مهرجان القدس للسينما العربية: دورة تصل المقدسيين بالعالم

الأفلام الوثائقية الطويلة تتنافس على جائزة شيرين أبوعاقلة لأفضل فيلم وثائقي طويل وجائزة لجنة التحكيم.
الثلاثاء 2025/06/10
فيلم "عائشة" التونسي يعرض لأول مرة في القدس

القدس - بنحو 30 فيلما عربيا، تعرض لأول مرة في فلسطين، يحاول مهرجان القدس للسينما العربية كسر الجدار الفاصل بين سكان القدس والعالم العربي، طارحا أمامهم حكايات وقصصا عن أشقائهم العرب، قصصا تنسيهم بعضا من المعاناة التي يواجهونها منذ عقود تحت ظل الاحتلال.

وأعلنت إدارة المهرجان منذ أيام قليلة عن القائمة الرسمية للأفلام المشاركة في الدورة الخامسة، والتي تتنوع بين الروائي الطويل، الوثائقي الطويل والفيلم القصير، وتختلف الأفلام فيما بينها في المواضيع المطروحة، والثيمات، ودول الإنتاج واللغات.

وأعربت مؤسسة المهرجان ومديرته العامة نيفين شاهين عن شكرها لصناع الأفلام الفلسطينيين والعرب، موضحة “سنشارك مع المقدسيين الحكايات التي تعيد تواصلهم مع العالم العربي وقضاياه في ظل العزل الجغرافي الذي تواجهه المدينة.”

وتشارك في المهرجان أربعة أفلام روائية طويلة تمثل باكورة أفلام السينما العربية التي مازالت تمثّل دول إنتاجها في العديد من المهرجانات الدولية وتحصد أهم الجوائز، وهي اللبناني “أرزة”، التونسي “عائشة”، الجزائري – التونسي”الاختفاء”، الفلسطيني “أحلام عابرة”.

g

كما تشارك ستة أفلام وثائقية طويلة وهي: من لبنان “نحن في الداخل” لفرح قاسم، الذي حصد جائزتين من مهرجان الجونة السينمائي وهما جائزة نجمة الجونة الذهبية للفيلم الوثائقي وجائزة NETPAC لأفضل فيلم آسيوي طويل، إلى جانب فيلم “متل قصص الحب”، والفيلم متعدد الجنسيات “من عبدول إلى ليلى”، وفيلما الثورة السوداني “مدنياااااو”، والفيلم المصري الذي حاز على إعجاب الجمهور حول العالم “رفعت عيني للسما”، بالإضافة إلى الفيلم الحائز على العديد من جوائز الأفلام الوثائقية حول العالم “حلوة يا أرضي” للمخرجة الأرمنية – الأردنية سارين هيرابديان.

أما عن الأفلام القصيرة، فقالت مديرة المهرجان “فتحنا أبواب تقديم الأفلام القصيرة نهاية مارس الماضي، وسعدنا بعدد الأفلام التي تقدمت للمشاركة، إذ وصل عدد الطلبات إلى 78 فيلما، اخترنا منها 12 فيلما قصيرا نأمل أن تحظى بإعجاب جمهورنا العزيز، وأن ينال مخرجوها التقدير الذي يستحقونه.”

وتشمل قائمة الأفلام القصيرة 19 فيلما وثائقيا وروائيا، وهي: “عقبالك يا قلبي”، تفاحة”، “عند الكشك” و”أعز الناس”، من مصر، و”خالد ونعمة”، “فراغ”، “تغيرات في البعد” و”صدى”، من فلسطين، و”موعد غرام” و”النحاسين”، من سوريا، والفيلم التونسي “في ظلمات ثلاث”، والفيلم المغربي “دارهُم”، وفيلمان سعوديان هما “ميرا، ميرا، ميرا” وفيلم التحريك “ناموسة”، إلى جانب الفيلم الأردني – الفلسطيني “زيارة عالحارة”، والفيلم البحريني “Dark Forest”، وفيلمان لبنانيان هما “The Ant That Crossed My Sketchbook” و”مذكر”. كما يشارك الفيلم المصري – السوري “نهار عابر”.

وفي دورة العام السابق اعتمد مهرجان القدس للسينما العربية تقليدا سنويا تعرض فيه الأفلام العربية القديمة ضمن فئة “كلاسيكيات السينما العربية”، والتي ستعرض ضمنها نسخة مرممة من الفيلم الوثائقي “تسعون” إنتاج عام 1978 للمخرج اللبناني الراحل مارون بغدادي، إذ يتناول هذا الفيلم سردية أدبية شاعرية يحكيها الأديب والمفكر اللبناني ميخائيل نعيمة.

