التوترات التجارية تهيمن على أكبر حدث تكنولوجي في أوروبا

النسخة التاسعة من معرض فيفاتك تُقام في سياق جيوسياسي مضطرب منذ عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
الأربعاء 2025/06/11
انظروا إلى المستقبل بتمعن

باريس - ينطلق الأربعاء في العاصمة الفرنسية باريس معرض فيفاتك الذي يشكل أكبر حدث تكنولوجي في أوروبا، في ظرف تهيمن عليه التوترات التجارية مع الولايات المتحدة.

وسيكون من أبرز الحاضرين في هذا المؤتمر السنوي رئيس شركة إنفيديا الأميركية الكبرى المتخصصة في أشباه الموصلات، فيما تشارك فيه للمرة الأولى السعودية ولبنان.

ويفتتح مؤسس إنفيديا جينسن هوانغ هذا الحدث التكنولوجي الضخم الذي يستمر حتى السبت المقبل في بورت دو فرساي، ويُتوقَّع أن يحضره نحو 165 ألف شخص.

وقد تُصدر الشركة الرائدة في مجال الرقائق الإلكترونية للذكاء الاصطناعي “إعلانات تستهدف أوروبا”، بحسب سيدريك فوراي، رئيس قسم التكنولوجيا والإعلام والاتصالات في أوروبا لدى شركة إي.واي.

وتُقام هذه النسخة التاسعة من المعرض في سياق جيوسياسي مضطرب منذ عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، مع تفاقم التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وتزايد التشكيك في الهيمنة التكنولوجية الأميركية.

فرنسوا بيتوزيه: المنافسة مع أميركا فرصة أكبر لشركات التقنية الأوروبية
فرنسوا بيتوزيه: المنافسة مع أميركا فرصة أكبر لشركات التقنية الأوروبية

وقال المدير العام لفيفاتك فرنسوا بيتوزيه، في حديث عبر وكالة فرانس برس، “نشعر بأن مسألة السيادة لم تكن تحظى بأهمية كبيرة في النقاشات قبل عام أو عامين، أما الآن فقد أصبحت أولوية إستراتيجية مطلقة.”

وهذه هي الحال بالنسبة إلى كندا التي تحل ضيفة شرف على المعرض هذه السنة، وتعتزم “مضاعفة جهودها لتنويع مبادلاتها الاقتصادية وتعزيز حضورها في الأسواق الفرنسية والأوروبية،” حسب ما أوضحه السفير الكندي ستيفان ديون في مؤتمر صحفي عُقد في أبريل الماضي.

وسيشارك في معرض فيفاتك ممثلون عن حوالي 160 دولة، وسيقام خلال الحدث 50 جناحا وطنيا، وسيشهد حضور دول جديدة كبولندا ولبنان والسعودية ونيجيريا.

ومن المرجح أن تكرس نسخة 2025 من المعرض أعمال النسخة السابقة عندما تحولت إلى منصة هيمنت على ابتكاراتها ثورة الذكاء الاصطناعي، وهو اتجاه يتوقع أن يغير شكل الأعمال في المستقبل.

ويراهن الكثير من السياسيين والمستثمرين على التقنيات المتقدمة التي قد تغذي نمو اقتصادات الكثير من الدول بفضل الاستثمارات الضخمة، التي تم ضخها في هذا المجال، وقد تزيد خلال السنوات المقبلة بشكل مطرد.

ويتيح المعرض إبراز قطاع التكنولوجيا الفرنسي الذي يوليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اهتماما خاصا. ومع أنّ حضوره شخصيا لم يتأكد بعد، من المنتظر حضور وزيرة الشؤون الرقمية الفرنسية كلارا شاباز.

ورأى فوراي أن “السعي إلى المنافسة مع الولايات المتحدة يمثل فرصة أكبر للشركات التقنية الأوروبية والفرنسية.”

وتضم فرنسا راهنا نحو ألف شركة ناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، وقد جمعت هذه الشركات الناشئة 1.4 مليار يورو (1.6 مليار دولار) سنة 2024، بحسب أرقام المديرية العامة الفرنسية للمؤسسات.

الكثير من السياسيين والمستثمرين يراهنون على التقنيات المتقدمة التي قد تغذي نمو اقتصادات الكثير من الدول بفضل الاستثمارات الضخمة

وسيشارك في المعرض أيضا رؤساء شركات فرنسية مثل ميسترال أي.آي التي ابتكرت روبوت المحادثة لو تشات، وشركة بول سايد المتخصصة في توليد البرامج المعلوماتية بواسطة الذكاء الاصطناعي التوليدي، وشركات فرنسية – أميركية مثل هاغينغ فايس، وهي منصة ذكاء اصطناعي مفتوحة المصادر.

ويتضمن البرنامج أيضا كلمات لقادة شركات فرنسية كبرى، مثل برنار أرنو، رئيس مجموعة أل.في.أم.أتش للسلع الفاخرة، وكريستيل هايدمان، الرئيسة التنفيذية لشركة أورانج للاتصالات.

ولن يقتصر الذكاء الاصطناعي على الشركات المتخصصة. وقال بيتوزيه “لقد انتقلنا من الذكاء الاصطناعي في الخيال العلمي إلى الذكاء الاصطناعي في التطبيق.”

ووعد بأن يعاين الزوار تطبيقات ملموسة لهذه التقنية، بدءا من قطاعات الرفاهية وصولا إلى التأمين، بما في ذلك الرعاية الصحية والطاقة والسيارات والخدمات اللوجستية والسياحة والصناعات الإبداعية.

وستقدم شركة براين بوكس أي.آي الكندية الناشئة مثلا حلّا قائما على الذكاء الاصطناعي لتقليل استهلاك الطاقة في المباني، بينما تسعى شركة “سكين ميد” الفرنسية إلى حل مشكلة الصحاري الطبية باستخدام صور مُحللة بواسطة الذكاء الاصطناعي.

وسيشهد المعرض كلمات لشخصيات رائدة في هذا المجال، أهمها الفرنسية فيدجي سيمو، وهي مديرة تنفيذية في شركة أوبن أي.آي الأميركية مبتكرة تشات جي.بي.تي، التي ستتحدث عن مستقبل الذكاء الاصطناعي.

كما سيتناول جو تساي، من مجموعة علي بابا الصينية للتجارة الإلكترونية، أحدث ابتكارات الذكاء الاصطناعي من عملاق التجارة الإلكترونية الصيني.

وعلى نطاق أوسع ستُخصَّص مساحة للروبوتات مع شركات مثل روبوكور في هونغ كونغ، وأجيليتي روبوتيكس، ومقرها الولايات المتحدة، وإنشانتد تولز الفرنسية.

11