العراق يستنفر لمواجهة خطر الإشعاع النووي بعد قصف منشآت إيران

بغداد – تدق أجراس الخطر في بغداد، فمع تصاعد الهجمات الإسرائيلية على المواقع والمنشآت النووية الإيرانية، تزداد المخاوف العراقية من تسرب إشعاعي نووي يهدد أمن البلاد وسلامة مواطنيها.
وتأتي خطوة العراق بالدعوة إلى انعقاد دائم لغرفة الطوارئ الإشعاعية بمثابة تدبير استباقي وحاسم لمواجهة أي طارئ محتمل قد ينجم عن هذا التصعيد الخطير في المنطقة.
ودعا رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني، اليوم الخميس، إلى أن تكون غرفة الطوارئ الإشعاعية في حالة إنعقاد دائم، من أجل متابعة ومراقبة الموقف الإشعاعي خارج حدود البلاد في ضوء تطورات الأحداث.
ويعكس هذا التحرك المخاوف العراقية المتنامية من تداعيات استهداف إسرائيل للمواقع والمنشآت النووية الإيرانية.
وشدد السوداني، خلال اجتماع غرفة العمليات المركزية للطوارئ الإشعاعية والنووية لمراجعة الخطة الوطنية للتعامل مع الحوادث الإشعاعية والنووية، على "استمرار التواصل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول آخر المستجدات كون العراق عضوًا في اتفاقية الإبلاغ المبكر عن الحوادث النووية".
كما دعا إلى توفير المعلومات والبيانات الدقيقة في حالة الطوارئ، ومواصلة توفير المتطلبات الأساسية لمواجهة أي حالات استثنائية في عموم المحافظات.
ووفقًا لبيان للحكومة العراقية، شهد الاجتماع استعراض الاحتياطات والإجراءات المتخذة، ومراجعة أدوار وواجبات الجهات المشاركة في الخطة الوطنية للتعامل مع الحوادث الإشعاعية.
واطلع رئيس الحكومة على إيجاز من المختصين في هذا الملف يبين محدودية تأثر العراق في حال حدوث أي طارئ قد يطال محطات التخصيب جراء "الاعتداءات الصهيونية على الجمهورية الإسلامية الإيرانية"، مع التأكيد على عدم تسجيل أي ارتفاع في الخلفية الإشعاعية في أرجاء العراق حتى الآن. هذا يشير إلى أن الخطوة العراقية استباقية تهدف إلى الاستعداد لأي سيناريو محتمل.
وأكدت غرفة الطوارئ جهوزية فرق الاستجابة لاتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجة حالات الطوارئ الإشعاعية.
وتُشكل الهجمات على المنشآت النووية الإيرانية خطرا داهما يمتد تأثيره إلى دول الجوار، وتحديدا العراق الذي يتشارك حدودًا طويلة مع إيران.
ففي حال تعرض أي من هذه المنشآت لضرر جسيم يؤدي إلى تسرب إشعاعي، فإن الرياح السائدة في المنطقة يمكن أن تحمل الجسيمات المشعة عبر الحدود، مما يُعرض المدن والقرى العراقية لخطر التلوث الإشعاعي.
وهذا التلوث قد يؤدي إلى تداعيات صحية كارثية طويلة الأمد على السكان، من أمراض السرطان والتشوهات الخلقية إلى التأثير على الجهاز المناعي. إضافة إلى ذلك، ستُصاب البيئة والموارد الطبيعية بأضرار بالغة، مما يؤثر على الزراعة والمياه والثروة الحيوانية، وبالتالي على الأمن الغذائي والاقتصادي للعراق.
وهذه المخاطر لا تقتصر على اللحظة الراهنة، بل قد تمتد لسنوات وعقود، مما يجعل أي تسرب نووي بمثابة كارثة إنسانية وبيئية عابرة للحدود. لذا، فإن الدعوات العراقية للاستعداد والمراقبة ليست مجرد إجراءات روتينية، بل هي استشعار لتهديد وجودي حقيقي.
وتشن إسرائيل منذ فجر الجمعة، هجوما يشمل قصف منشآت نووية، وقواعد صواريخ، واغتيال قادة عسكريين، وعلماء نوويين، فيما ترد طهران بصواريخ بالستية وطائرات مسيّرة.
وتلوح في الأفق مخاطر توسيع الصراع مع تقارير غربية وعبرية عن إمكانية انضمام الولايات المتحدة إلى إسرائيل، في حين أبقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب العالم في حيرة بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة ستنضم إلى إسرائيل في غارات جوية تسعى لتدمير منشآت طهران النووية.
كما أفادت تقارير إعلامية أميركية أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تخطط للقيام بهجوم على إيران باستخدام قنابل خارقة للتحصينات تستهدف بها منشأة "فوردو" النووية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي في وقت سابق الخميس استهداف مفاعل خنداب النووي في مدينة اراك الإيرانية خلال الليل، بما في ذلك منشأة أبحاث تعمل بالماء الثقيل لا تزال قيد الإنشاء. وتُشكل مفاعلات الماء الثقيل خطرا للانتشار النووي لأنها تنتج البلوتونيوم بسهولة والذي يمكن استخدامه، مثل اليورانيوم المخصب، في صنع نواة قنبلة ذرية.
وأفادت وسائل إعلام إيرانية بسقوط مقذوفين على منطقة قريبة من المنشأة، التي تم إخلاؤها، ولم ترد أي تقارير عن أي تهديدات إشعاعية.
وذكر الجيش الإسرائيلي أنه قصف أيضا موقعا في منطقة نطنز، قال إنه يحتوي على مكونات ومعدات متخصصة تستخدم لتطوير أسلحة نووية.
قال مسؤول عسكري إسرائيلي اليوم الخميس إنه "كان من الخطأ" أن يصرح متحدث عسكري في وقت سابق من اليوم الخميس بأن إسرائيل ضربت موقع بوشهر النووي في إيران.
واكتفى المسؤول بتأكيد أن إسرائيل ضربت مواقع نطنز وأصفهان وأراك النووية في إيران.
وعند الإلحاح عليه بشأن بوشهر، قال المسؤول إنه لا يستطيع تأكيد أو نفي أن إسرائيل ضربت الموقع، حيث يوجد مفاعل نووي إيراني.
وأسفرت الضربات الإسرائيلية عن مقتل 224 شخصا على الأقل في إيران منذ بداية الحرب، وفق حصيلة رسمية. في إسرائيل، أسفرت الضربات الإيرانية عن مقتل 24 شخصا، وفقا للحكومة.