خمس عادات يومية في روتينك تضيف عقدا إلى عمرك

ممارسات صغيرة ومتواصلة تسهم في حياة أطول وأكثر صحة وسعادة.
الأربعاء 2025/06/04
المشي السريع والعلاقات الاجتماعية من أهم العادات اليومية

العادات اليومية البسيطة يمكنها أن تُطيل العمر وتُحسّن الصحة بشكل ملحوظ. فممارسة النشاط البدني بانتظام، واتّباع نظام غذائي غني بالأطعمة الصحية، وإعطاء الأولوية للنوم، وإدارة التوتر، وتعزيز العلاقات الاجتماعية القوية، كلها أمور أساسية تُسهم في حياة أطول وأكثر صحة وسعادة.

لندن - كشفت دراسة حديثة الوصفة السحرية التي يمكن أن تطيل العمر لمدة عشر سنوات بفضل عادات يومية صغيرة يمكن إضافتها إلى الروتين اليومي، فتسهم في منح حياة أطول وأكثر صحة وسعادة، مع التأكيد على أهمية اتخاذ خطوات صغيرة ومتواصلة نحو الصحة العامة.

ونشرت مجلة “نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسن” دراسة تكشف أن التركيز على تجنب عوامل الأزمات القلبية الوعائية مثل ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول، وإجراء تغييرات صحية في نمط الحياة قبل بلوغ سن الخمسين يمكن أن يضيف عشرة أعوام إلى حياة الشخص. وأول هذه الممارسات طريقة النوم الأسكندنافية أو ما يعرف بانفصال النوم، وهو مصطلح يعني نوم كل من الزوج والزوجة في سرير منفرد، أو غرفة منفصلة. فبفضل العزلة التي فرضها كوفيد والشخير، أصبح النوم وحيداً، خياراً ليلياً شائعاً للأزواج الباحثين عن راحة مثالية أثناء النوم.

وأظهر استطلاع أجرته يوجوف أن 37 في المئة من البريطانيين ينامون بشكل أفضل عندما يكونون بمفردهم وفي الولايات المتحدة ينام 35 في المئة من الأزواج بسعادة في أسرّة أو غرف منفصلة عن شركائهم. وقالت ستيفاني كولير، طبيبة نفسية في مستشفى ماكلين التابع لجامعة هارفارد “تغيير بيئة النوم يمكن أن يكون محورياً فالنوم المتواصل يعني راحة أفضل، تفكيراً أوضح، ومزيداً من المرونة العاطفية.”

كما أن الفوائد الجسدية تشمل انخفاض التوتر القلبي وتقوية المناعة وتقليل خطر السمنة والسكري، بحسب ما نشرته صحيفة “تليغراف”. وإذا لم يكن بالإمكان وجود غرفة نوم ثانية، توصي كولير بانفصال تجريبي في النوم عبر تقنيات بسيطة مثل أوقات نوم متباعدة، واستخدام أغطية منفصلة وهو ما يعرف بالطريقة الأسكندنافية، أو اللجوء إلى سدادات الأذن وآلات الضوضاء البيضاء.

والعادة الثانية المهمة هي الحركة لتحسين أدائك الجسدي والمعرفي، حيث أظهرت دراسة أسترالية جديدة نُشرت في مجلة “سبورت ميديسن” أن البرامج الرياضية التي تشمل حركة منظمة مثل الرقص قد توفر فوائد نفسية ومعرفية تتفوق أحياناً على التمارين التقليدية. ولاحظت الدراسة تحسناً في الصحة النفسية عبر الأعمار والحالات الصحية، خاصة في جوانب مثل القلق والاكتئاب وجودة الحياة. وينصح ثالثا بتناول مكملات الأوميغا 3، فإذا أردت قلباً سليماً وعقلاً أكثر نشاطاً وتقليل الالتهابات، فأنت في حاجة إلى الأحماض الدهنية أوميغا 3.