ووصف مدير وحدة برمجة الأفلام في المهرجان محمد سيد عبدالرحيم الأفلام المشاركة بأنها “أفلام لا تكتفي بعرض الواقع فحسب، بل هي أفلامٌ تقترح الضوء في نهاية العتمة،” مضيفا “نحتفي هذا العام بأصوات سينمائية جديدة وصلبة، كما سنقدم برامج اشتغلنا عليها طوال شهور.”

وممّا تجدر الإشارة إليه، أن الأفلام تتنافس على جائزتين في فئتي الأفلام الطويلة والقصيرة وهما جائزة أفضل فيلم وجائزة لجنة التحكيم، وتتنافس الأفلام الوثائقية الطويلة على جائزة شيرين أبوعاقلة لأفضل فيلم وثائقي طويل وجائزة لجنة التحكيم، كما قد تحصل بعض الأفلام على تنويه خاص من المهرجان، وسيحصل أفضل فيلم في كل فئة على جائزة الاتحاد الأوروبي.

ضمن فئة "كلاسيكيات السينما العربية" ستعرض نسخة مرممة من الفيلم الوثائقي "تسعون" للمخرج اللبناني الراحل مارون بغدادي

وبالإضافة إلى عروض متفرقة للأفلام في مدينة القدس، سيعقد المهرجان ورشة لتطوير سيناريو الفيلم الروائي القصير مع المدربة وصانعة المحتوى السينمائي سلام حصري، وجلسة حوارية بعنوان “التصوير الفوتوغرافي الألماني والسينما المبكرة في القدس” والتي تديرها المعمارية والمستشارة الدولية في الثقافة والسياحة المستدامة غدير النجار، وجولتين تسبقان عروض الأفلام في متحف التراث الفلسطيني والجولة السنوية في مسار درب الصليب في القدس.

ومن ناحية أخرى، قالت مديرة المهرجان نيفين شاهين “على الرغم من التحديات والمساحات التي تضيق علينا كل يوم إلا أن مساحات أخرى تفتح لنا أبوابها محكومة بالأمل،” حيث تنفذ الدورة الخامسة من مهرجان القدس للسينما العربية بدعم من مؤسسة هنرش بل – مكتب فلسطين والأردن، مكتب الممثلية الأيرلندية في رام الله، الاتحاد الأوروبي، مؤسسة منيب وأنجلا المصري، القنصلية الإسبانية العامة في القدس والمسرح الوطني الفلسطيني الحكواتي، وبشراكة مهمة مع المعهد الثقافي الفرنسي في القدس، نادي الهويتشمن في حارة الأرمن، المكتبة العلمية، متحف التراث الفلسطيني أحد أقسام مؤسسة دار الطفل العربي، مكتبة مي وزيادة، مقهى شمس، راديو يبوس، منصة خط وThe Old City Hub، كما ستنظم نسخة مصغرة من المهرجان – سيتم الإعلان عن برنامجها قريباً – في مدينة الناصرة وبيت لحم.”

ويتخذ مهرجان القدس للسينما العربية من جملة “حكايتنا مكملة” شعارا لدورته الخامسة، ويخط في هذا العام رسالة للشعوب العربية بشكل عام والشعب الفلسطيني، يقول فيها “كحنون بريٍّ لا ينبت من الوهم، ولا من العدم.. وبينما يصير كل ما يصوغ حياتنا جافا، تتجدد شقائق النعمان من تربةٍ طيبةٍ رطبةٍ؛ لتحكي حكاية أخرى وتزهرَ في ذاكرتنا كما أزهرت أول مرةٍ في ربيع طفولتنا.نهدي في مهرجان القدس للسينما العربية، في تجددنا الخامس على التوالي، كل من أرادوا أن يحكوا حكاياتهم بأنفسهم زهرة حنون حنونة تشبهنا وتشبهكم.”

يذكر أن مهرجان القدس للسينما العربية تأسس كمبادرة ثقافية عام 2020 الذي شهد فيه العالم جائحة كورونا، وعلى مدار خمس سنوات متتالية أثبت جدارته على الساحة الثقافية الفلسطينية والعربية، واستطاع أن يحقق شراكات مهمة مع مؤسسات مدينة القدس ومراكزها الفنية والثقافية والاجتماعية محققاً بذلك أهدافه التي تصب في تعزيز تواصل المدينة وسكانها مع الإنتاج السينمائي العربي وصانعيه.

14