المجاعة تهدد جنوب الخرطوم وسط تجاهل من سلطة الأمر الواقع

برنامج الأغذية العالمي يحذر من أن المجاعة تهدد عدة مناطق جنوب العاصمة، داعيا إلى تحرك دولي فوري.
الأربعاء 2025/06/11
أزمة متفاقمة

الخرطوم - تتوالى التحذيرات من مجاعة تهدد مناطق واسعة في العاصمة السودانية الخرطوم، وسط تجاهل من سلطة الأمر الواقع، الممثلة في الجيش.

واستعاد الجيش السوداني والكتائب الإسلامية الموالية له السيطرة على الخرطوم في مارس الماضي، بعد انهيار دفاعات قوات الدعم السريع، واضطرارها إلى الانسحاب.

وأبدى سكان العاصمة أملا في الحصول على قدر من الاستقرار، لكن لا شيء تحقق حيث ازداد الوضع الأمني والإنساني تعقيدا.

وحذر برنامج الأغذية العالمي الثلاثاء من أن المجاعة تهدد عدة مناطق جنوب العاصمة، داعيا إلى تحرك دولي فوري.

وسجل برنامج الأغذية العالمي مستويات “حادة” من الجوع في مدينة جبل أولياء الواقعة على بعد حوالي 40 كيلومترا جنوب الخرطوم، حسب ما أوضحه لوران بوكيرا مدير المنظمة في السودان، عبر الفيديو من بورتسودان (العاصمة الإدارة المؤقتة) خلال الإحاطة الدورية للأمم المتحدة في جنيف.

وأضاف المسؤول أن “الحاجات هائلة”، وذلك بعد عودته من ولاية الخرطوم حيث افتتح برنامج الأغذية فرعا جديدا في أم درمان، المدينة التوأم للخرطوم على الضفة المقابلة لنهر النيل.

برنامج الأغذية سجل مستويات حادة من الجوع في مدينة جبل أولياء الواقعة على بعد 40 كيلومترا جنوب الخرطوم

وتابع “شهدنا دمارا على نطاق واسع وصعوبة في الوصول إلى المياه والرعاية الصحية والكهرباء، فضلا عن تفشي وباء الكوليرا. وفي بعض أجزاء المدينة، تعود الحياة إلى طبيعتها لكن العديد من الأحياء لا تزال مقفرة.”

وأضاف أن “عدة مناطق جنوب المدينة تواجه خطر المجاعة بشكل كبير.” ودعا المجتمع الدولي إلى “التحرك فورا من خلال زيادة التمويل لوقف المجاعة في المناطق الأكثر تضررا والاستثمار في إعادة إعمار السودان.”

ولطالما نفى الجيش وجود مجاعة في السودان، في محاولة منه للتهرب من أي مسؤولية أمام المجتمع الدولي.

وشنت قيادة الجيش والحكومة الموالية لها مرارا حملات مضادة على الهيئات والمنظمات الأممية والدولية، معتبرة أن ما تسوقه مبالغات لأغراض سياسية.

ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حربا على السلطة منذ أبريل 2023.

وأوضح بوكيرا أن في جبل أولياء “مستوى الجوع والبؤس واليأس كبير ويؤكد خطر المجاعة.”

وأشار إلى اضطرار البرنامج إلى تقليص حصص الزيت والبقوليات في توزيعاته الغذائية بسبب مواجهة عجز في التمويل قدره 500 مليون دولار لمساعدات الطوارئ الغذائية والنقدية نتيجة خفض الدول المانحة تمويل العمليات الإنسانية.

وقال بوكيرا “المكملات الغذائية للأطفال الصغار والنساء الحوامل والمرضعات بعيدة المنال بسبب نقص الموارد… ومن دون دعم عاجل لن نتمكن من إيصال الحزمة الغذائية التي يحتاجها السودانيون.”

Thumbnail

ومنذ منتصف أبريل 2023 خلفت الحرب الأهلية في البلاد آلاف القتلى وتسببت في أخطر أزمة إنسانية في العالم، وفقا للأمم المتحدة.

وحذر بوكيرا من أنه مع عودة النازحين إلى المناطق المتضررة بشدة مثل الخرطوم، فإن الضغوط على الموارد ستزداد مع تزايد الطلب عليها.

وهو وضع “يثير قلقا عميقا” لبرنامج الأغذية العالمي الذي يعتبر تلبية الحاجات الأساسية للسكان وخاصة الغذائية “أساسية وملحة.”

وفي أبريل الماضي أعلن برنامج الأغذية العالمي خفض الحصص الغذائية في المناطق المعرضة لخطر المجاعة إلى 70 في المئة من الحصة الغذائية القياسية التي يقدمها البرنامج (أي ما يعادل 2100 سُعر حراري يوميا).

وتم إعلان المجاعة في خمس مناطق في جميع أنحاء السودان، من بينها ثلاثة مخيمات للنازحين قرب الفاشر في جنوب غرب البلاد.

ولم تتمكن الأمم المتحدة من الإعلان رسميا عن المجاعة في الفاشر، آخر عاصمة إقليمية في دارفور لم تسقط في أيدي قوات الدعم السريع، بسبب نقص المعلومات الموثوقة، وهو ما لا يعني أن السكان لا يموتون فيها جراء سوء التغذية.

ويعاني نحو 25 مليون شخص في جميع أنحاء البلاد من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

2