أدنوك تخطط لضم سانتوس الأسترالية إلى محفظة أصولها

أبوظبي- قدّم تحالف بقيادة وحدة تابعة لأدنوك عرضا بقيمة 18.7 مليار دولار للاستحواذ على شركة سانتوس الأسترالية المنتجة للنفط والغاز، في أحدث خطوة تتخذها الشركة الإماراتية لتوسيع إنتاجها من الغاز الطبيعي المسال.
ويضم التحالف الذي تقوده شركة إكس.آر.جي الذراع الاستثمارية لأدنوك وشركة القابضة وكارلايل غروب، وقد عرض 5.76 دولار أميركي مقابل كل سهم من أسهم سانتوس. ويُعدّ هذا العرض بعلاوة تبلغ 28 في المئة عن سعر الإغلاق الجمعة الماضي
وفور الإعلان عن الخطوة ارتفعت أسهم سانتوس، التي تمتلك أصولا في مجال الغاز الطبيعي المسال والنفط في أستراليا وبابوا غينيا الجديدة والولايات المتحدة، بنسبة 15 في المئة الاثنين، وهي أكبر قفزة لها خلال اليوم منذ شهر أبريل 2020.
ووفقا لبيانات منصة فاكت ست، ستجعل الصفقة قيمة سانتوس 23.67 مليار دولار أميركي مع أخذ صافي الديون في الاعتبار، مما يجعلها أكبر صفقة شراء نقدي بالكامل لشركة في تاريخ أستراليا.
وقال كوشال رامش نائب رئيس قسم أبحاث الغاز والغاز الطبيعي المسال في شركة ريستاد إنيرجي لرويترز “يتماشى هذا مع خطط أدنوك الطموحة للنمو.”
وأضاف “ما تريده أدنوك حقا هو أصول الغاز لأنها داخل حوض آسيا والمحيط الهادئ، وبما أن خطتهم هي التوسع في هذا المجال، فإنهم يريدون أصولا قريبة من حيث يكمن مستقبل الطلب.”
وبرز عرض الاستحواذ في الوقت الذي وصلت فيه أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها في عدة أسابيع عند 75 دولار مع تبادل إسرائيل وإيران الضربات العسكرية، مما أثار مخاوف على نطاق واسع من تعطل صادرات الخام من الشرق الأوسط.
وستسهم الصفقة في دعم جهود أدنوك لتصبح مورّداً رئيسياً للغاز الطبيعي المسال، الذي يُعد أحد أسرع أسواق الوقود الأحفوري نمواً.
كما ستساعد إمكانات شركة الطاقة الإماراتية الرائدة في مجالَي التجارة والشحن في تحسين كفاءة عمليات سانتوس، بما يعزز القيمة ويوفر خدمات أكثر شمولاً وتكاملاً لزبائنها.
ومن المتوقع أن يستكمل التحالف إجراءات التدقيق اللازم ويظل المقترح غير مُلزم لحين استيفاء الشروط المطلوبة التي يخضع لها، ولا يوجد ما يضمن تقديم عرض مُلزم أو إبرام أي صفقة.
وفي إطار توسعها في إبرام الصفقات، أطلقت إمارة أبوظبي أواخر العام الماضي شركة إكس.آر.جي، التي تسعى حالياً إلى تنفيذ صفقات في قطاعي الغاز والكيماويات، ضمن هدفها للوصول إلى قيمة مؤسسية تبلغ 80 مليار دولار.
وقالت الوحدة التابعة لأدنوك في بيان، إن “الصفقة المقترحة تتماشى مع استراتيجية إكس.آر.جي وطموحها لبناء شركة عالمية متكاملة رائدة في مجال الغاز والغاز الطبيعي المسال.”
وأضافت أنها تخطط “للاستثمار في نمو سانتوس وتطوير أعمالها التي تركز على الغاز والغاز الطبيعي المسال.”
وإلى جانب عملياتها التشغيلية، بما في ذلك تطوير مشروع نفطي في ألاسكا من المقرر أن يبدأ الإنتاج في منتصف عام 2026، تستثمر سانتوس كذلك في تقنيات التقاط الكربون وتخزينه، وتقنيات الهيدروجين، وتعمل على تطوير حلول وقود منخفضة الكربون.
ومع ذلك، قد تواجه الصفقة صعوبات بخصوص موافقة “مجلس مراجعة الاستثمارات الأجنبية” في أستراليا، نظراً لكون سانتوس أحد المورّدين الرئيسيين للغاز في السوق المحلية، بحسب مذكرة إلكترونية من محللين في سيتي غروب، من بينهم بول ماكتاغارت.
ويأتي العرض بينما يواجه الرئيس التنفيذي لشركة سانتوس كيفن غالاغر، ضغوطاً من مستثمرين غير صبورين ومهتمين محتملين بالاستحواذ، يسعون لاستخلاص مزيد من القيمة من ثاني أكبر منتج للوقود الأحفوري في أستراليا.
18.7
مليار دولار أميركي الصفقة المحتملة لتحالف تقوده أدنوك ويشمل إكس.آر.جي والقابضة وكارلايل غروب
وقال سول كافونيك، المحلل في مجال الطاقة لدى شركة أم.أس.تي ماركيه، في مذكرة “يُحسب لغالاغر أنه نجح في الحصول على عرض بعلاوة كهذه، لقد استحق بذلك الحوافز المالية التي ستُصرف له نتيجة هذا الإنجاز.”
وبحسب وكالة بلومبيرغ أضاف كافونيك تعليقا على الصفقة “تدفع إكس.آر.جي علاوة لدخول سوق الغاز الطبيعي المسال العالمية.”
ولطالما كانت سانتوس هدفاً مغرياً للمنافسين. ففي عام 2018، رفضت الشركة عدة عروض من شركة هاربر إنيرجي الأميركية، كما انهارت محادثاتها مع مجموعة وودسايد إنيرجي العام الماضي.
وسبق أن حثّ بعض المستثمرين الشركة على فصل أصولها المرغوبة في الغاز الطبيعي المسال عن عمليات النفط في ألاسكا وأعمال الغاز المحلية في أستراليا، للاستفادة من تقييمات أعلى. ويعتزم مجلس إدارة سانتوس التوصية بالإجماع للمساهمين بالعرض.
وعلى مدار العامين الماضيين وسّعت أدنوك محفظتها في مجال الاستكشاف والتطوير والإنتاج، في أكثر من عشر دول، بما في ذلك أذربيجان وموزمبيق والولايات المتحدة مع شراء أصول في أوروبا.
وحصلت الشركة منتصف مايو الماضي على موافقة غير مشروطة من هيئة مكافحة الاحتكار في الاتحاد الأوروبي للاستحواذ على شركة كوفيسترو الألمانية للكيماويات بقيمة 14.7 مليار يورو (16.3 مليار دولار).
وفي مارس الماضي أعلنت أدنوك وأو.أم.في النمساوية للطاقة أنهما ستدمجان أعمالهما في مجال البولي أوليفينات لإنشاء مشروع مشترك للمواد الكيماوية قيمته 60 مليار دولار، وذلك في ختام محادثات على مدى عامين.
وتعد الاتفاقية، وهي ثاني صفقة في التوسع الخارجي بالنسبة لأدنوك، إنجازا مهما ضمن إستراتيجية الشركة المملوكة لحكومة أبوظبي للنمو والتي تركز على الكيماويات والغاز والطاقة منخفضة الكربون.