البحرين تحصل على العضوية غير الدائمة بمجلس الأمن الدولي بعد دعم دولي واسع

الفوز يكرّس حالة من البروز اللافت لبلدان الخليج التي تحوّلت إلى مشارك رئيسي في حلحلة ملفات وقضايا إقليمية ودولية معقدة.
الخميس 2025/06/05
موقع مستحق

المنامة - فازت مملكة البحرين بعضوية غير دائمة بمجلس الأمن الدولي وذلك للمرة الثانية في تاريخها، بعد أن نالت تأييدا واسعا من أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وجاء هذا الفوز ليكرّس حالة من البروز اللافت لبلدان الخليج على وجه العموم في مجال السياسة الدولية، حيث تحوّلت تلك البلدان الست، وخصوصا منها السعودية والإمارات وسلطنة عمان، إلى مشارك رئيسي في حلحلة ملفات وقضايا إقليمية ودولية معقدة، ومدار أساسي للحراك الأممي والدولي المتعلق بتلك القضايا، على غرار ما تقوم به مسقط خلال الفترة الحالية من جهود لتأطير المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران بشأن الملف النووي للأخيرة، وما قامت به سابقا لإطلاق عملية سلام في اليمن برعاية أممية.

وفي مظهر آخر على قدرة بلدان الخليج على التأثير في المشهد الدولي وامتلاكها صوتا مسموعا لدى دول العالم بما في ذلك قواه الكبرى، نجحت دولة الإمارات في قيادة سلسلة وساطات بين روسيا وأوكرانيا أفضت إلى إطلاق سراح أسرى حرب لدى الجانبين في عملية تمّ تتويجها في أبريل الماضي بإنجاز أكبر صفقة للتبادل منذ اندلاع الصراع بين الدولتين ليصل العدد الإجمالي للأسرى الذين تمّ تبادلهم بين البلدين بفعل تلك الوساطات إلى قرابة الأربعة آلاف أسير.

ومن جهتها أصبحت قطر إلى جانب بلدان عربية أخرى طرفا رئيسيا في محاولات تهدئة الحرب في قطاع غزة أملا في التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين لدى الحركة، وإنقاذ الغزيين من الوضع الخطير وبالغ الصعوبة الذي باتوا يعيشونه.

وتجلت فاعلية الدور الإقليمي والدولي لبلدان الخليج مجدّدا خلال الفترة القريبة الماضية في نجاح تلك البلدان في إعادة تأهيل سوريا ما بعد نظام الأسد للاندماج في المجتمع الدولي وإقناع قوى عالمية كبرى على رأسها الولايات المتحدة الأميركية برفع العقوبات عنها وإقامة علاقات طبيعية مع نظامها الجديد.

وحصلت البحرين على العضوية بالمجلس خلال جلسة تصويت أجريت مساء الثلاثاء، لانتخاب خمسة أعضاء جدد للمقاعد غير الدائمة بمجلس الأمن لمناطق العالم الإقليمية. وأفادت الأمم المتحدة عبر موقعها الإلكتروني بأن البحرين فازت بالعضوية غير الدائمة بمجلس الأمن ممثلة عن مجموعة دول آسيا وبلدان المحيط الهادئ. وأضافت أن أربع دول أخرى فازت بعضوية غير دائمة في المجلس، وهي الكونغو الديمقراطية وليبيريا عن المجموعة الأفريقية، ولاتفيا عن دول أوروبا الشرقية، وكولومبيا عن دول أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي.

سفيان القضاة: ندعم البحرين في مسؤولياتها الدولية خدمة للقضايا العربية
سفيان القضاة: ندعم البحرين في مسؤولياتها الدولية خدمة للقضايا العربية

وستسري عضوية الدول الخمس خلال الفترة بين الأول من يناير 2026 والحادي والثلاثين من ديسمبر 2027. ورغم ترشحها دون منافس، خضعت البحرين كبقية المرشحين لتصويت سري في الجمعية العامة وفق الأعراف المتبعة، حيث يتعيّن على كل مرشح نيل ثلثي أصوات الأعضاء الحاضرين والمصوّتين حتى يُنتخب رسميا.

وبحسب البيان الأممي “حصلت البحرين على 186 صوتا من أصل 187 شاركوا في التصويت”. وسبق أن شغلت البحرين عضوية غير دائمة في مجلس الأمن خلال الفترة بين الأول من يناير 1998 والحادي والثلاثين من ديسمبر 1999.

وعقب إعلان النتائج، تلقت البحرين تهاني من دول عربية عدة، إذ أعربت مصر في بيان للخارجية عن “ثقتها في أن مملكة البحرين ستقوم بدور فاعل وبناء في مجلس الأمن لدعم السلم والأمن الدوليين، وستكون صوتا عربيا صادقا يدافع عن قضايا أمتنا العربية في هذا المحفل الدولي الهام”. ومن جهتها أعربت السعودية عن “خالص التهاني لمملكة البحرين الشقيقة بمناسبة انتخابها للعضوية غير الدائمة في مجلس الأمن”. وتمنت لها “التوفيق في تمثيلها للمجموعة العربية، والنجاح في أداء مهامها”.

وبدورها، هنّأت قطر البحرين بمناسبة انتخابها عضوا غير دائم في مجلس الأمن. وعبّرت وزارة الخارجية القطرية في بيان عن تمنياتها بالتوفيق للبحرين في “خدمة القضايا العربية وتسخير علاقاتها مع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، خاصة دول منطقة الشرق الأوسط، لمتابعة تنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بحل نزاعات المنطقة”.

وعلى النحو ذاته، أعرب الأردن عن “أصدق التهاني والتبريكات لمملكة البحرين، بمناسبة انتخابها عضوًا غير دائم في مجلس الأمن، ومُمثّلا للعرب في هذا المنتدى الدولي المهم”. وأكّد متحدث وزارة الخارجية الأردنية سفيان القضاة عبر بيان أن “هذا الموقع المستحق لمملكة البحرين يعكس مكانتها المرموقة على المستويين الإقليمي والدولي، وتميّز دبلوماسيتها وجهودها المُقدَّرة في دعم الأمن والسلم الإقليمي والدولي والبرامج الإنسانية والتنموية حول العالم”.

كما شدّد القضاة على “وقوف الأردن ودعمه المطلق لمملكة البحرين في إنجاح جهودها ومسؤولياتها الدولية، بما يسهم في خدمة القضايا والمصالح العربية المشتركة وفي مقدمها القضية الفلسطينية.”

ويضم مجلس الأمن خمسة عشر عضوا بينهم خمسة دائمون يتمتعون بحق النقض “الفيتو” وهم كل من الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا، بالإضافة إلى عشرة أعضاء غير دائمين يُنتخبون بالتناوب لمدة عامين. ومن المقرر أن تنتهي مدة عضوية خمسة أعضاء آخرين غير دائمين في مجلس الأمن بنهاية 2025 وهم الجزائر وغيانا وجمهورية كوريا وسيراليون وسلوفينيا.

أما الأعضاء الخمسة الآخرون الذين تنتهي عضويتهم في نهاية 2026 فهم الدانمارك واليونان وباكستان وبنما والصومال. ولم يسبق لأكثر من 50 دولة من أصل 193 عضوا في الأمم المتحدة أن شغلت عضوية مجلس الأمن.

3