حرب مخدرات بلا هوادة في المنافذ السعودية

جدّة- تبذل السلطات السعودية جهودا مضاعفة وترصد مقدرات بشرية وتقنية ضخمة لمواجهة التدفّق المتزايد للمخدرات على أراضي المملكة، لاسيما الحبوب المخدّرة التي تحوّل تداولها واستهلاكها في المنطقة إلى ظاهرة كرّستها حالة عدم الاستقرار في بعض بلدانها مثل سوريا واليمن، والتي باتت أراضيها توفّر ملاذا لمهربي وتجار تلك المواد وحتى لتصنيعها محليا مثلما هو الشأن بالنسبة للحالة السورية.
وتمكنت السلطات السعودية من إحباط محاولة لتهريب نحو 1.7 مليون حبة من مادة الإمفيتامين المخدرة في ميناء جدة غربي المملكة، عثر عليها مخبأة في إرسالية مطحنة واردة عبر الميناء.
وجاءت العملية أياما قليلة بعد إحباط عملية تهريب مماثلة لكمية كبيرة من الحبوب المخدّرة نحو الداخل السعودي عبر منفذ الوديعة البرّي بين السعودية واليمن.

حمود الحربي: الهيئة ماضية في إحكام الرقابة الجمركية على واردات وصادرات المملكة
وأوضح المتحدث الرسمي باسم هيئة الزكاة والضريبة والجمارك السعودية حمود الحربي في تصريح له الجمعة أنه “وردت إرسالية معدات عبر ميناء جدة الإسلامي هي عبارة عن مطحنة، وعند خضوعها للإجراءات الجمركية، والكشف عليها عبر التقنيات الأمنية، والوسائل الحية، عثر على تلك الكمية من الحبوب مخبأة داخل الإرسالية.”
وأضاف الحربي “بعد إتمام عملية الضبط، جرى التنسيق مع المديرية العامة لمكافحة المخدرات، حيث تم القبض على مستقبل المضبوطات داخل المملكة”، مؤكدا “أن الهيئة ماضية في إحكام الرقابة الجمركية على واردات وصادرات المملكة، تحقيقا لأمن المجتمع وحمايته من هذه الآفات، وذلك بالتعاون والتنسيق المتواصل مع المديرية العامة لمكافحة المخدرات.”
وكان أعلن في وقت سابق من الأسبوع الجاري عن تمكّن كتيبة أمن وحماية منفذ الوديعة بين اليمن والسعودية من إحباط محاولة تهريب كمية من الحبوب المخدرة قدرت بأكثر من مليون قرص كانت مخفية بإحكام على سطح شاحنة تبريد متجهة إلى أراضي المملكة.
وقال مصدر أمني إن العملية نفذت بنجاح في نقطة التفتيش المعروفة بنقطة السلاح بعد أن اشتبه أفراد النقطة بالشاحنة، الأمر الذي قادهم إلى اكتشاف المواد المحظورة رغم محاولات التمويه المحكمة.
وأشارت وسائل إعلام محلية يمنية نقلا عن المصدر ذاته إلى أنّه تمّ في الفترة الأخيرة إحباط عدد من محاولات تهريب المخدرات عبر نفس المنفذ الحدودي، موضّحا أن شبكات التهريب تلجأ إلى حيل وطرق مبتكرة ومتغيرة باستمرار في محاولاتها لتمرير المواد المخدرة.
وتتداخل تعقيدات إضافية مع ملف المخدرات في بلدان غير مستقرة مثل سوريا والعراق ولبنان واليمن تتمثل في كون تجارة تلك المواد أصبحت مصدر تمويل للميليشيات المسلّحة.
وباتت البلدان المستقرة والغنية في المنطقة موضع تركيز تجار ومهربي المخدرات وهو ما تكشف عنه كميات المواد المضبوطة سواء في منافذ بعض الدول وحتى في عرض البحر كتلك التي أعلنت قوات دولية عن ضبطها مؤخرا في بحر العرب.