انقسام بشأن استهداف التلفزيون الإيراني: هدف مشروع لكتم صوت النظام أم جريمة حرب

أنصار الميليشيات الموالية لطهران حشدوا جيوشهم الإلكترونية لترويج صمود المذيعة في أستوديو التلفزيون باعتبارها نموذجا للمقاومة.
الأربعاء 2025/06/18
ثبات انفعالي

طهران - انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي في العالم العربي مقاطع فيديو للتلفزيون الإيراني أثناء استهدافه بقصف إسرائيلي، وتحول إلى ترند بسبب ردود الفعل الواسعة على الحادثة التي انقسم حولها الناشطون العرب باعتبار أن التلفزيون الرسمي هو صوت النظام الحاكم في البلاد الذي أذاق الكثير من العرب الويلات.

واندلع حريق الثلاثاء في مقر التلفزيون الإيراني الرسمي في طهران، حسب قول هيئة البث، وذلك غداة استهدافه بضربة إسرائيلية ألحقت أضرارا بأحد مبانيه وأودت بحياة ثلاثة أشخاص. وقال التلفزيون “يمكن مشاهدة الدخان في مبنى الإذاعة والتلفزيون الإيراني بسبب حريق أججته الرياح.” وشاهد مراسل لفرانس برس على مقربة من المكان تصاعد سحب من الدخان الأبيض.

وهذا هو الاستهداف الثاني، إذ كان الأول قبل يوم واحد فقط، حين تعرض التلفزيون لهجوم إسرائيلي على الهواء مباشرة ما أدى إلى توقف البث، وذلك بعد دقائق من تهديد وزير الدفاع يسرائيل كاتس باستهدافه.

وقال التلفزيون الإيراني إنه يتعرض لهجوم إسرائيلي في حين أظهرت لقطات مباشرة على الهواء المذيعة سحر إمامي وكانت تتحدث بانفعال قبل أن يسمع صوت تكسير لتتحول الشاشة خلفها إلى اللون الأسود وتفر المذيعة من مكانها وسط صيحات من الحاضرين.

كما بينت صور من موقع الهجوم دمارا كبيرا نتيجة القصف ونيران مشتعلة في منطقة مبنى التلفزيون، وأفادت وكالة “إرنا” للأنباء بانقطاع البث المباشر عن التلفزيون الإيراني بعد استهداف إسرائيلي، وسط أنباء عن مقتل عدد من موظفي مؤسسة الإذاعة والتلفزيون، بحسب وسائل إعلام محلية. ولاحقا أُعلن عن عودة البث للتلفزيون بعد تعرضه لضربة إسرائيلية.

وانقسم الناشطون العرب حول الحادثة لاسيما أن مواقفهم متباينة أصلا بشأن الحرب بين إيران وإسرائيل التي شكلت مفاجأة للكثير منهم، فمنهم من اعتبرها استمرارا للاعتداءات الإسرائيلية على المنطقة ومنهم من اعتبرها قصاصا من النظام الإيراني الذي تسبب في الفوضى والكوارث في العديد من الدول العربية.

وأشادت شخصيات موالية للمؤسسة بإمامي ووصفتها بـ”اللبؤة”، وأشادت بها وسائل الإعلام المرتبطة بالدولة لبقائها على الهواء في ظرف صعب، بينما حشد أنصار الميليشيات الموالية لطهران جيوشهم الإلكترونية للترويج لصمود إيران والمذيعة التي كانت في الأستوديو باعتبارها نموذجا للمقاومة. وجاء في تعليق:

Ran33Nou@

رغم قوة الانفجار في مبنى الإذاعة والتلفزيون الإيراني إلا أن مقدمة البرامج لم تصرخ، لم ترتبك، لم تسمح لعباءتها بالسقوط، بل عادت وأكملت البرنامج وكأن شيئًا لم يكن. هذه هي العقيدة الحقيقية.

وانقطع الاتصال بهوائي البث لعدة دقائق، كما انقطعت الاتصالات اللاسلكية، وبعد وقت قصير عادت الأمور إلى طبيعتها نسبيًا، ويُبث البرنامج العام للتلفزيون الإيراني من أستوديوهات أخرى، وتحديدا الأستوديو الاحتياطي لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية. وعادت المذيعة سحر إمامي، على شاشة الإذاعة والتلفزيون الإيراني، إلى البث المباشر للشبكة الإخبارية.

وتشير التقارير الإعلامية إلى أن المبنى الزجاجي الذي يضم الإدارة والمساعد السياسي للتلفزيون الإيراني، كان مستهدفًا من قبل القوات الإسرائيلية.

