الترابط العائلي يعزز النوم العميق لدى الطفل

الأطفال سوف ينامون ساعات أطول خلال الليل في حالة ارتباط الأسرة بعلاقات وطيدة، وانخراط الآباء في تربيتهم بشكل أكبر.
الأربعاء 2025/06/18
من أجل حياة متوازتة للطفل

سان فرانسيسكو (الولايات المتحدة) – يُعد النوم الجيد أحد أهم العوامل الأساسية لنمو الأطفال بشكل صحي وسليم، سواء على الصعيد الجسدي أو العقلي أو النفسي، وهو ما كشفته دراسة علمية بينت أن العلاقات الأسرية القوية تساعد الأطفال على النوم بهدوء في ساعات الليل.

وما قد لا يدركه كثيرون هو أن نوعية النوم لا تعتمد فقط على روتين الطفل أو نظامه الغذائي، بل إن البيئة الأسرية وطبيعة العلاقة بين الطفل وأسرته تلعبان دورا جوهريا في تحديد مدى جودة نوم الأطفال.

وذكر فريق بحثي مشترك من جامعة كاليفورنيا سان دييجو ومستشفى الأطفال في لوس أنجلس ومعهد لوريت لأبحاث المخ وكلية طب كيك التابعة لجامعة كاليفورنيا أن الأطفال على الأرجح سوف ينامون ساعات أطول خلال الليل في حالة ارتباط الأسرة بعلاقات وطيدة، وانخراط الآباء في تربية أبنائهم بشكل أكبر.

وأكد الباحثون أن اشتراك أفراد الأسرة في تناول الوجبات سويا أو الانخراط في الأنشطة الاجتماعية في محيط السكن يرتبط بالنوم لفترات أطول بالنسبة للأطفال. وشملت الدراسة التي نشرتها الدورية العلمية “سليب” المعنية بأبحاث النوم نحو 5 آلاف طفل تتراوح أعمارهم ما بين 9 و11 عاما، حيث قام أولياء أمورهم بملء استبيانين على الأقل عام 2020 خلال فترة جائحة كورونا. وأظهرت دراسات أن الجائحة تؤثر على أنماط النوم لدى الأطفال، وكان الباحثون يهدفون إلى معرفة ما إذا كانت العلاقات الأسرية القوية يمكن أن توفر أي حماية للطفل من حالة القلق التي تؤثر على النوم.

الحصول على قسط وافر من النوم يرتبط بالاهتمام الأبوي بنسبة 51 في المئة، والاشتراك في الوجبات الأسرية بنسبة 48 في المئة

وكشفت الدراسة أن الحصول على قسط وافر من النوم يرتبط بالاهتمام الأبوي بنسبة 51 في المئة، والاشتراك في الوجبات الأسرية بنسبة 48 في المئة، والاهتمام بمناقشة الطفل بشأن نشاطه في اليوم التالي بنسبة 48 في المئة.

ومن جهة أخرى، تبين أن أسباب عدم حصول الأطفال على قسط وافر من النوم تعود إلى الانخراط في أنشطة اجتماعية عبر الأجهزة الإلكترونية بنسبة 40 في المئة وعدم التفاعل مع الأبوين بنسبة 42 في المئة.

وأكد الباحثون في تصريحات للموقع الإلكتروني “هيلث داي” المتخصص في الأبحاث الطبية أن هذه النتائج “تدعم أهمية العلاقات الاجتماعية القوية من أجل النوم الهادئ.”

وتنصح الأكاديمية الأميركية لأمراض النوم بضرورة حصول الطفل في المرحلة السنية ما بين 6 و12 عاما على فترة من النوم تتراوح ما بين 9 و12 ساعة يوميا من أجل الحفاظ على صحتهم.

من جهة أخرى، لاحظ الباحثون أن الأطفال الذين يقضون فترات طويلة في استخدام الأجهزة الذكية والتواصل الاجتماعي عبر الشاشات كانوا أكثر عرضة لمشاكل في النوم.

وبينت النتاج أن 40 في المئة من الأطفال الذين يعتمدون على الشاشات كوسيلة للتواصل الاجتماعي عانوا من قلة النوم. وأن 42 في المئة من الأطفال الذين يقل تفاعلهم مع آبائهم واجهوا صعوبة في الحصول على ساعات نوم كافية.

كما أن الاعتماد الزائد على الشاشات، خصوصا قبل النوم، يربك الساعة البيولوجية للطفل ويؤثر سلبا على إفراز هرمون “الميلاتونين” المسؤول عن النوم. كما أن غياب التواصل الأسري يزيد من الشعور بالعزلة والقلق، ما يؤدي إلى اضطرابات في النوم.

16