◙ العلاقات الاجتماعية والروابط الإنسانية الصادقة من أقوى الطرق المدعومة بالأدلة لإطالة العمر وجودة الحياة

ووجدت دراسة حديثة أن هذه الأحماض قد تساعد في الحفاظ على النهايات الواقية للكروموسومات “التيلوميرات” والتي تقصر مع التقدم في العمر وترتبط بأمراض الشيخوخة. كما تتضاعف فائدتها إذا تم تناولها مع فيتامين دال. وقد وجدت الدراسة أن تناول مكملات الأوميغا 3 يُطيل تلك التيلوميرات.

ويُشير خبراء التغذية إلى وجود هذه الأحماض في الأسماك الزيتية، مثل السلمون، والماكريل، والسردين، والبدائل النباتية، مثل بذور الكتان، وبذور الشيا، والجوز، إلا أن دراسة حديثة وجدت أن زيادة مستويات الأوميغا 3 من خلال تناولها على شكل مكملات غذائية قد تُساعد أيضاً في تأخير عملية الشيخوخة.

والسر الرابع في مواصلة المشي.. ولكن أسرع قليلاً، إذ تقول الدراسات أن السرعة والجودة لا تقلان أهمية عن عدد الخطوات. ووجدت دراسة نُشرت في “المجلة الأوروبية لأمراض القلب الوقائية” أن المشي 2337 خطوة يومياً يبدأ في تقليل خطر الوفاة بأمراض القلب. كما أثبتت أن 3867 خطوة على الأقل تُقلل من خطر الوفاة لأيّ سبب. وبالنسبة إلى كبار السن، فإن المشي ما بين 6 آلاف و9 آلاف خطوة يومياً يُقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة تصل إلى 50 في المئة.

وينصح الأطباء بالمشي السريع، بمعدل أكثر من 100 خطوة في الدقيقة، لمدة 20 إلى 30 دقيقة يومياً. ووجدت دراسة جديدة أجراها الدكتور إلروي أغيار، الأستاذ المساعد في قسم علم الحركة في جامعة ألاباما، أن جودة التمارين الرياضية وكميتها لهما تأثير كبير في إطالة العمر.

ومن المهم إضافة أطعمة غنية بالبوتاسيوم إلى النظام الغذائي، فعلى سبيل المثال يعاني ثلث البالغين في بريطانيا من ارتفاع ضغط الدم. وقالت دراسة من جامعة واترلو في كندا، إن تناول المزيد من الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم (مثل الأفوكادو، والموز والسلمون) قد يكون أكثر فاعلية في خفض ضغط الدم من مجرد تقليل الصوديوم.

وأكدت دراسات أخرى أن الأشخاص الذين يستهلكون المزيد من البوتاسيوم أقل عرضة بنسبة 13 في المئة للإصابة بالنوبات القلبية أو السكتات الدماغية. ويتجاهل الكثيرون أهمية العنصر الخامس وهو إعطاء العلاقات الاجتماعية أولوية في الحياة، ففي عالم يمجد الاستقلالية والتفوق، لا تزال الروابط الإنسانية الصادقة واحدة من أقوى الطرق المدعومة بالأدلة لإطالة العمر وجودة الحياة.

وعندما أصبحت “جائحة الوحدة” مشكلة مقلقة نتيجة انتشار كوفيد – 19، أنشأت منظمة الصحة العالمية لجنة خاصة لدراسة تأثير العزلة. وأظهرت الدراسات أن العلاقات الاجتماعية الصحية يمكن أن تزيد من فرص العيش لفترة أطول بنسبة تصل إلى 50 في المئة. وبحسب العلماء لا يتعلق الأمر بكثرة المناسبات الاجتماعية، بل بالوجود الحقيقي عند لقاء من نحب، والاستثمار في فهمهم، وتقديم تفاعل دافئ يتفوق أحياناً على أيّ روتين صحي مثالي.

16