تعزيز التعاون الليبي مع أوروبا يدعم توسع مشاريع الطاقة البديلة

السلطات الليبية تبذل جهودا مضنية لمواجهة الطلب المتنامي على الكهرباء.
السبت 2025/06/14
الشراكة ضرورية لتأمين الإمدادات

ينظر خبراء إلى تعزيز التعاون الليبي مع الاتحاد الأوروبي في مجال الطاقة المتجددة على أنه فرصة أمام البلد لتوفير كميات إضافية من الكهرباء تغطي حاجة السكان، بما يسهم في دعم الاستقرار الاقتصادي، فضلاً عن فتح آفاق لنقل التكنولوجيا وتكوين الكفاءات المحلية في هذا القطاع الحيوي.

طرابلس - تسعى ليبيا إلى تعزيز موقعها كشريك إستراتيجي في مجال الطاقة المتجددة عبر توسيع آفاق التعاون مع الاتحاد الأوروبي في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى إيجاد مصادر مستدامة وآمنة لتوفير الكهرباء.

ويعاني البلد العضو في أوبك من مفارقة عجز الكهرباء مع أنه بلد نفطي، وهو يبحث عن شراكات تقنية واستثمارية مع العديد من الشركاء لتطوير مشاريع واعدة في الطاقة الشمسية والرياح، مستفيدا من موقعه الجغرافي وموارده الطبيعية الغنية.

وبحث جهاز الطاقات المتجددة والشركة العامة للكهرباء والمركز الليبي لبحوث ودراسات الطاقة الشمسية خلال اجتماع مشترك عقد هذا الأسبوع في طرابلس بحضور بعثة الاتحاد الأوروبي سبل الاستثمار في الطاقة الشمسية والمساهمة في تطوير المشاريع المنفذة.

وقُدم خلال الاجتماع الذي ترأسه أصيل يونس محمد، رئيس مجلس إدارة جهاز الطاقات المتجددة، عرض حول المشاريع الإستراتيجية، لاسيما الشمسية، ومجالات الدعم المحتملة التي يمكن أن يقدمها الاتحاد لتعزيز هذه المشاريع، وفق وكالة الأنباء الليبية الرسمية.

إنتاج الكهرباء في ليبيا سجل أكبر تراجع خلال 14 عامًا مقارنة مع دول أفريقية مجاورة
إنتاج الكهرباء في ليبيا سجل أكبر تراجع خلال 14 عامًا مقارنة مع دول أفريقية مجاورة

ولم تذكر الوكالة تفاصيل حول الاجتماع أو المشاريع المزمع إنجازها، لكنها ذكرت أنه تم الاتفاق على أهمية التعاون بين كافة الأطراف لتحقيق الأهداف المشتركة في مجال الطاقة المستدامة، بما يسهم في تطوير قطاع الطاقة في ليبيا ويعزز استقرارها الاقتصادي.

وتبذل السلطات الليبية جهودا مضنية لمواجهة الطلب المتنامي على الكهرباء من خلال تنفيذ مشاريع بالتعاون مع شركات صينية وأوروبية وتركية وعربية.

وحاليا تعمل شركة البناء باور تشاينا مع شركة المرافق الفرنسية إي.دي.أف لتطوير محطة للطاقة الشمسية بقدرة 1500 ميغاواط في شرق البلاد.

كما تقوم توتال إنيرجيز ببناء محطة للطاقة الشمسية بقدرة 500 ميغاواط في منطقة السدادة الواقعة إلى الغرب من أبوقرين. وبالإضافة إلى ذلك تبني الشركة العامة للكهرباء الليبية (جيكول) وأي.جي إنيرجي محطة شمسية بقدرة 200 ميغاواط في غدامس.

وتتعاون جيكول مع شركة ألفا أبوظبي هولدينغ لتطوير محطتين أخريين للطاقة الشمسية، بقدرة إجمالية تبلغ اثنين غيغاواط.

وفي يناير الماضي وقعت الحكومة مذكرة تفاهم مع تركيا للتعاون في مجال الطاقة المتجددة. وقال عبدالسلام الأنصاري رئيس هيئة الطاقة المتجددة آنذاك “نتعاون مع شركات تركية مختلفة في مجال الكهرباء والطاقة المتجددة.”

