تونس تلجأ إلى استيراد اللحوم من رومانيا لتعديل غلاء أسعار الأضاحي

 عدد من الأسر في تونس لا يتعامل مع الأضحية على أنها شعيرة دينية مرتبطة بالقدرة على أدائها، بل كعادة تصعب مقاطعتها.
الثلاثاء 2025/06/03
أسعار لا تتناسب مع القدرة الشرائية للتونسي

تونس – قالت غرفة القصابين في تونس إنها ستبدأ الثلاثاء بتسويق لحوم الضأن المجمدة والمستوردة من رومانيا لمواجهة الغلاء في أسعار الأضاحي هذا العام، في وقت يتحكم فيه الوسطاء في السوق ويفرضون أسعارا لا تتماشى مع القدرة الشرائية للمواطنين من الفئات محدودة الدخل وكذلك من الطبقة المتوسطة التي ينتمي إليها موظفو المؤسسات الحكومية.

وتركت السلطات ودار الإفتاء في تونس الباب مفتوحا لإحياء شعيرة عيد الأضحى هذا العام رغم الجفاف الذي ضرب البلاد على مدى السنوات الخمس الأخيرة ما أدى إلى الإضرار بأعداد المواشي.

لكن الإقبال على نقاط البيع لا يزال ضعيفا جدا بسبب الارتفاع الكبير للأسعار من قبل الوسطاء والمضاربين.

ويمكن أن يصل متوسط سعر الخروف إلى 500 دولار أميركي في بلد لا يتجاوز فيه الأجر الأدنى المضمون قرابة 170 دولارا بينما يبلغ متوسط الرواتب حوالي 300 دولار.

500

دولار أميركي متوسط سعر الخروف في بلد لا يتجاوز فيه الأجر الأدنى المضمون قرابة 170 دولارا

وقال رئيس غرفة القصابين أحمد العميري لوسائل الإعلام المحلية إن “الوضع في سوق الأضاحي يعكس نوعا من المقاطعة، وهي ردة فعل من قبل المستهلك التونسي ضد الأسعار الخيالية.”

ويسعى المشترون للأضاحي لانتظار اليوم الأخير قبل العيد على أمل أن تستقر الأسعار وتنزل إلى مستوى يكون في متناول غالبية الناس. لكن الوسطاء، الذين يتحكمون بحركة البيع والشراء، يظلون إلى آخر لحظة متمسكين برفع الأسعار لمعرفتهم بأن أغلب العائلات في المدن تفضل شراء الأضاحي في آخر وقت ليس فقط بسبب الأسعار، ولكن لعدم امتلاك أماكن الاحتفاظ بالأضحية خاصة بالنسبة إلى سكان العمارات.

ويلجأ الكثير من محدودي الدخل إلى شراء بضعة كيلوغرامات من اللحم لشوائها يوم العيد مراعاة لمشاعر العائلة وخاصة الأطفال في يوم يتباهى فيه التونسيون بكثرة استهلاك اللحوم.

ويمثل عيد الأضحى واحدا من أهم المواسم الاستهلاكية لدى التونسيين، كما يمثل الخروف عادة اجتماعية يصعب التخلي عنها.

ولا يتعامل عدد من الأسر في تونس مع الخروف على أنه أضحية وشعيرة دينية مرتبطة بالقدرة على أدائها، بل يتعاملون معه كعادة تصعب مقاطعتها، لذلك يحرصون على شرائه مهما كانت ظروفهم المادية صعبة خصوصا إذا كان للعائلة أطفال صغار.

وطرحت الغرفة مبادرة مع نواب في البرلمان ووزارة التجارة، لتوريد أربع حاويات تضم 5200 خروف من رومانيا. وهي ليست المرة الأولى التي تتوجه فيها تونس إلى الاستيراد من هذا البلد الأوروبي لتعديل السوق الداخلية.

ومن غير المتوقع أن تسدّ الكميات المحدودة الموردة احتياجات السوق والطلب المتزايد على اللحوم ذات الأسعار المنافسة والمقبولة. وبحسب غرفة القصابين سيجري تسويق هذه اللحوم على قاعدة 16 دولارا للكيلوغرام الواحد في عدة نقاط بيع بالعاصمة وولايات صفاقس وبنزرت والكاف وسوسة.

pp

ومع كل عام تنشط دعوات لمقاطعة شراء خروف العيد الذي يسميه التونسيون “علوش العيد” لفرض تراجع الأسعار، وفي نفس الوقت الحفاظ على الثروة الحيوانية في وقت يتراجع فيه قطيع الضأن في البلاد، لكن الدعوات تقابل بموقف حاسم من مؤسسة الإفتاء.

وقال ديوان الإفتاء في تونس إنه لن يكون هناك إلغاء لشعيرة الأضحية هذا العام، بعد خطوة مماثلة كان اتخذها المغرب لأسباب مناخية. وذكّر الديوان بما جاء في بيان سابق صادر عنه في 2023 “جوابا عن السؤال الذي طرحته الغرفة الوطنية للقصابين والمتعلق بإمكانية إلغاء عيد الأضحى للمحافظة على الثروة الحيوانية ولارتفاع أسعار الأضاحي.”

وقال الديوان في رده إن الأضحية “شعيرة من شعائر الله” وهي “من أعظم العبادات وأجل الطاعات،” مشيرا إلى أنها “سنة مؤكدة داوم على فعلها الرسول صلى الله عليه وسلم. ويقوم بها المسلم على قدر الاستطاعة.”

1