تأجيل مؤتمر حل الدولتين لدواع أمنية ولوجستية

باريس في موقف صعب أمام الاستياء الأميركي من انعقاد المؤتمر.
السبت 2025/06/14
إيمانويل ماكرون: التأجيل لا يشكك بتصميمنا على الدفع نحو حل الدولتين

باريس - أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعة، عن تأجيل المؤتمر الدولي بشأن حلّ الدولتين الذي كان من المقرّر عقده في الأمم المتحدة الأسبوع المقبل، مؤكدا أنّه سيُعقد “في أقرب وقت ممكن”.

وقال ماكرون في مؤتمر صحافي “على الرغم من أننا مضطرون لتأجيل هذا المؤتمر لأسباب لوجستية وأمنية، إلا أنّه سيُعقد في أقرب وقت ممكن”، مشددا على أن ذلك “لا يجب أن يشكك بتصميمنا على الدفع قدما بحل الدولتين”.

وأضاف “أيا تكن الظروف، أنا مصمم على الاعتراف بدولة فلسطين”، مؤكدا أن “دولة فلسطينية منزوعة السلاح… شرط أساسي للاندماج الإقليمي لإسرائيل”.

ولم يكن خبر تأجيل المؤتمر بمفاجئ بالنسبة إلى الكثير من المتابعين، في ظل ما يدور من حديث عن ضغوط كبيرة لمقاطعته، لاسيما من الولايات المتحدة.

ويشير المتابعون إلى أن باريس على وجه الخصوص وجدت نفسها في موقف صعب حيال المؤتمر، بعد الهجمة الإسرائيلية عليها والاستياء الأميركي.

وأكد مصدر دبلوماسي غربي في الرياض في وقت سابق أن المؤتمر سيؤجل لأسباب منها الهجمات على إيران. وقال مصدر مطلع ثان إن بعض الوفود من الشرق الأوسط لن تحضر أو لم تتمكن من الحضور بسبب هذه التطورات.

الولايات المتحدة تعارض أي خطوات من شأنها الاعتراف من جانب واحد بدولة فلسطينية مفترضة، ما سيضيف عراقيل قانونية وسياسية كبيرة أمام الحل النهائي للصراع

وكان من المقرر أن تستضيف فرنسا والسعودية الاجتماع رفيع المستوى من 17 إلى 20 يونيو في نيويورك بهدف وضع معايير خارطة طريق تؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية مع ضمان أمن إسرائيل.

وأرسلت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب هذا الأسبوع برقية دبلوماسية، اطلعت عليها رويترز، لثني الحكومات في جميع أنحاء العالم عن حضور المؤتمر.

وذكر في البرقية أن الدول التي تعتزم اتخاذ “إجراءات مناهضة لإسرائيل” بعد المؤتمر المزمع عقده ستعد مخالفة لمصالح السياسة الخارجية للولايات المتحدة، وقد تفرض عليها عواقب دبلوماسية أميركية.

وكان الرئيس الفرنسي، والذي كان من المقرر أن يحضر في 18 يونيو، أشار إلى أن باريس قد تعترف في المؤتمر بدولة فلسطينية في الأراضي التي تحتلها إسرائيل، بينما ذكر مسؤولون في باريس أنهم يعملون على تجنب الصدام مع الإدارة الأميركية في الوقت نفسه.

وقالت الإدارة الأميركية في البرقية “إن الولايات المتحدة تعارض أي خطوات من شأنها الاعتراف من جانب واحد بدولة فلسطينية مفترضة، ما سيضيف عراقيل قانونية وسياسية كبيرة أمام الحل النهائي للصراع ويضغط على إسرائيل في أثناء حرب، وبالتالي يدعم أعداءها.”

وأشارت البرقية إلى أن “الاعتراف الأحادي بدولة فلسطينية سيجعل فعليا السابع من أكتوبر عيدا لاستقلال فلسطين،” في إشارة إلى هجوم حركة حماس على إسرائيل في هذا التاريخ عام 2023، وهو ما أدى إلى اندلاع الحرب الإسرائيلية في غزة منذ ذلك الوقت.

ولطالما أبدت الحكومات المتعاقبة للولايات المتحدة تأييدا لحل الدولتين، لكن مع الإدارة الحالية بقيادة دونالد ترامب صار الوضع مختلفا.

وقال سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل مايك هاكابي الثلاثاء إنه لا يعتقد أن قيام دولة فلسطينية مستقلة “لا يزال هدفاً للسياسة الخارجية” لبلاده.

2