إسرائيل تضع خامنئي على قائمة الاغتيالات

واشنطن – وضعت إسرائيل على ما يبدو المرشد الأعلى علي خامنئي أعلى مرجعية دينية وسياسية على قائمة التصفيات بعد أن نجحت في اغتيال كبار القادرة في الحرس الثوري والجيش، بينما نجا علي شمخاني مستشار المرشد من الاغتيال فيما لا يزال وضعه مستقرا بحسب وسائل اعلام إيراني على إثر أنباء إسرائيلية أكدت مقتله في احدى الغارات.
وتشير هذه التطورات إلى عزم تل أبيب المضي في التصعيد العسكري على الرغم من معلومات وتصريحات تفيد بالاتجاه إلى انهاء المواجهة وسط دعوات دولية لضبط النفس ووضع حد لحرب يمكن أن تكون تداعياتها مدمرة على الصعيدين السياسي والاقتصادي في منطقة لم تغادر مربع التوترات منذ هجوم حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاثنين إن اغتيال خامنئي من شأنه أن "يضع حدا للنزاع" بين الخصمين اللدودين، في تصريح ايده وزير الدفاع يسرائيل كاتس الذي أكد أن إسرائيل ستضرب "الديكتاتور الإيراني أينما وُجد" في إشارة إلى المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية وذلك بعد استهداف هيئة الإذاعة والتلفزيون الرسمية الإيرانية في طهران.
وقال كاتس في بيان "تم استهداف هيئة البث التابعة للنظام الإيراني، المسؤولة عن الدعاية والتحريض... وذلك بعد تنفيذ عملية إخلاء واسعة للسكان في المنطقة"، مضيفا "سنضرب الديكتاتور الإيراني أينما وُجد".
وصرّح نتانياهو في مقابلة مع شبكة "إيه بي سي" الإخبارية الأميركية عندما سُئل عن التقارير التي تفيد بأن الرئيس دونالد ترامب عارض خطة إسرائيلية لاغتيال خامنئي خشية أن يؤدي ذلك إلى تكثيف المواجهة بين إيران وإسرائيل، إن "هذا لن يؤدي إلى تصعيد النزاع، بل سيضع حدا للنزاع"، مضيفا "إيران تريد حربا أبدية، وهم يدفعوننا إلى شفا حرب نووية... في الواقع، ما تفعله إسرائيل هو منع هذا، ووضع حد لهذا العدوان، ولا يمكننا تحقيق ذلك إلا بالتصدي لقوى الشر".
والتهديد المباشر بقتل الزعيم الأعلى لإيران، هو تجاوز خطير في الخطاب السياسي والدبلوماسي. هوذا يمثل تصعيدًا كبيرًا في مستوى التهديد اللفظي من جانب إسرائيل. ويمكن تفسير هذا التصريح كمحاولة لردع طهران عن تصعيد أكبر أو مواصلة برنامجها النووي ودعم وكلائها. وفي المقابل، قد يُنظر إليه على أنه استفزاز مباشر يهدف إلى إثارة رد فعل إيراني.
وتصريح نتنياهو هو مؤشر على مستوى عالٍ من التوتر والعداء بين إسرائيل وإيران، ويعكس رغبة في إنهاء النزاع بشكل جذري. ومع ذلك، فإنه يحمل في طياته مخاطر جسيمة بتصعيد لا يمكن التنبؤ بعواقبه، وقد يكون له تأثيرات عكسية على الاستقرار الإقليمي وجهود احتواء طهران.
نظرية رأس الأفعى
ويعكس هذا التصريح اعتقادا بأن زوال خامنئي، بصفته رأس النظام ومرشده الأعلى، سيؤدي إلى انهيار النظام الإيراني أو تغيير جذري في سياسته، مما ينهي التهديد الإيراني لإسرائيل. وهذه النظرية ترى أن المشكلة تكمن في القيادة العليا وليس في النظام بأكمله.
ويحاول نتنياهو شخصنة الصراع مع إيران، معتبرا أن المشكلة تكمن في شخص الزعيم ونهجه، وليس في طبيعة النظام الإيراني أو أيديولوجيته. وقد يشير هذا التصريح أيضا إلى إحباط إسرائيلي من فعالية الاستراتيجيات الحالية لاحتواء إيران (مثل العقوبات، العمليات السرية، والضغط الدبلوماسي). بمعنى آخر، يرى نتنياهو أن هذه الاستراتيجيات غير كافية لتحقيق هدف إنهاء التهديد الإيراني. وقد يعكس التصريح شعورا بعدم وجود خيارات أخرى فعالة ومجدية لإنهاء النزاع بشكل نهائي.
ويرسل هذا التصريح رسالة قوية للناخبين اليمينيين في إسرائيل بأن نتنياهو جاد في مواجهة التهديد الإيراني ومستعد لاتخاذ إجراءات قصوى. وقد تكون هذه محاولة لتحريض المعارضة الإيرانية أو القوى الداخلية على السعي لتغيير النظام، من خلال الإشارة إلى أن هذا التغيير سيجلب نهاية للنزاع.
والتهديد باغتيال خامنئي يمكن أن يؤدي إلى تصعيد غير مسبوق في المنطقة، وربما حرب إقليمية واسعة النطاق يصعب احتواؤها. وقد يؤدي إلى توحيد الصفوف داخل إيران حول القيادة، وزيادة العداء تجاه إسرائيل.