جزيئات السكر الزائدة في الجسم تؤثر على مرونة البشرة

ينصح خبراء التجميل وأطباء الجلد بالتحكم في كميات السكر المتناولة، وخاصة السكر المضاف، وهو السكر الذي لا يوجد طبيعيا في المنتجات، بل يضاف إليها من قبل المنتجين؛ وذلك لعلاقة جزيئات السكر الزائدة في الجسم بمرونة البشرة. ووجد الخبراء أن العملية الكيميائية التي ترتبط فيها جزيئات السكر بالبروتينات أو الدهون تؤثر على نضارة الجلد وتفقد البشرة حيويتها وإشراقها.
موسكو - يشير خبراء التجميل وأطباء الجلد إلى عملية كيميائية حيوية ترتبط فيها جزيئات السكر الزائدة في الجسم بالبروتينات أو الدهون أو الأحماض النووية.
وقالت الدكتورة ناتاليا ميخائيلوفا، أخصائية أمراض الجلد والتجميل، “هذه العملية الكيميائية تسمى الغلوزة.”
وحسب قولها تشكل غلوزة الكولاجين، وهو بروتين مسؤول عن مرونة البشرة ونضارتها، خطرا كبيرا على البشرة؛ لأنها تجعل ألياف الكولاجين كأنها مترابطة، وتصبح صلبة وتفقد وظيفتها.
وأضافت أن هذا ينعكس بالطبع على مظهر الجلد ليصبح جافا وحساسا، ويفقد مرونته ونضارته، ويصبح باهتا ورماديا وتظهر عليه علامات الشيخوخة المبكرة (التجاعيد، وانتفاخات وهالات سوداء تحت العينين).
وتشير الطبيبة إلى أن علامات الغلوزة قد تظهر لدى الشباب إذا كان النظام الغذائي يحتوي دائما على منتجات تحفز هذه العملية. ويمكن أن يكون السبب الأطعمة المقلية بما فيها الأسماك. كما أن الكربوهيدرات السريعة تحفز هذه العملية. وبالإضافة إلى ذلك من المهم التحكم خاصة في السكر المضاف، وهو السكر الذي لا يوجد طبيعيا في المنتجات، بل يضاف إليها من قبل المنتجين. كما أن الوجبات الخفيفة وعدم وجود فواصل زمنية كافية بين الوجبات يسببان تقلبات مستمرة في مستوى السكر والأنسولين.
وتوصي بمراعاة الفواصل الزمنية بين الوجبات من أربع إلى 6 ساعات. كما يجب الاهتمام بمبدأ توازن البروتين والدهون، مثل المكسرات والبيض والزبادي غير المحلى والأفوكادو.
علامات الغلوزة قد تظهر لدى الشباب إذا كان النظام الغذائي يحتوي دائما على منتجات تحفز هذه العملية
وأشارت الطبيبة إلى أن الوجبات الخفيفة الحلوة، مثل المعجنات والحلويات الأخرى، تؤدي إلى ارتفاع حاد في نسبة السكر في الدم، ثم إلى انخفاض حاد مماثل، ما يسبب نقصا في سكر الدم والشعور بالتعب والانفعال وانخفاض التركيز.
وقالت “لا يقتصر تأثير الغلوزة وزيادة السكر المصاحبة له في الجسم على تدهور حالة الجلد فحسب، بل يشمل منظومة المناعة أيضا، حيث ينخفض مستوى الحماية المناعية، ويتجلى ذلك في نزلات البرد المتكررة والخمول العام. ويمكن أن يظهر هذا على الجلد في صورة التهاب مستمر وزيادة الحساسية والتهيج والتقشر.”
ويؤثر تناول السكر على صحة البشرة بعدة طرق، منها أن ذلك يُؤدي إلى الإصابة بالالتهابات التي تُؤثر بشكل سلبي على صحة البشرة ونقائها، ما قد يُسبب ظهور مشكلات البشرة العديدة التي لن يتم تلافي حدوثها إلا بالتقليل من تناول السكريات المكررة.
