بوينغ وأيرباص تتنافسان لتعزيز أسطول الملكية المغربية

الرباط - كشفت مصادر مطلعة الأربعاء أن الخطوط الملكية المغربية توشك على إبرام صفقة ضخمة مع شركة بوينغ الأميركية، إلى جانب صفقة أصغر مع منافستها أيرباص، ضمن خطط توسع الشركة في المرحلة المقبلة. وذكرت المصادر لوكالة بلومبيرغ أن الملكية المغربية تدرس شراء 74 طائرة جديدة بواقع 24 طائرة من طراز بوينغ 787 دريملاينر لدعم أسطولها للرحلات الطويلة، و50 طائرة من طراز 737 للرحلات القصيرة..
وفي حين أن خطة الأسطول تُعزز العلاقات التاريخية بين شركة الطيران وبوينغ، فإنها تفتح الباب أمام أيرباص لأول مرة منذ ما يقرب من 25 عامًا بطلب شراء طائرات وهي خطوة تتزامن مع تحسن العلاقات بين باريس والرباط. وأوضحت المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هوياتها نظراً لسرية المناقشات، أن الشركة تنظر في شراء نحو 20 طائرة من طراز أيرباص أي 220 للرحلات الإقليمية.
وتضع خطة كهذه شركة الطيران الحكومية في طريق المنافسة الإقليمية وربما في مرحلة ثانية الدخول في المنافسة على المسافات الطويلة لاسيما في ظل اعتماد البلاد سياسة الأجواء المفتوحة. ويقول خبراء في صناعة الطيران إن الخطوط المغربية تريد أن تكون نقطة الوصل الرئيسية بين أوروبا ودول غرب أفريقيا خاصة وأنه لا توجد شركات طيران ناجحة في شمال أفريقيا.
وبحسب المصادر، فإن حجم الصفقة وتوقيت الإعلان عنها ما زالا قيد التحديد، لكن من المحتمل الكشف عن جزء الصفقة المتعلق بأيرباص الأسبوع المقبل خلال معرض باريس للطيران. وفي المقابل قد يُرجأ الإعلان عن صفقة بوينغ إلى ما بعد لقاء مرتقب بين العاهل المغربي الملك محمد السادس والرئيس الأميركي دونالد ترامب.
74
طائرة جديدة ستشتريها الشركة تشمل 24 طراز بونيغ 787 دريملاينز و50 طراز 737
وصرح الرئيس التنفيذي للخطوط الملكية المغربية عبدالحميد عدو العام الماضي أن الشركة تُجري مناقشات لطلب طائرات جديدة، في ظل توسع إحدى أبرز شركات الطيران في أفريقيا، لتلبية الطلب المتزايد على السفر. وفي أبريل العام الماضي توقعت الشركة المملوكة للدولة استلام 12 طائرة من شركة بوينغ ما بين الربع الأخير من العام 2024 وشهر مارس 2025، بما يدعم توسيع شبكة رحلاتها.
وكشف مصدر مسؤول بالشركة لبلومبيرغ الشرق حينها أن الخطوط الملكية ستحصل على طائرتين عريضتي البدن من طراز 787 دريملاينر في إطار صفقة شراء، و10 طائرات من طراز ماكس في إطار عقود إيجار طويلة الأمد. وتأتي الطائرات الجديدة في إطار صفقة تمت قبل توقيع الشركة عقد برنامج مع الحكومة في يوليو 2023 يقضي بمضاعفة أسطولها أربع مرات من 50 طائرة حاليا إلى 200 طائرة خلال السنوات الخمس عشرة المقبلة، بكلفة تقدر بنحو 25 مليار دولار.
وكانت الخطوط الملكية تمتلك 60 طائرة قبل عام 2019، لكنها تخلّت عن 10 منها، شملت طائرات مستأجرة لأمد طويل، فيما قررت بيع أخرى بعدما أمضت سنوات طويلة في الخدمة، بسبب انخفاض الطلب عقب تفشي الجائحة آنذاك. ويهدف توجه الخطوط المغربية نحو استئجار مجموعة من الطائرات إلى تسريع تنفيذ خططها التوسعية، خصوصا مع توقع تأخر المصنعين بتسليم الطائرات الجديدة لعدة أشهر.
وفي أواخر عام 2023 استعرضت الشركة رؤيتها المستقبلية لنشاطها والتي تهدف إلى أن تكون دعامة رئيسية لحركة السفر في قارة أفريقيا والانفراد بالمنافسة في هذه السوق الكبيرة في غضون 15 عاما. وتستهدف الرؤية تعزيز أسطول وتوسيع شبكة الرحلات لتصل إلى 143 وجهة بدل 82 وجهة دوليا و15 داخلية حاليا من خلال تدشين مسارات متوسطة وطويلة المدى في أربع قارات.
وفي انسجام مع رؤيتها التي تمتد حتى العام 2037 أطلقت الخطوط المغربية علامتيها “ميت أفريكا” و”ميت ماروك” ذاتيتي التوجه الرقمي، ما يؤكد من جديد التزامها وإيمانها بالإمكانات الأفريقية. وتترجم هذه الإستراتيجية طموح الشركة إلى ترسيخ مكانتها كشركة رائدة في القارة وتعزيز إشعاع المغرب وأفريقيا.
ولدى الخطوط الملكية 12 شركة تابعة لها تعمل في مجالات مرتبطة بالنقل الجوي، كصيانة الطائرات والتدريب والمناولة، وتُشغّل أكثر من 3400 موظف حاليا، بعدما لجأت إلى تسريح حوالي 750 موظفا، من ضمنهم حوالي مئة طيار، عقب الوباء.