تسارع وتيرة الانسحاب الأميركي من سوريا يخلف خيبة لدى الأكراد

الوجود العسكري الأميركي في سوريا سيقتصر على قاعدة واحدة من ثماني قواعد في أجزاء من شمال شرق سوريا تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية.
الأربعاء 2025/06/18
انسحاب تدريجي

دمشق – سرعت الولايات المتحدة من وتيرة سحب قواتها من شمال شرق سوريا، مخلفة خيبة أمل كبيرة في صفوف الأكراد الذين لطالما راهنوا على عدم تخلي واشنطن عنهم، حيث كانوا حلفاء موثوقين طيلة السنوات الماضية، وقد لعبوا دورا أساسيا في دحر تنظيم الدولة الإسلامية.

وانسحبت القوات الأميركية من قاعدتين إضافيتين في المنطقة، ووجد مراسلو وكالة “رويترز” الذين زاروا القاعدتين الأسبوع الماضي أنهما مهجورتان في الغالب، وتحرسهما وحدات صغيرة من قوات سوريا الديمقراطية، وهي مجموعة عسكرية يقودها الأكراد ودعمتها واشنطن في الحرب ضد تنظيم داعش لعشر سنوات.

وأزيلت الكاميرات المستخدمة في القواعد التي تقيم فيها قوات التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة، كما بدأت الأسلاك الشائكة على المحيط الخارجي تنثني.

وجاءت الانسحابات في وقت لم يتم فيه بعد التوصل إلى اتفاق نهائي وشامل بين الإدارة الذاتية الكردية والسلطة المركزية في دمشق، الأمر الذي قد يشكل ضغطا كبير على الأكراد في مفاوضاتهم مع دمشق، وربما يقودهم إلى تنازلات مؤلمة بالنسبة لهم كالتخلي عن مطلب إقامة نظام فيدرالي في سوريا، أو التمتع بوضع خاص.

مظلوم عبدي: وجود بضع مئات من الجنود في قاعدة واحدة لن يكون كافيا
مظلوم عبدي: وجود بضع مئات من الجنود في قاعدة واحدة لن يكون كافيا

وقال سياسي كردي يقيم في إحدى القاعدتين إنه لم تعد هناك أي قوات أميركية. وذكر حراس تابعون لقوات سوريا الديمقراطية في القاعدة الثانية أن القوات غادرت في الآونة الأخيرة، لكنهم أحجموا عن تحديد وقت المغادرة، فيما تحفظت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) عن التعليق.

وهذا أول تأكيد ميداني من صحافيين على انسحاب الولايات المتحدة من قاعدتي استراحة الوزير وتل بيدر في منطقة الحسكة. وبذلك، يرتفع عدد القواعد الأميركية التي غادرتها القوات الأميركية في سوريا منذ تولي الرئيس دونالد ترامب منصبه إلى أربع على الأقل.

وفي وقت سابق، كشفت شبكة “فوكس نيوز” الأميركية أنه “تم إغلاق قاعدتين عسكريتين في سوريا هما موقع دعم المهام ‘القرية الخضراء’، وموقع ‘الفرات’ الذي تم تسليمه إلى قوات سوريا الديمقراطية، بالإضافة إلى إخلاء موقع ثالث أصغر حجما”، لافتة إلى أن “القادة العسكريين الأميركيين يجرون حاليا تقييما لبحث الحاجة إلى المزيد من تقليص الوجود”.

وقالت إدارة ترامب هذا الشهر إنها ستقصر وجودها العسكري في سوريا على قاعدة واحدة من ثماني قواعد في أجزاء من شمال شرق سوريا تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز في أبريل إن القوات قد تنخفض من 2000 إلى 500 جندي في إطار الانسحاب.

ولم ترد قوات سوريا الديمقراطية على أسئلة عن العدد الحالي للقوات والقواعد الأميركية العاملة حاليا في شمال شرق سوريا. لكن قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، الذي تحدث لرويترز من قاعدة أميركية أخرى هي الشدادي، قال إن وجود بضع مئات من الجنود في قاعدة واحدة “لن يكون كافيا” لاحتواء تهديد تنظيم الدولة الإسلامية.

وقال “زاد تهديد تنظيم الدولة الإسلامية زيادة ملحوظة في الآونة الأخيرة. لكن هذه هي خطة الجيش الأميركي. نحن على علم بذلك منذ فترة طويلة… ونعمل معهم لضمان عدم وجود ثغرات وللتأكد من قدرتنا على مواصلة الضغط على تنظيم الدولة الإسلامية.”

وتحدث عبدي الجمعة، بعد ساعات على شن إسرائيل حربها الجوية على إيران. وأحجم عن التعليق على كيفية تأثير الحرب الإسرائيلية – الإيرانية الجديدة على سوريا، قائلا إنه يأمل ألا تمتد إلى هناك، وأنه يشعر بالأمان في القاعدة الأميركية.

وبعد ساعات من المقابلة، قال مصدران أمنيان من قوات سوريا الديمقراطية إن ثلاثة صواريخ إيرانية الصنع استهدفت قاعدة الشدادي وأسقطتها أنظمة الدفاع الأميركية.

2