إسرائيل تستهدف المزيد من عقول إيران النووية وتتوعد بحرق طهران

طهران تعترف بمقتل ثلاثة علماء نوويين وتؤكد أضرارا محدودة بـ"فوردو". فيما تشير إسرائيل لأضرار جسيمة بـ"أصفهان" و"نطنز" تتطلب أسابيع للإصلاح.
السبت 2025/06/14
تبادل القصف المستمر ينذر بصراع طويل

طهران – أعلن التلفزيون الرسمي الإيراني السبت مقتل ثلاثة علماء نوويين إضافيين في الهجمات الإسرائيلية، ما يرفع العدد الإجمالي للعلماء الذي قتلوا في الضربات منذ الجمعة إلى تسعة، وذلك تزامنا مع تلويح تل أبيب بـ"حرق طهران" إن استمرت في إطلاق الصواريخ.

وذكر التلفزيون أن "ثلاثة من العلماء النوويين في البلاد، علي بقائي كريمي ومنصور أصغري وسعيد برجي، استشهدوا في الهجمات الإرهابية للكيان الصهيوني"، فيما أفاد الإعلام الإيراني في وقت سابق أن ستة علماء قتلوا في الضربات الإسرائيلية.

وجاء هذا الاعتراف الإيراني بعد أن أكد الجيش الإسرائيلي في بيان السبت "تمت تصفية تسعة علماء وخبراء رفيعي المستوى كانوا يطورون برنامج الأسلحة النووية للنظام الإيراني" في ضربات الجمعة، ناشرا قائمة بأسمائهم.

وأكد أن "القضاء عليهم يمثل ضربة قوية لقدرة النظام الإيراني على امتلاك أسلحة دمار شامل".

وقد نفذت هذه الضربات، وفقا للجيش الإسرائيلي، بناء على "معلومات استخباراتية دقيقة جمعتها مديرية الاستخبارات".

وتزامن هذا التطور مع تعيين المرشد العام آية الله علي خامنئي السبت قائدا جديدا للقوة الجوفضائية في الحرس الثوري الإيراني، هو مجيد موسوي، ليحل محل أمير علي حاجي زاده الذي قُتل في ضربة إسرائيلية.

وهذا التغيير في القيادة العليا يعكس حجم الضربة التي تلقاها الحرس الثوري، ويُشير إلى محاولة لإعادة تنظيم صفوفه في ظل هذا التصعيد.

وأعلن الجيش الإسرائيلي السبت أنه يشنّ "راهنا" هجمات على مواقع عدة في إيران مواصلا حملته التي تستهدف منشآت عسكرية ونووية في هذا البلد.

وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي إيفي ديفرين في مؤتمر صحافي متلفز بعدما ردت إيران على ضربات إسرائيلية بمسيّرات وصواريخ "نشنّ راهنا هجمات على مواقع عدة في إيران".

وأفاد مسؤول عسكري إسرائيلي السبت أن موقعي أصفهان ونطنز النوويين الإيرانيين قد تضررا بشكل كبير جراء الغارات الإسرائيلية، مشيرا إلى أن إيران ستحتاج "أكثر من بضعة أسابيع لإصلاح الأضرار".

وأضاف أن إسرائيل هاجمت أكثر من 150 هدفا في إيران بمئات المقذوفات، مؤكدا أن الطريق الجوي إلى العاصمة الإيرانية طهران أصبح "مفتوحا فعليا". كما ذكر أن إيران أطلقت مئات الطائرات المسيرة والصواريخ باتجاه إسرائيل، وتم اعتراض معظمها.

وكشف متحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوند، لوكالة أنباء الطلبة الإيرانية شبه الرسمية عن تأكيد طهران تعرض موقع فوردو النووي لأضرار محدودة عقب هجمات إسرائيل.

وأضاف كمالوندي "هناك أضرار محدودة في بعض المناطق في موقع فوردو لتخصيب اليورانيوم. نقلنا بالفعل جزءا كبيرا من المعدات والمواد، ولم تقع أضرار جسيمة ولا توجد مخاوف إزاء التلوث".

وتابع المتحدث باسم هيئة الطاقة الذرية الإيرانية "لا يوجد قلق من تلوث نووي في محطة فوردو النووية".

وتضم منشأة "فوردو" النووية، التي تقع على بعد حوالي 100 كيلومتر جنوب غرب العاصمة طهران، أجهزة طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم.

