قصف إسرائيلي وتوغل بري في جنوب سوريا بعد إطلاق مقذوفين

كاتس يحمل الشرع المسؤولية فيما تحمل دمشق أطرافا تسعى إلى زعزعة الاستقرار وتتهم إسرائيل بالتسبب في خسائر بشرية ومادية جسيمة بمحافظة درعا.
الأربعاء 2025/06/04
جنوب سوريا في مرمى التصعيد

دمشق - استهدفت سلسلة غارات جوية إسرائيلية مواقع عدة في جنوب سوريا ليل الثلاثاء-الأربعاء، في قصف قال الجيش الإسرائيلي إنّه طال أسلحة تابعة للسلطات السورية وأتى ردّا على إطلاق مقذوفين من أراضيها باتجاه الدولة العبرية.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان "هزّت انفجارات عنيفة مدينة القنيطرة وريف درعا في جنوب سوريا نتيجة غارات جوية إسرائيلية"، من دون أن يفيد في الحال عن سقوط قتلى أو جرحى من جرائها.

من جهته، أكد الجيش الإسرائيلي في بيان على حسابه في تطبيق تلغرام أنّ طائراته "ضربت أسلحة تابعة للنظام السوري في منطقة جنوب سوريا"، مشيرا إلى أنّ "النظام السوري مسؤول عن الوضع الراهن في سوريا وسيستمر في تحمّل العواقب طالما استمرت الأنشطة العدائية في الانطلاق من أراضيه".

وبحسب المرصد فقد استهدفت الغارات الجوية الإسرائيلية "كلا من الفوج 175 في محيط مدينة إزرع، ومحيط تل المال شمالي درعا، وتل الشعار في محيط القنيطرة".

وفي تطور لافت، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه رصد "دخولا بريا لدبّابات إسرائيلية في منطقة حوض اليرموك بريف درعا الغربي، وسط تحليق مكثف للطائرات المسيرة والاستطلاعية في أجواء المنطقة".

ويشير هذا التوغل البري إلى تصعيد نوعي في طبيعة الرد الإسرائيلي، ويتزامن مع تزايد التوتر في الأسابيع الماضية، بما في ذلك تقارير عن توغلات عسكرية إسرائيلية سابقة في القرى المجاورة.

وأتت هذه الغارات بعد قصف نفّذته مدفعية الجيش الإسرائيلي باتجاه جنوب سوريا، بحسب ما أعلن الجيش الإسرائيلي.

وحمّل وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الرئيس السوري أحمد الشرع المسؤولية المباشرة عن إطلاق المقذوفين من سوريا باتجاه أراضي إسرائيل.

وقال كاتس بحسب ما نقل عنه بيان لوزارة الدفاع "نعتبر رئيس سوريا مسؤولا في شكل مباشر عن أيّ تهديد أو قصف يستهدف دولة إسرائيل".

لكنّ السلطات السورية سارعت إلى تحميل مسؤولية إطلاق المقذوفين لأطراف "تسعى إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة".

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن المكتب الإعلامي لوزارة الخارجية قوله "لم يتم حتى اللحظة التثبت من صحة الأنباء المتداولة عن قصف باتجاه الجانب الإسرائيلي".

وأضافت "نؤكد أنّ سوريا لم ولن تشكّل تهديدا لأيّ طرف في المنطقة".

وأجرت سوريا وإسرائيل في الآونة الأخيرة محادثات مباشرة لتخفيف حدة التوتر، وهو تطور مهم في العلاقات بين طرفين في نزاع منذ عقود.

وقال الجيش الإسرائيلي في وقت سابق الثلاثاء إن مقذوفين أطلقا من سوريا باتجاه إسرائيل وسقطا في منطقتين مفتوحتين.

وتداول عدد من وسائل الإعلام العربية والفلسطينية بيانا تعلن فيه جماعة غير مشهورة اسمها "كتائب الشهيد محمد الضيف" المسؤولية. ويشير اسم الجماعة على ما يبدو إلى قائد الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) الذي قتل في غارة إسرائيلية عام 2024.

ولم تتمكن رويترز من التحقق من البيان بشكل مستقل.

وقالت وسائل إعلام سورية رسمية في وقت سابق إن إسرائيل ضربت منطقة في محافظة درعا بجنوب سوريا، وهو هجوم قالت وزارة الخارجية السورية في وقت لاحق إنه أسفر عن "خسائر بشرية ومادية جسيمة".

وقال سكان إن قذائف هاون إسرائيلية استهدفت منطقة حوض اليرموك غربي محافظة درعا، بالقرب من الحدود مع هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل.

وشهدت المنطقة توترا متزايدا في الأسابيع القليلة الماضية، بما يشمل تقارير عن توغلات عسكرية إسرائيلية في القرى المجاورة، حيث أفادت بلاغات بأن السكان مُنعوا من زراعة محاصيلهم.

وتشن إسرائيل حملة قصف جوي دمرت الكثير من البنى التحتية العسكرية في البلاد.

وتحتل إسرائيل هضبة الجولان السورية منذ حرب عام 1967، واستولت على المزيد من الأراضي في أعقاب الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد في ديسمبر كانون الأول، متذرعة بمخاوف مستمرة من الماضي المتطرف لحكام البلاد الجدد.

وفي نفس الوقت تقريبا الذي أعلنت فيه إسرائيل عن سقوط قذيفتين من سوريا، قال الجيش الإسرائيلي إنه اعترض صاروخا من اليمن.

وقالت جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران إنها استهدفت يافا في إسرائيل بصاروخ بالستي. وتشن الجماعة هجمات على إسرائيل قائلة إنها تفعل ذلك لدعم الفلسطينيين خلال الحرب الإسرائيلية على غزة.