وقد يرتبط تناول كميات كبيرة من السكر بظهور حب الشباب، وقد تبين أن الأشخاص الذين يُعانون من حب الشباب الخفيف أو المتوسط تحسنت صحة بشرتهم وقل لديهم معدل ظهور حب الشباب عند اتباعهم نظامًا غذائيًا منخفض السكر لمدة 10 أسابيع.
ويُمكن أن يكون ذلك بسبب ارتفاع عامل النمو الشبيه بهرمون الأنسولين عند استهلاك السكر والأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من السكر.
وتشير الدراسات إلى أن استهلاك كميات كبيرة من السكر يؤثر بشكل سلبي على مستويات الإيلاستين والكولاجين التي تُساهم في الحفاظ على مرونة البشرة، فعندما تضعف ألياف الكولاجين تبدو البشرة أكبر سنًا، وبالتالي فإن التقليل من تناول السكر يخفف من ظهور علامات الشيخوخة على المدى البعيد.
التدخين وسوء التغذية وقلة التمارين الرياضية وعدم وجود روتين يومي للعناية بالبشرة يؤثر سلبًا على صحة الجلد
ويُمكن أن يُؤثر السكر أيضًا على نوع الكولاجين الموجود في البشرة، إذ تحتوي البشرة على ثلاثة أنواع رئيسية من الكولاجين، النوع الأول هو الأضعف والثالث هو الأقوى.
وعند تناول السكر يتحلل الكولاجين من النوع الثالث إلى النوع الأول، ما يؤثر على أنسجة البشرة بشكل سلبي.
وإلى جانب إتلاف البروتينات الأساسية الموجودة في البشرة قد يُؤدي السكر إلى تعطيل أنزيمات الجسم المضادة للأكسدة، ومن دون وجود مضادات الأكسدة ستكون البشرة أكثر عرضة للأضرار التي تُسببها الجذور الحرة بفعل التلوث والأشعة فوق البنفسجية، ما يُؤدي في النهاية إلى الإصابة بالشيخوخة المبكرة.
وبحلول سن العشرين يبدأ الجسم في فقدان الكولاجين بنسبة 1 في المئة سنويًا، وبحلول الأربعينات يفقد 20 في المئة من الكولاجين. وبالنسبة إلى النساء تتسارع عملية الفقدان بعد انقطاع الطمث، حيث يختفي ما يصل إلى 40 في المئة من الكولاجين في غضون خمس سنوات فقط. وتسلط هذه الأرقام الضوء على المعركة الجادة ضد شيخوخة الجلد.
والشيخوخة هي تباطؤ تدريجي في استقلاب الجلد يبدأ من سن الخامسة والعشرين إلى سن الثلاثين عند النساء، ويتطور ببطء مع مرور الوقت. ويلاحظ المرء تغيرا في نسيج البشرة ولونها، وتبدأ التجاعيد بالتماسك. وتصبح البشرة أرق وجافة، وأقل مقاومة للضرر.
كما أنها أقل مرونة لأن الطبقة الدهنية تنخفض مع انخفاض إفراز الدهون. ومثل جميع الأعضاء، تتقدم البشرة في العمر وفقًا لعملية تسلسل زمني مبرمجة وراثيا. لكن هذه الظاهرة تتأثر أيضًا بأسلوب حياة الأفراد ونظامهم الغذائي والسموم التي يتعرضون لها ومستويات الإجهاد لديهم.
وتساهم العوامل الوراثية بما يصل إلى 60 في المئة من علامات الشيخوخة المرئية، في حين تشكل العوامل البيئية ونمط الحياة نسبة الـ40 في المئة المتبقية.
ويمكن أن يؤثر التدخين وسوء التغذية وقلة التمارين الرياضية وعدم وجود روتين يومي للعناية بالبشرة سلبًا على صحة الجلد.
في المقابل يمكن للعلاجات الاحترافية، مثل البوتوكس والعلاج بالليزر وتقنية يوروثريد لشد البشرة، أن تعالج مشاكل شيخوخة الجلد.