وتقع المنشأة في أعماق الأرض، وهي محمية بمدافع مضادة للطائرات.

ولم تبلغ إيران الوكالة الدولية للطاقة الذرية بوجود المنشأة حتى عام 2009، أي بعد عامين من بنائها، بعد أن علمت بها الولايات المتحدة ووكالات استخبارات غربية حليفة.

حتى قبل هذا الهجوم الواسع، حذر خبراء من أن إيران قد تنقل اليورانيوم عالي التخصيب إلى مواقع سرية وتؤمنه حال نشوب حرب، مشيرين إلى أن مثل هذا الهجوم قد يشجع القيادة الإيرانية على السعي لامتلاك أسلحة نووية كرادع.

وتزامن القصف على المنشآت النووية مع تصريحات حادة من الجانبين، إذ توعد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بـ"حرق طهران" في حال استمرت إيران في إطلاق الصواريخ على إسرائيل. وفق ما نشره مراسل صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" المحلية (خاصة) على منصة إكس.

وهذه التهديدات جاءت عقب اجتماع تقييمي للوضع الحالي بحضور كاتس ورئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير، ورئيس جهاز الاستخبارات دافيد برنياع، ومسؤولين عسكريين كبار آخرين وفي الاجتماع.

وقال كاتس "يُحوّل الديكتاتور الإيراني (المرشد الأعلى علي خامنئي) مواطني إيران إلى رهائن، ويخلق واقعا سيدفعون فيه، وخاصة سكان طهران، ثمنا باهظا لهجومهم الإجرامي على المدنيين الإسرائيليين".

وحذر كاتس قائلا "إذا استمر خامنئي في إطلاق الصواريخ على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، فسنحرق طهران"، وفق الصحيفة.

ومن جانبه، أعلن الحرس الثوري الإيراني أن القواعد التي استُهدفت داخل إسرائيل كانت منصات للهجوم على إيران، مؤكدا أن "هدفنا الرئيسي كان استهداف 3 قواعد جوية في إسرائيل".

وتحدث الإعلام الإيراني عن إسقاط مسيرات إسرائيلية كانت في مهمة "تجسس" في شمال غرب البلاد، واستهداف حظيرة طائرات تضم مقاتلات بغارات إسرائيلية على مطار مهر آباد.

وهدد الجيش الإيراني بإطلاق "نحو 2000 صاروخ تجاه إسرائيل في الهجمات المقبلة"، واصفًا هجماته القادمة بأنها ستكون "20 ضعف حجم سابقاتها".

وشهدت الساعات الماضية تبادلا مكثفا للقصف الجوي بين إيران وإسرائيل، إذ  أعلن الجيش الإسرائيلي أن قواته الجوية استهدفت منظومات دفاع جوية إيرانية في سلسلة ضربات ليلية على منطقة طهران، على مسافة تزيد عن 1500 كيلومتر من الأراضي الإسرائيلية.

وفي المقابل، أفادت وسائل الإعلام الإيرانية بإطلاق موجة جديدة من الصواريخ على إسرائيل، بعد أن شنت طهران خمس موجات من الضربات الجوية منذ ليل الجمعة، مما تسبب في سقوط ثلاثة قتلى وأكثر من 90 مصابا في إسرائيل.

وقد دوت صفارات الإنذار في تل أبيب والقدس، مما دفع السكان إلى الملاجئ. وقال الجيش الإسرائيلي إنه جرى تفعيل أنظمة الدفاع الجوي التابعة له لاعتراض الصواريخ الإيرانية.

وفي ظل هذا التصعيد المتسارع، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم السبت، إسرائيل وإيران إلى خفض التصعيد بشكل عاجل.

وكتب غوتيريش على منصة إكس "القصف الإسرائيلي للمواقع النووية الإيرانية. والهجمات الصاروخية الإيرانية في تل أبيب. كفى تصعيدا. حان وقت التوقف. يجب أن يسود السلام والدبلوماسية".

ورغم هذه الدعوات الدولية، أعلنت كل من إسرائيل وإيران عن المزيد من الهجمات، في إشارة إلى استمرار المواجهة بين العدوين اللدودين.

وجاءت الهجمات الإيرانية ردا على هجمات واسعة النطاق شنتها إسرائيل على الأراضي الإيرانية فجر الجمعة.