"جائزة الأديب جان سالمه" تكرم الكاتب والناقد اللبناني جورج مغامس

جورج مغامس أديب لا يحبذ الظهور المجاني ولا الشهرة بل يسعى إلى اقتفاء الحقيقة ودعم الإنسانية ومبادئها.
الأربعاء 2025/06/11
صوت أدبي لا رهان له غير الحقيقة

بيروت - منحت لجنة “جائزة الأديب جان سالمه” جائزتها السنوية للعام 2024 للأديب جورج مغامس لإنجازاته الفكرية الرائدة، في احتفال أقيم في جامعة سيدة اللويزة في ذوق مصبح، في حضور نخبة من أهل الفكر والأدب والفن والإعلام إلى أصدقاء المكرم وعائلته.

بداية، عزفت ريما مغامس النشيد الوطني اللبناني، ثم ألقت عريفة الاحتفال الإعلامية جان دارك أبي ياغي كلمة أشادت فيها بشخصية المكرم الصحافي والكاتب والناقد مغامس الذي “صاغ الحرف بمهارة العارف، والإعلامي الذي جعل من صوته ومنبره، مساحة للفكر الحر، والنقد البناء. وبين السطور وفي ميادين الإعلام، كان المكرم حارسا أمينا للذائقة الأدبية، والكرامة الثقافية، لا يهادن في الحق، ولا يجامل على حساب الفكرة”.

وأشار الدكتور ميشال كعدي الذي ألقى كلمة لجنة تحكيم الجائزة إلى أن “الأديب الثقيف جورج مغامس، سَلَكتْ نفسه في ملاك الأبجدية، والجلد المعطاء، فكان له الصدارة، والقلم الحر، الذي يولم لجمال القول والبلاغة، وإغناء الكلمات، بشهوة الإفصاح، وقرار الذوق.” وأضاف “ولكم أخاله مأخوذا في ساحة الأدب والإعلام والفكر، والنزف المرقوم على نغمات. من أبعادها العمق والكثافة، والأقوال الفصاح، والصنعة.”

كما سلط القاضي الدكتور غالب غانم الضوء في كلمته على “الفرادة والذاتية اللتين عرف بهما الأدب والشعر في لبنان، وعلى أن جورج مغامس عرف كيف يقرأهما ويحتفي بظهورهما في تراث النهضة والحداثة تمهيدا لانضمامه شخصيا إلى كوكبة المبدعين.” وأضاف أن ما أطلقه المكرم إلى نور الكلمة امتاز بأثوابه البراقة المنسوجة نسج اليد، فضلا عما اكتنزه من رؤى وتأمل وتطلع. ونوه بمبادراته الرائدة في حقول الإعلام والنشر والتثقيف المعرفي واللغوي.

أما الدكتور أمين ألبرت الريحاني فتوقف عند العلاقة الوجدانية بين مغامس ولغته، متوغلا في مفرداتها الثرية وتراكيبها المتدفقة. وأشار إلى “التداخل بين القلم والريشة، وبين الريشة والإزميل، مرورا بوجع الكاتب محولا إياه إلى رحاب الأدب الخلاق.”

◙ الدكتور أمين ألبرت الريحاني توقف عند العلاقة الوجدانية بين مغامس ولغته متوغلا في مفرداتها الثرية وتراكيبها المتدفقة

وتحدث الشاعر هنري زغيب عن ثلاث نقاط تجمعه بصديقه جورج مغامس “المكان والزمان واللغة. فالمكان يجمعه بالمكرم في ذوق مصبح، البلدة التي شهدت طفولة الشاعر: فيها كان يمضي طفولته، وفيها تعرف للمرة الأولى باسم إلياس أبوشبكة، من كلمة عابرة قالتها جدته حولت مسيرته صوب الشعر. والنقطة الثانية هي اللغة العربية ينحتها أدبا وشعرا ويصقلها حتى تنقى من عتقها وما يولد على حفافيها من طفيليات، وهذا دأب المكرم”. والنقطة الثالثة التي تجمعه بالمكرم هي “الإيمان بلبنان اللبناني وعلامته الإبداعية بين البلدان”.

بدوره، رسم عبده لبكي، في قصيدة، بالكلمة والصورة والإيقاع، ملامحَ لشخصية جورج مغامس المتميزة، مستوحيا أجواء أدبه وسيرته وأسفاره شرقا وغربا، وأثره الإعلامي ومسيرته التعليمية، وأبعاد ما كتب إن في حجرة عزلته أو في ميادين المجتمع، “فأضاف إلى تراثنا الأدبي أدبا يتجلى فيه الإبداع بأبهى حلله والقيافة”.

كما تمنى الشاعر أنطوان رعد على المكرم أن “يبقى مصابا بشبق الكتابة، لينعمَ قراؤه بروائعه الأدبية. ورفع إليه باقة شعرية، اختصرت إيمانَه بأسلوبه المميز في كتابة النثر، عملا بقول عمر أبوريشة: بعض الربيع ببعض العطر يختصر؛ فرأى إليه ثالثَ أمين نخله وسعيد عقل، في الصنعة.”

وفي كلمته، حيا المكرم جورج مغامس مجد الكلمة وقال “عهدا أثابر، ويدي على المحراث، ما دامت حقة من القيم في عنقي، وقمقمة من الجمال في ضلوعي؛ ولن تَفترَ همتي.” وأضاف “معا، جميعا نصفق، لمجد الكلمة، تَعلو، ولا يعلى عليها” متابعا “إن الكلمةَ قدس الأقداس في ماهية إنسانية الإنسان. هي الملح الخميرة حبة الخردل. فلا ولا ولن تقوى عليها جَمهرة قوات الظلم والظلام.”

بعد الكلمات الاحتفائية بتجربة مغامس قدمت رئيسة اللجنة جاكلين سالمه درعا تكريمية للأديب، كما أشاد نائب رئيس الجامعة الأب بيار غصوب بعطائه الفكري والأدبي في خدمة الحقيقة والجمال، وقدم له رئيس بلدية ذوق مصبح إيلي توفيق صابر درعا تكريمية بدوره، بينما قدم المكرم كتابه الجديد “يوم سرقوا رمحَ الخضر” لأعضاء اللجنة وللمنتدين وللحضور، كما قدمت الإعلامية جان دارك أبي ياغي مجموعة الأديب الراحل جوزف مهنا للمكرم ولكل من شارك في تكريمه.

وجدير بالذكر أن جورج مغامس أديب لبناني من مواليد 1949، تمرس في التعليم والإعلام الإذاعي والنّشر الجامعي وقضايا الشأن العام الوطنية والاجتماعية والثقافية، وبلغت مؤلفاته أكثر من خمسة وعشرين، جالت في مناحي حياة الفرد والجماعة، قديما وحديثا، إنجازات إخفاقات وآمالا، وكتب تجربته في الشعر والنقد والبحوث، مقدما تجربة لا تحبذ الظهور المجاني ولا الشهرة بل تسعى إلى اقتفاء الحقيقة وآثار الإنسان دعما للإنسانية ومبادئها.

01

12