مزايا التحديثات تضع السيارات المتصلة خارج الخدمة

لندن- تبدو مزايا تحديث برمجيات السيارات المتصلة للوهلة الأولى مثيرة للجدل، حيث إن القدرة على إيقافها عن بُعد أو تعطيل وظائفها عبر تحديث برمجي، قد تتحول من خطر محتمل إلى أداة فعالة لتعزيز الأمان، وضبط الاستخدام، وتقديم خدمات مبتكرة.

وسواء كان التطبيق على الهاتف يربطك رقميا بأيّ سيارة في جميع الأوقات، أو زرا في الكونسول العلوي قادرا على الوصول إلى فرق الاستجابة السريعة أو خدمات الاستقبال، فإن الخدمات المتصلة ستبقى متوفرة في السيارات الجديدة.

وتقدم جميع شركات صناعة السيارات الكبرى خدمات المساعدة على الطريق، والاستجابة للطوارئ، وتطبيقات، وغيرها الكثير، ومعظمها من المعدات القياسية التي تتضمن فترة تجريبية مجانية لتُدمنها.

ولكن، ماذا يحدث عندما تصبح السيارة قديمة وإلى متى ستستمر هذه الخدمات المتصلة، التي غالبا ما تكون قائمة على الاشتراك، في العمل أو ستظل مدعومة من الشركات المصنعة.

سكوت إيفانس: نحتاج فقط إلى معالج دقيق صغير قادر على إجراء الحسابات

والخدمات المتصلة مصطلح شامل لكل ما يمكن لسيارتك إرساله واستقباله عبر الإنترنت وتشمل ميزات مثل الاتصال التلقائي برقم الطوارئ بعد وقوع حادث، وخدمة المساعدة على الطريق بعد الأعطال.

وتتضمن كذلك تحديثات البرامج اللاسلكية (أو.تي.أي)، وتقارير حالة السيارة التي يمكن إرسالها إلى الوكيل، ونقاط اتصال واي فاي في السيارة، وتطبيقات الهاتف التي تتيح لك الاتصال ببعض وظائف سيارتك وحتى التحكم فيها. وتُعدّ هذه الخدمات أيضا تجارة كبيرة. وتتطلب معظم الخدمات المتصلة اشتراكا مدفوعا بمجرد انتهاء الفترة التجريبية المجانية عادة من ثلاثة أشهر إلى عام.

ومع إضافة المزيد منها إلى لوحة القيادة، تأمل شركات صناعة السيارات في جني المليارات من الدولارات سنويا من الاشتراكات فقط. وهذا لا يعني أن السيارات القديمة ستظل مدعومة إلى الأبد.

وبدأ هذا بالفعل يؤثر على السيارات القديمة المزودة بأجهزة مودم جي 3 التي تُدير اتصالات البيانات الخاصة بها. وفي عام 2022، تم إغلاق آخر شبكات جي 3 في الولايات المتحدة مع انتقال شركات الاتصالات إلى شبكات جي 4 وأل.تي.إي وجي 5.

وكان هذا، بالطبع، خارج سيطرة شركات صناعة السيارات، ولكنه يعني انقطاع خدمات الاتصال عن السيارات القديمة، إذ لم تعد قادرة على الاتصال بشبكة البيانات الخلوية.

ولم تتأثر السيارات الأحدث المزودة بأجهزة مودم جي 4 وأل.تي.إي وجي 5، مع أن إيقاف شبكة جي 4 مسألة وقت فقط. وعرضت بعض شركات صناعة السيارات استبدال أجهزة مودم جي 3 بأجهزة مودم دي 4، لكنها لم تكن مُلزمة بذلك.

ويقول خبير السيارات سكوت إيفانس الذي يكتب لمنصة “موتور تريند” البريطانية إنه ليس التقادم التكنولوجي هو الشيء الوحيد الذي يُقلق مالكي الطرازات القديمة. وأكد أنه يُمكن لشركات السيارات في أي وقت أن تُقرر عدم دعم الأجهزة والبرامج القديمة، كما أعلنت أكيورا مؤخرا. وفي إشعار نُشر على بوابة “ماي غراج” الخاصة بها في الخميس الماضي، أبلغت أكيورا مالكي العديد من الطرازات المصنّعة خلال السنوات الـ12 الماضية أنه سيتم قطع وصولهم إلى خدمات أكيورا لينك المتصلة في 21 يوليو 2025.

