هل اقتربت نهاية النظام الإيراني بعد الضربات الإسرائيلية ودعوات الانشقاق

نتنياهو يحض الإيرانيين على رص الصفوف ضد النظام القمعي والشرير، فيما يناشد رضا بهلوي قوات الأمن الانشقاق أملا في الإطاحة بالنظام.
السبت 2025/06/14
رضا بهلوي يصف الحكومة الإيرانية بالضعيفة والمنقسمة

القدس - في أعقاب الضربات الإسرائيلية الواسعة على أهداف عسكرية ونووية إيرانية، التي أطلقت عليها تل أبيب اسم "الأسد الصاعد"، تتصاعد التكهنات حول مدى تأثير هذه الهجمات على استقرار النظام الإيراني.

وتزامن ذلك مع حض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في كلمة وجّهها إلى الشعب الإيراني بعد تنفيذ إسرائيل ضربات على الجمهورية الإسلامية، على رص الصفوف ضد "النظام القمعي والشرير"، فيما ناشد رضا بهلوي نجل شاه إيران الراحل قوات الأمن في البلاد الانشقاق عن الدولة التي يحكمها رجال الدين، معربا عن أمله في الإطاحة بنظام الجمهورية الإسلامية بعد الضربات.

وقال نتنياهو في كلمة مصورة بعد قصف إسرائيل أكثر من مئتي موقع عسكري ونووي في إيران “حان الوقت لكي يتوحّد الشعب الإيراني حول علَمه وإرثه التاريخي، بالانتفاض من أجل تحرركم من النظام القمعي والشرير".

وتابع "نحن في خضم إحدى أكبر العمليات العسكرية في التاريخ، عملية الأسد الصاعد".

وأضاف "بينما نحقق هدفنا فإننا نمهد أيضا الطريق أمامكم لتحقيق حريتكم"، في إشارة إلى الضربات الإسرائيلية التي أسفرت أيضا عن مقتل العديد من كبار القادة العسكريين والعلماء النوويين.

وقال نتنياهو في مقطع فيديو نُشر بعيد وصول دفعة صواريخ أطلقتها إيران على إسرائيل “النظام لا يعرف ما لحق به، أو ما سيلحق به. لم يسبق له أن كان ضعيفا الى هذا الحد”.

وأضاف رئيس الوزراء الإسرائيلي "معركتنا هي ضد النظام الإسلامي القاتل الذي يضطهدكم ويفقركم"، مردفا "هذه فرصتكم للنهوض ورفع أصواتكم".

وتعهّد نتنياهو أيضا أن "المزيد آت"، بعدما قال في وقت سابق إن الهجوم الإسرائيلي على إيران "سيستمر ما يلزم من أيام".

ويشير هذا الخطاب إلى استراتيجية إسرائيلية تهدف إلى إضعاف النظام من الداخل، بالتزامن مع الضغط العسكري.

ومن جانبه، حمل رضا بهلوي المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي مسؤولية "جر إيران إلى حرب" مع إسرائيل، واصفا الحكومة في طهران بأنها "ضعيفة ومنقسمة".

وقال في بيان "قد تسقط. وكما قلت لأبناء وطني: إيران لكم، وعليكم استعادتها. أنا معكم. ابقوا أقوياء وسننتصر".

وأضاف "لقد قلت للجيش والشرطة وقوات الأمن: انشقوا عن النظام. احترموا قسم أي جندي شريف. انضموا إلى الشعب".

وتوجه إلى المجتمع الدولي بالقول "لا تمدوا يد العون لهذا النظام الإرهابي المحتضر".

وكان بهلوي وليا للعهد في النظام الملكي الإيراني الموالي للغرب الذي اسقطته ثورة عام 1979 التي حملت إلى السلطة رجال الدين.

ويقول بهلوي الذي يعيش في المنفى بالقرب من واشنطن إنه لا يسعى إلى استعادة النظام الملكي، بل يريد استخدام اسمه لدعم حراك من أجل ديموقراطية علمانية.

وترى إسرائيل الجمهورية الإسلامية تهديدا وجوديا، لكنها كانت متحالفة مع إيران في عهد الشاه الراحل محمد رضا بهلوي.

كما تمتع رضا بهلوي بعلاقات ودية مع إسرائيل التي زارها قبل عامين.

وشارك الايرانيون المؤيدون للملكية في الشتات بشكل بارز في الاحتجاجات الداعمة لإسرائيل منذ هجوم 7 أكتوبر الذي شنته حماس، حيث رفعوا العلم الإمبراطوري القديم.

لطالما وصف بهلوي الجمهورية الإسلامية بأنها هشة، بما في ذلك بعد اندلاع الاحتجاجات الجماهيرية عام 2022 إثر وفاة مهسا أميني خلال وجودها قيد الاحتجاز لدى شرطة الأخلاق التي تفرض على النساء ارتداء ملابس محتشمة.

ووصفت إيران الهجوم بأنه "إعلان حرب" وهددت بفتح "أبواب جهنّم" على إسرائيل.

وأطلقت طهران في البداية حوالي 100 طائرة مسيّرة نحو إسرائيل، تم اعتراض العديد منها قبل وصولها إلى البلاد.

وتبعت المسيّرات عشرات الصواريخ، بعضها تسبب في أضرار مادية في المدن الإسرائيلية، وإصابة ما لا يقل عن سبعة أشخاص، بحسب جهاز الإسعاف "نجمة داوود الحمراء".

وبالرغم من كل هذه الدعوات الصريحة، يواجه أي حراك شعبي يطمح لإسقاط النظام الإيراني تحديات هائلة. يمتلك النظام أجهزة أمنية وعسكرية قوية ومدربة، أبرزها الحرس الثوري الإيراني، الذي أثبت ولاءه المطلق في قمع أي احتجاجات سابقة بوحشية، كما أن تنظيم حراك شعبي واسع النطاق يتطلب قيادة موحدة ودعما لوجستيا، وهما عنصران يصعب تحقيقهما في ظل القبضة الأمنية المشددة للنظام.

ومع ذلك، لا يمكن إغفال تأثير الضغوط المتزايدة. فالضربات الإسرائيلية المستمرة، بالإضافة إلى العقوبات الدولية المتواصلة والضغوط الداخلية المتفاقمة، قد تُضعف النظام بشكل تدريجي على المدى الطويل، مما يزيد من احتمالية حدوث تغييرات جوهرية.

وقد تساهم الدعوات للانشقاق في إحداث صدع داخل المؤسسات الأمنية والعسكرية، ما يمهد الطريق لتغيير داخلي. لكن في المقابل، من المحتمل أيضًا أن يؤدي التصعيد العسكري إلى تعزيز الشعور القومي ودعم النظام في مواجهة "العدو الخارجي"، ما قد يقلل من فرص أي انتفاضة داخلية.

وبينما ترفع الضربات الإسرائيلية والدعوات الخارجية من سقف الضغط على النظام الإيراني، يبقى إسقاطه رهينا بعوامل داخلية معقدة، مثل مدى استعداد الشعب وقوات الأمن للمواجهة، وقدرة المعارضة على التوحد والتنظيم. والمستقبل وحده كفيل بالكشف عما إذا كانت هذه التطورات ستكون الشرارة التي تشعل تغييرًا جذريًا في إيران.