وتوصلت السلطات في نوفمبر 2018 إلى اتفاق مع إيني الإيطالية، لدعم مشاريع الكهرباء في البلاد. وكانت سيمنز الألمانية قد فازت في ديسمبر 2017 بصفقة بناء محطتين للكهرباء تعملان بالغاز.

وبسبب الحرب تعثرت مشاريع العديد من الشركات الأجنبية، من بينها كورية وألمانية، لإنشاء محطات كهرباء جديدة، كان قد تم التعاقد عليها قبل عام 2011، وتتخطى قيمة إنتاجها 4 آلاف ميغاواط.

ويقول المتابعون إن الإمكانات الهائلة التي تتمتع بها ليبيا في الطاقة المستدامة قد تساعد في جذب المزيد من الاهتمام من جانب شركات الطاقة الدولية التي تتطلع إلى الاستثمار في شمال أفريقيا.

ويهدف البلد العضو في المركز الإقليمي للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة منذ العام 2008 إلى أن يبلغ مزيج الطاقة البديلة 22 في المئة من إجمالي إنتاج الكهرباء بنهاية هذا العقد.

وفي 2013 تم إطلاق إستراتيجية للطاقة المتجددة تستمر حتى نهاية عام 2025، وتهدف إلى تحقيق الطاقة المتجددة مساهمة بنسبة 10 في المئة من إجمالي إنتاج الكهرباء.

وتركز الخطة على تطوير قدرة الطاقة المتجددة، حيث أن نحو 88 في المئة من الأراضي صحراوية، مع إمكانات كبيرة لتطوير مشاريع الطاقة الشمسية.

ومع ذلك يعتقد البعض أن ثمة تحديات لا تزال تقف في طريق تنفيذ الخطة ومعظم ما تم رصده في إنتاج الطاقة المستدامة هو عمليات فردية يقوم بها القطاع الخاص، كما أن بعض الليبيين قاموا بتركيز ألواح شمسية في منازلهم دون دعم حكومي.

وعلى مدى سنوات أصبح استمرار انقطاع الكهرباء في معظم اليوم أمرا شائع الحدوث في مختلف أنحاء البلاد خلال الصيف الذي ترتفع فيه درجات الحرارة ما يجعل الطلب يزيد بفعل الإقبال على استخدام مكيفات الهواء.

وتشير بعض التقديرات إلى أن العجز في إنتاج الكهرباء قد يصل إلى ألفي ميغاواط، لكن المتاح يصل إلى 7 آلاف ميغاواط فقط.

22

في المئة نسبة مزيج الطاقة المتجددة المستهدف بحلول عام 2030 وفق إستراتيجية الحكومة

وتواجه ليبيا منذ عام 2011 مشاكل في إنتاج الكهرباء بسبب جولات المعارك المتكررة. ودُمرت محطات توليد عديدة وخطوط نقل. وقدرت الشركة الحكومية الخسائر بأكثر من مليار دولار.

كما تسببت الخسائر في عجز متزايد في توليد الطاقة سنويا. ويبلغ متوسط انقطاع الكهرباء خلال فترة الصيف عشر ساعات يومياً، خصوصا في العاصمة.

وبحسب تقرير نشرته شركة غلوبال سوفرين أدفيسوري في أبريل الماضي سجل إنتاج الكهرباء في ليبيا أكبر تراجع خلال 14 عامًا مقارنة مع دول أفريقية مجاورة رغم إنفاق الحكومات المتعاقبة ملايين الدولارات سنويًا على مشاريع توسيع وتحديث الشبكة.

وذكر التقرير أن الإنتاج تراجع بشكل حاد بعد اندلاع الحرب في عام 2011، حيث انخفض من 32.5 غيغاواط في الساعة إلى 26 غيغاواط.

وتستورد ليبيا الكهرباء من مصر بحدود 75 ميغاواط، ويوجد اتفاق مع تونس للتزود بنحو 100 ميغاواط، إضافة إلى وجود وحدتين تم تركيبهما غرب طرابلس قبل خمس سنوات تنتجان كهرباء في حدود 60 ميغاواط.

وفي السنوات الأخيرة شرعت الجزائر في إمداد جارتها بسعة تتراوح بين 180 و200 ميغاواط من الكهرباء عبر الشبكة التونسية، لتعويض النقص الحاصل في الإمدادات بهدف معالجة معضلة الانقطاع المزمن للكهرباء.

10