ويشمل الإشعار السيارات من طراز 2014 المزودة بأجهزة مودم جي 3 والمفصولة بالفعل، بالإضافة إلى السيارات الجديدة حتى طرازات 2022 المزودة بأجهزة مودم جي 4 أو أحدث، والتي لا تزال قادرة على الاتصال بشبكة البيانات الخلوية.

وهذا يعني أن الأشخاص الذين اشتروا سيارة أكيورا أن.أس.إكس تيب أس موديل 2022 الجديدة كليا مقابل 171.49 ألف دولار سيُقطع عنهم الآن الوصول إلى خدمات الاتصال، تماما مثل أي شخص يمتلك سيارة أم.دي.إكس متعددة الأغراض موديل 2014.

أما الأشخاص الذي اشتروا سيارة تي.أل.إكس موديل 2019 مستعملة ومعتمدة ومدرجة على موقع أكيورا الإلكتروني، فسيُقطع عنه الوصول إلى خدماته في أقل من شهرين.

وهذا يعني كل شيء، بدءا من خدمة المساعدة على الطريق، بدءا من بإشعارات الاستدعاء والتي ستظل تُرسل بالبريد إلى المستخدمين بالطبع، وصولا إلى تحديد موعد لدى الوكيل، والاتصال التلقائي برقم الطوارئ بعد وقوع حادث، والوصول إلى المساعدة في تحديد موقع سيارة مسروقة، وإرسال الوجهة إلى نظام الملاحة، وحتى مجرد قفل الأبواب وفتحها من التطبيق، سيتوقف عن العمل. ورغم أن خدمة المستخدمين قد تُعتبر سيئة، إلا أنه لا يوجد قانون أو التزام تعاقدي يُلزم شركات، مثل أكيورا، بمواصلة دعم الطرازات القديمة المزودة بأجهزة وبرامج قديمة. بل على العكس تماما.

وليست أكيورا وحدها في هذا النوع من المصطلحات القانونية. فلقد راجعنا شروط وأحكام خدمات الاتصال التي تقدمها علامات تجارية رئيسية أخرى مثل جي.أم أون ستار وهيونداي بلو لينك ونيسان كونكت.

وجميع هذه الشروط تتضمن أحكاما مماثلة تسمح لشركات صناعة السيارات بقطع اتصالك في أيّ وقت، ولأيّ سبب كان، حتى دون أيّ سبب على الإطلاق، بحسب إيفانس.

ومع أن شركات الاتصالات لا تستطيع التحكم في ما تفعله، إلا أنه لا يوجد ما يمنع شركات صناعة السيارات من دعم الطرازات القديمة بتحديثات البرامج والأجهزة.

ولا تزال شركة تسلا، الرائدة في مجال تطبيقات السيارات، تدعم طراز موديل أس الأصلي لعام 2012 بتحديثات البرامج وبعض تحديثات الأجهزة بعد 13 عاما. ولا أحد يعلم إلى متى ستستمر الشركة في ذلك، ولكنه يُثبت قدرة شركات صناعة السيارات على تصميم سياراتها لتقبل أجهزة المودم، وأجهزة الكمبيوتر المدمجة، والبرامج المُحدّثة إذا رغبت في ذلك.

والأمر لا يقتصر على المُغيّرين فحسب. ففي عام 2020 وعدت أودي بتصميم أجهزة كمبيوتر المعلومات والترفيه الخاصة بها بحيث تُستبدل بوحدات أحدث لإطالة عمر سياراتها، إلا أنها لم تعد تُعلن عن ذلك.

وكل من لمس جهازا مزودا بشريحة كمبيوتر يعلم أن هذا الجهاز سيصبح قديما في نهاية المطاف. حتى الهواتف المحمولة، حتى لو كانت لا تزال تعمل بشكل جيد، ستتوقف في النهاية عن تلقي تحديثات البرامج.

ويبقى السؤال حول ما إذا كانت شركات السيارات ستواصل دعم طرازاتها القديمة، وما إذا كانت ستختار تصميم طرازات جديدة مع مراعاة التوافق مع الإصدارات السابقة. ففي النهاية، هذه هي الصناعة التي ابتكرت فكرة “التقادم المُخطط” لبيع المزيد من السيارات.

ومن المرجح أن يكون الرد المتضافر من جانب المستخدمين الغاضبين هو الشيء الوحيد الذي قد يمنع شركة صناعة السيارات من قطع الخدمات المتصلة، على الأقل حتى تتحرك شبكة الهاتف المحمول مرة أخرى.