر.
وكان لافتاً أن معظم التعليقات اللاذعة ضدّ عبود جاءت على الجزء الأول المقتطع من المقدمة والذي يهاجم محور الممانعة وحلفاء إيران، من دون الانتباه إلى الصيغة التي اعتمدها لمخاطبة كل فريق بلسان الآخر. وطالبوا وزارة الإعلام والوزير بول مرقص بالتحرّك ضدّ ما اعتبروه “خطاباً طائفيّاً فتنويّاً يستهدف فئة في البلد.”
وشن أنصار حزب الله حملة ضد الإعلامي عبود، واتهموه بالخيانة والعمالة للعدو، حيث دأبوا على توجيه هذه الاتهامات لكن من ينتقد حزب الله وإيران خصوصا خلال الحرب، وجاء في تعليق:
وهاجمه آخر:
في المقابل عبر الكثير من الناشطين عن تأييدهم للإعلامي معتبرين أنه ذكر ما يفكرون به وما يمثله، بعد أن سئموا من رهن البلاد لإيران وحلفائها، وقال أحدهم:
وقال آخر:
وتضامن ناشط مع عبود قائلا:
واعتبر ناشط أن ما قاله عبود هو صرخة كل اللبنانيين:
وبعد الضجة التي أثيرت، أوضحت إدارة برنامج “يا أبيض يا أسود”، الذي يُقدّمه عبود على محطة “هلا أرابيا”، أنّ “الجدل الذي أعقب عرض الحلقة لم يكن في محلّه، إذ جاء نتيجة اجتزاء متعمّد لمضمون المقدّمة. فقد تعمّدت بعض الجهات تداول نصفها الأوّل فقط، وأغفلت النصف الثاني، ما أخلّ بتوازن السياق، وحرّف المقصود منها، وحوّلها إلى خطاب أحادي لا يمتّ بصلة إلى روح البرنامج ولا إلى خطّه التحريري.”
وذكّرت الإدارة بأنّ “التوازن هو العمود الفقري لهذه الحلقة وكلّ حلقة، والمقدّمة التي هي محلّ سجال بلسانين: مرّة بلسان السياديين، ومرّة بلسان الممانعين، في عرضٍ متكاملٍ لسرديتين تتقاسمان المشهد اللبناني.”
◙ دعوات لوزارة الإعلام اللبنانية والوزير بول مرقص بالتحرّك ضدّ ما اعتبر خطابا طائفيّا فتنويّا يستهدف فئة في البلد
وختمت الإدارة بالقول “إنّ (هلا أرابيا) إذ تُثمّن كلّ نقاش واعٍ ومسؤول، تدعو جمهورها الكريم إلى مقاربة المادة الإعلامية كاملة غير منقوصة، لأن الاجتزاء لا يُسيء إلى البرنامج والمحطة فحسب، بل يُضعف قيمة النقاش العام، ويشوّه المفهوم الحقيقي للسجال الديمقراطي الذي نحرص على صونه وتعزيزه.”
بدورها، أدانت جمعية “إعلاميون من أجل الحرية” القرار الصادر عن وزير الإعلام والقاضي بوقف برنامج وليد عبود على شاشة تلفزيون لبنان، معتبرة أن هذا القرار يمثّل انتهاكًا صارخًا لمبدأ الحرية الإعلامية، ومخالفة للدستور اللبناني الذي يكفل حرية الرأي والتعبير.
وأضافت الجمعية في بيان إن “استهداف عبود تبعاً لرأي عبر عنه، يأتي نتيجة لحملات تحريضية غير مسؤولة، ولا نريد لوزارة الإعلام أن تخضع لضغوط سياسية لا تليق بالموقع الذي يفترض أن يكون حاميًا لحرية الكلمة، لا خصمًا لها.”
وأكدت أن تلفزيون لبنان هو منبر عام لكل اللبنانيين، وليس لفئة منهم، ولا يصح أن يُستخدم لتصفية حسابات سياسية انتقامية. مشيرة إلى أن قرار الوزير مرقص لا يصب في خانة تنظيم الإعلام، بل في خانة التضييق عليه.
وطالبت الجمعية بالتراجع الفوري عن هذا القرار "المجحف"، وإعادة البرنامج إلى الشاشة، احترامًا لحق الجمهور في الوصول إلى إعلام حر وتعددي، ولضمان بقاء تلفزيون لبنان منصة حرة تعبّر عن مختلف الآراء دون تمييز أو قمع.