جهود سعودية وروسية لطمأنة سوق النفط على خلفية الصراع الإيراني الإسرائيلي

الرياض/موسكو - يثير التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل قلقاً متزايداً داخل تحالف "أوبك+"، خاصة في ظل احتمال تعطل صادرات النفط الإيرانية التي تمثل مكوناً أساسياً في استقرار سوق الطاقة العالمي. وبينما تتصاعد المخاوف من أن يؤدي أي هجوم واسع أو استهداف للبنية التحتية الإيرانية إلى توقف الإمدادات، تلوّح السعودية، أكبر منتجي "أوبك"، بموقف حذر ومترقب وهو موقف متقارب مع روسيا، حيث أكد وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان أن المملكة "تتحرك فقط وفقاً للمعطيات"، في إشارة إلى رفض اتخاذ قرارات استباقية قد تربك السوق أو تضفي طابعاً سياسياً على عمل المجموعة.
هذا الحذر السعودي يعكس موازنة دقيقة بين الاستجابة لأي اضطراب محتمل في الإمدادات، والحفاظ على وحدة "أوبك+" بعيداً عن التجاذبات الجيوسياسية، خاصة في ظل شراكة مع روسيا التي لها حساباتها المعقدة مع طهران. كما أن دخول السوق في حالة تأهب بسبب التوتر في الشرق الأوسط قد يدفع الأسعار إلى الارتفاع بشكل تلقائي، ما يُخفف الحاجة إلى تحرك فوري من التحالف. ومع ذلك، تبقى المخاوف حاضرة من أن يؤدي غياب النفط الإيراني – ولو مؤقتاً – إلى زعزعة توازن السوق، خاصة في حال اتسع نطاق النزاع ليشمل ممرات التصدير الحيوية في الخليج.
وأضاف الوزير خلال منتدى اقتصادي في سان بطرسبرج أن أوبك+ تحالف موثوق، يتعامل مع الظروف القائمة رافضا التعليق على أسئلة افتراضية.
وارتفعت أسعار النفط بأكثر من 10 دولارات خلال الأسبوع المنصرم على خلفية التصعيد في الشرق الأوسط بعد هجوم إسرائيل على إيران.
وفي حين تبادلت إيران وإسرائيل قصف البنية التحتية للطاقة، لم يحدث بعد أي انقطاع في صادرات النفط أو إنتاجه في الشرق الأوسط.
وتدرس الولايات المتحدة التدخل المباشر في الصراع، وهو تحرك يقول محللون إنه سيرفع علاوة المخاطر على أسعار النفط إلى مستويات أعلى مما هي عليه الآن، مما يزيد من فرص حدوث انقطاعات في إمدادات الطاقة.
من جانبه قال ألكسندر نوفاك نائب رئيس الوزراء الروسي اليوم الخميس إن تحالف أوبك+ يجب أن ينفذ خططه بهدوء دون بث الخوف في السوق، في ظل ارتفاع أسعار النفط بسبب الصراع بين إسرائيل وإيران.
وإيران عضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، لكنها معفاة من تخفيضات الإنتاج التي تطبقها المنظمة مع حلفاء آخرين، ومنهم روسيا في مجموعة أوبك+.
وكانت أوبك+ تعمل على زيادة أهداف إنتاج ثمانية من أعضائها قبل الهجوم الإسرائيلي على إيران الأسبوع الماضي.
وستجتمع الدول الثمانية، التي تضم السعودية وروسيا والإمارات والعراق والكويت وعُمان والجزائر وقازاخستان، في السادس من يوليو تموز المقبل لاتخاذ قرار بشأن زيادة الإنتاج ابتداء من أغسطس.
وفي أحدث اجتماعات أوبك+، أيدت روسيا تعليق زيادة الإنتاج البالغة 411 ألف برميل يوميا لشهر يوليو، لكنها وافقت في نهاية المطاف على المضي قدما في هذه الزيادة.