واعتبر عدد من الناشطين أن استهداف وسيلة إعلام حتى لو كانت تابعة للنظام هو جريمة حرب لا يمكن تبريرها، وقال صحافي عماني:

MuktarOman@

استهداف #إسرائيل لمقر التلفزيون الإيراني عملٌ جبان لا ينتهك فقط أخلاق الحرب، بل يخرق المادة 79 من القانون الدولي الإنساني، وقرار مجلس الأمن 2222 الذي يحمي الصحافيين ووسائل الإعلام في أوقات النزاع.

كصحافي عُماني أتضامن مع زملاء الكلمة في وجه القصف، فالحقيقة لا تُقصف. #إيران

وأكد آخر أنها جريمة حرب:

Falah_Almashal@

الاعتداء الإسرائيلي على التلفزيون الإيراني جريمة حقيرة، الإعلام جهاز مدني وقتل المدنيين جريمة بشعة ومحرمة في الحروب حسب اتفاقية جنيف 1949، من قوانين الأمم المتحدة.

في المقابل وجد آخرون أن الزمن يعود إلى الوراء إذ سبق أن قام أنصار إيران بنفس الاعتداء على التلفزيون اليمني بدعم من طهران:

maldhabyani@

لحظات لا يجب أن تنساها..

*المشهد الأول:

الزمن: سبتمبر 2014.

المكان: التلفزيون اليمني الرسمي، صنعاء.

الحدث: قصف ميليشيا إيران الحوثية لقناة اليمن.

*المشهد الثاني:

الزمن: يوليو 2025.

المكان: التلفزيون الإيراني في #طهران.

الحدث: قصف الاحتلال الإسرائيلي للتلفزيون الإيراني.

وتلك الأيام نداولها بين الناس..

“وما كان ربك نسيا”.

وقال ناشط آخر إن من ينددون اليوم بقصف التلفزيون الإيراني سبق أن هللوا للاعتداء على مبنى “أم.بي.سي” في بغداد:

David_Syriac@

الذيول الذين كانوا فرحين باقتحام “أم.بي.سي” في بغداد اليوم غاضبون من استهداف التلفزيون الإيراني.

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس هدد الاثنين بتدمير هيئة الإذاعة والتلفزيون الرسمية الإيرانية، بعد دعوة السكان إلى إخلاء المنطقة المحيطة بمقر هذه الهيئة في شمال شرق طهران تمهيدا لضربها. وقال كاتس في بيان “بوق الدعاية والتحريض الإيراني على وشك أن يختفي. بدأت عملية إجلاء السكان من المناطق المجاورة.”

وعلق ناشط على المشاهد المتداولة معتبرا أنها مذلة:

ALNAIF_969@

عاجل:

إسرائيل تضرب مقر التلفزيون الإيراني، وتم استهدافه أثناء البث المباشر، وتهديد المذيعة لإسرائيل ومطالبة المواطنين بالثبات مشهد مذل لإيران بكل صراحة.

بدوره وصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي الهجوم بأنه “جريمة حرب شنيعة”، واتهم إسرائيل بأنها “أكبر عدوٍّ للحقيقة.” كما نشر الحساب الرسمي لمكتب المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي صورةً لوجه إمامي تخليدًا لذكرى “عرضها التاريخي للشجاعة والمقاومة.”

وأصدر الحرس الثوري الإيراني إنذارًا بالإخلاء لموظفي قناتي 12 و14 الإسرائيليتين ردًا على قصف التلفزيون الإيراني، ورحب ناشطون بالإعلان الإيراني، وجاء في تعليق:

kahale_tayyar@

نفذت إيران تهديدها الليلة قبل الماضية.

وأعلنت إدارة العلاقات العامة في هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية أنه “في حال حدوث أي انقطاع في استقبال إشارة أي من شبكات هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية الإقليمية أو الوطنية، يرجى متابعة البث عبر التلفزيون.”

في المقابل أكدت القوات الجوية الإسرائيلية أنها ستواصل مهاجمة الأهداف العسكرية في وسط إيران. ونشر جيش الاحتلال الإسرائيلي، لقطات من الطائرات المقاتلة التي أقلعت لشن هجمات في إيران.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان “أغار سلاح الجو بصورة دقيقة وبتوجيه استخباري دقيق من قبل هيئة الاستخبارات العسكرية على مركز الإعلام الإيراني.”

وأضاف أن المركز “مستخدم من قبل القوات المسلحة الإيرانية لأغراض عسكرية، ولتفعيل نشاطات عسكرية مستفيدة من وسائط وإمكانيات المقر.”

ومحاولا تبرير استهداف الصحافة، قال الجيش “قبل تنفيذ الغارة حذر جيش الدفاع السكان المدنيين في المنطقة مسبقًا وبصورة فعالة، بما في ذلك من خلال اتصالات هاتفية، ثم هاجم المبنى بصورة دقيقة للتقليل قدر الإمكان من تضرر غير المتورطين.”

5