مهرجان كابروليه للأفلام القصيرة يطرح تساؤلات حول القواعد المجتمعية والتمرد

المهرجان يطلق للمرة الأولى نسخة منه مخصصة للأطفال بعنوان “كابريوليه كيدز”، بالتعاون مع مهرجان كليرمون فيران الدولي.
الخميس 2025/06/05
عروض في الهواء الطلق

بيروت – سينطلق مهرجان كابريوليه للأفلام القصيرة بنسخته الـ17 في السادس من يونيو الحالي وسيستمر ثلاثة أيام، حاملا معه رؤية موسعة ورسالة فنية وإنسانية قوية تهدف إلى جمع المناطق اللبنانية على اختلافها حول الشاشة الكبيرة، وإشعال شغف السينما في قلب كل مدينة وقرية.

المهرجان تنظمه جمعية “لابوراتوار دار” (مختبر الفن)، التي كشفت في بيان أن الدورة السابعة عشرة تعرض “42 فيلما قصيرا تم اختيارها بعناية من أصل أكثر من 3500 مشاركة من حول العالم، جميعها تتمحور حول عنوان عميق وحيوي: ‘العصيان’، قصص جريئة، رؤى غير تقليدية وأصوات سينمائية تخرج عن المألوف لتطرح تساؤلات كبيرة حول القواعد المجتمعية، والتمرد وحرية التعبير.”

 الدورة السابعة عشرة تعرض “42 فيلما قصيرا تم اختيارها بعناية من أصل أكثر من 3500 مشاركة من حول العالم
الدورة السابعة عشرة تعرض "42 فيلما قصيرا تم اختيارها بعناية من أصل أكثر من 3500 مشاركة من حول العالم"

ولفتت إلى أن “ما يميز المهرجان ليس فقط نوعية الأفلام، بل طبيعة التجربة نفسها. فالعروض، كما في كل عام، تقام في الهواء الطلق، وتحول الساحات العامة والشوارع والمواقع الأثرية إلى صالات عرض مفتوحة. وستعرض الأفلام بشكل متزامن وفي اللحظة نفسها في 15 منطقة لبنانية وهي: بيروت، جونية، جبيل، راسمسقا، إهدن، دوما، بعلبك، زحلة، ضهور الشوير، عماطور، دير القمر، عين زبدة، صيدا وصور،” معتبرة أن “المهرجان يشكل مساحة تواصل مباشر بين المخرجين والممثلين والجمهور.”

وأوضح مؤسس المهرجان إبراهيم سماحة أن “المكان مفتوح للجميع، خصوصا لأولئك الذين لا يملكون فرصة دخول صالات السينما. إنها فرصة ذهبية لاكتشاف مواهب جديدة والاحتفال بالطاقة الإبداعية اللبنانية.” وذكر البيان أنه “كما في كل نسخة، يرافق المهرجان أحد أبرز وجوه الشاشة اللبنانية.”

ومن الأسماء التي سبق أن احتفى بها المهرجان جوليا قصار وريتا حايك ورودي سليمان وندى أبوفرحات وبديع أبوشقرا وجورج خباز ونادين لبكي وغبريال يمين وعادل كرم وكارمن بصيبص.

ويقول إبراهيم سماحة إنه في نسخة المهرجان للعام 2025 “ينضم إلى العائلة السينمائية للمهرجان النجم كميل سلامة كوجه داعم وملهم للجمهور.”

وتابع أنه “في إطار تعزيز التبادل الثقافي العربي، يفتخر مهرجان كابريوليه هذا العام بتقديم فيلمين سعوديين قصيرين ضمن البرنامج الرسمي، ليعرضا في كل المناطق المشاركة، تأكيدا لانفتاح لبنان الفني ودوره الريادي في بناء جسور الحوار السينمائي العربي.”

ولفت إلى أن المهرجان “يطلق للمرة الأولى نسخة منه مخصصة للأطفال بعنوان ‘كابريوليه كيدز’، بالتعاون مع مهرجان كليرمون فيران الدولي للأفلام القصيرة، وهو أحد أهم وأعرق المهرجانات السينمائية في العالم.”

وستقام العروض الخاصة بالأطفال يوم 7 يونيو الحالي في مناطق عدة هي: متحف سرسق (بيروت)، مسرح إشبيليا (صيدا)، صور، زحلة وراسمسقا، وتتضمن برنامجين حسب الفئة العمرية: عرض مخصص للأطفال من عمر 4 إلى 8 سنوات وآخر مخصص للمراهقين من عمر 8 إلى 14 سنة.

الأفلام القصيرة المستقلة في لبنان تُعدّ جزءًا حيويًا من المشهد السينمائي، حيث تعكس الواقع الاجتماعي والسياسي والثقافي للبلاد

وقالت إدارة المهرجان إن “هذه المبادرة تهدف إلى فتح أبواب السينما أمام الجيل الجديد، مجانا، وتغذية الخيال والإبداع وحب الفن والثقافة منذ الصغر.”

ومهرجان كابريوليه للأفلام القصيرة هو مهرجان سنوي يُقام في لبنان، ويُعد منصة مهمة لعرض الأفلام القصيرة من مختلف أنحاء العالم، مع تركيز خاص على الأعمال المستقلة واللبنانية.

ويُقام المهرجان في موعد ثابت في شهر يونيو، ويجمع صانعي الأفلام من خلفيات ثقافية واجتماعية متنوعة. ويهدف إلى دعم وتشجيع السينما المستقلة، وتوفير منصة لعرض الأفلام التي تعكس قضايا اجتماعية وإنسانية معاصرة.

ويمنح المهرجان جوائز في عدة فئات، تشمل أفضل فيلم قصير وأفضل مخرج وأفضل سيناريو وأفضل تمثيل. كما يُنظم جلسات نقاشية مع المخرجين، تُنشر عبر منصاته على وسائل التواصل الاجتماعي لتعزيز التواصل بين الجمهور وصانعي الأفلام.

وتُعدّ الأفلام القصيرة المستقلة في لبنان جزءًا حيويًا من المشهد السينمائي، حيث تعكس الواقع الاجتماعي والسياسي والثقافي للبلاد. وتتميز هذه الأفلام بتنوعها الفني والموضوعي، وتُعرض -إلى جانب مهرجان كابريوليه -في مهرجانات محلية ودولية، ما يساهم في تسليط الضوء على قضايا مهمة من خلال عدسات صانعي الأفلام اللبنانيين.

وجمعية “مختبر الفن” المنظم لمهرجان كابريوليه، هي منظمة ثقافية لبنانية غير ربحية تأسست عام 2012 بموجب مرسوم من وزارة الداخلية والبلديات اللبنانية. وتسعى الجمعية إلى دعم وتعزيز المشهد الفني والثقافي في لبنان من خلال توفير مساحة للتجريب والتبادل الثقافي بين الفنانين والمجتمعات المختلفة. كما تسعى إلى تمكين الفنانين اللبنانيين من التعبير عن أنفسهم وتطوير مهاراتهم الفنية.

14